شفق نيوز/ خلص موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، اليوم الاربعاء، إلى أن الجمود السياسي الحالي في العراق، قد يعزز من احتمالات وقوع مصادمات شيعية - شيعية حيث ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "المحبط" مراراً من مسار المفاوضات السياسية، بدأ يلمح الى احتمال اللجوء الى القوة واستفزاز خصومه المدعومين من ايران.
ويقول تقرير للموقع البريطاني، ترجمته وكالة شفق نيوز، إن العلاقات بين الصدر وخصومه من الشيعة المدعومين من ايران، تتدهور بدرجة سيئة، لدرجة ان توقعات ظهرت باحتمال وقوع اشتباكات مسلحة.
وذكّر التقرير بفوز الصدر "الواضح" في الانتخابات، وتحالفه لاحقاً مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والكتلة السنية، ومنعه من تشكيل الحكومة، وقرارات المحكمة الاتحادية بشأن النصاب القانوني، ثم موقفه من التمسك برئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، والذي ردت عليه المحكمة الاتحادية بالوقوف ضده باعتبار أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال.
واعتبر التقرير أن هذه التطورات دفعت الصدر الى التعبير علانية عن غضبه وهو ما لم يعهده خصومه منه منذ بداية المفاوضات، حيث هاجم القضاء، متهماً إياه باتخاذ مواقف معيبة دعما لـ"الثلث المعطل" الذي يتمتع به خصومه في البرلمان، ثم ليهدد بانه لن يعيد العراق الى المحاصصة والفساد.
وردا على ذلك، رأى التقرير البريطاني، أن خطاب الصدر الذي استمر 3 دقائق، ارعب الكثير من العراقيين واثار معارضي الصدر، وخاصة قادة الفصائل الشيعية المسلحة، وان ما جرى بعد ذلك كان اسوأ حيث غرد القيادي لـ"سرايا السلام" ابو مصطفى الحميداوي قائلاً: "نحن جاهزون، فانتظرونا"، ثم سار بعدها المئات من مسلحي "سرايا السلام" في مدينة الصدر، معلنين استعدادهم لتطبيق اوامر زعيمهم.
وفي الوقت نفسه، بدأت منصات اعلامية تابعة للصدر بنشر اسماء قادة في عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله، الى جانب عناوينهم ومقارهم وصورهم مرفقة بتعبيرات تهديد وترهيب، في حين أن قادة الفصائل الشيعية، بما في ذلك المسلحة منها، كانوا يتابعون هذه التطورات ويعدون مقاتليهم وامروهم بضبط النفس، بحسب ما اكدته قيادات شيعية مطلعة على التطورات.
وأوضح التقرير انه بعد مرور ساعات، في 16 مايو/ايار، اجتمع قادة "الاطار التنسيقي" في منزل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، ليقرروا كيفية الرد على تهديدات الصدر، وهو اجتماع استمر حتى ساعات الصباح الاولى من اليوم التالي، وخرج عنه بيان مكتوب ينتقد تشكيك الصدر وطعنه بقرارات المحكمة الاتحادية، ويصفه بأنه "تطور خطير يؤسس للفوضى وعدم الاستقرار"، مطالباً الصدر بالتخلي عن خطته لتشكيل حكومة اغلبية والتخلي ايضاً عن سياسة احتكار السلطة والتعامل بايجابية مع المبادرات.
ونقل التقرير عن مصدرين كانا في الاجتماع قولهما، إن قادة "الاطار التنسيقي"، "استفزوا بقوة" من التحركات الصدرية، وادخلوا تعديلات متعددة على البيان من اجل التخفيف من حدة الغضب واللغة.
وقال احد المصدرين "كان الجميع غاضباً وهائجاً وخاصة قادة الفصائل المسلحة، فالصدر ذهب بعيداً هذه المرة".
وتابع المصدر، أن رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، رفض الانجرار الى تبادل التهديدات مع الصدر، "ومارس الكثير من الضغط من اجل تغيير مضمون البيان وصياغته عدة مرات"، واضاف المصدر أيضاً "لم نكن نريد تسريع الاصطدام الذي كان وشيكا".
ثلاثة خيارات
وذكر التقرير، أن قادة الفصائل المسلحة المدعومة من ايران، قرروا خلال الاجتماع في منزل العبادي، اعتماد استراتيجية جديدة، حيث قال قيادي في فصيل مسلح، عضو في "الاطار التنسيقي"، إن "استراتيجية احتواء الصدر يجب ان تنتهي لانها دفعته الى ابعد مما يجب"، موضحاً أن الصدر "يعتقد اننا خائفون من مواجهته، وبامكانه الافلات مما يفعله هو او جماعته".
وتابع القيادي "لقد كنا صبورين جدا ازاءه، لكنه فسر صبرنا على انه خوف او ضعف، هذه المرحلة انقضت وسوف يرى وجهاً اخر في الايام المقبلة".
وبحسب مصدرين من الاجتماع نفسه، فأن المجتمعين اتفقوا ايضاً على طرح ثلاثة خيارات على الصدر:
الخيار الاول: هو التحالف مع الاطار التنسيقي لتشكيل حكومة توافقية لتقاسم السلطة تستمر لمدة عام واحد فقط، واذا فشلت ، فانه يجري تشكيل حكومة الاغلبية التي يريدها الصدر.
الخيار الثاني: هو حل البرلمان والدعوة الى انتخابات جديدة.
الخيار الثالث: هو الابقاء على الوضع كما ما هو عليه، إلا أن أي محاولات من جانب الصدر او حلفائه من اجل ادخال تغييرات حكومية او تشريعية من شانها تبديل موازين القوى الحالية، "سيتم التعامل معها بكل الوسائل المتاحة".
وختم التقرير بتصريح لقيادي بارز في فصيل مسلح يقول فيه، ان "خوفنا الاكبر كان دائما هو اندلاع اقتتال شيعي، لذلك كنا نتجاهل تهديداته وانتهاكات جماعته"، مضيفاً "اما الان فاننا لا نخاف من اي نوع من المواجهة، واذا تحدث بلغة التهديد، فاننا سنتحدث باللغة نفسها، واذا ذهب ابعد من ذلك واختار المواجهة المسلحة، فلا مانع لدينا".
واعتبر القيادي ان "الصدر، كمجموعة مسلحة، ليس قوياً كما يعتقد، ففصيله اضعف بكثير من بقية الفصائل، هو يعرف ذلك وسيفكر للمرة الالف قبل ان يختار المواجهة المسلحة".