شفق نيوز/ مع اقتراب موعد أربعينية الإمام الحسين المقررة في 25 آب 2024، الموافق 20 صفر 1446، يزداد الطلب على "الملاية" لإحياء المجالس الحسينية من خلال رثاء الإمام والحزن والبكاء عليه، حتى وصل الحال إلى الحجز قبل أسبوع في سبيل الحصول على "ملاية" لكثرة الطلب عليها هذه الأيام وخاصة في محافظة كربلاء.

المواطنة أم غدير (ربة منزل) من محافظة كربلاء، قررتُ إقامة مجلس حسيني في هذه السنة لأول مرة "بعد طلب مراد من الإمام الحسين في أحد المجالس الحسينية العام الماضي وتحقق مرادها"، لكنها واجهت صعوبة في الحصول على الملاية، فقد تبين أن "الحجز عليها قبل أيام".

وأوضحت أم غدير، لوكالة شفق نيوز، أن "الطلب على الملاية يشتد قبيل الأربعين، ورغم حجزي لها قبل أسبوع لكنها أرادت إلغاء الموعد أكثر من مرة بسبب ضغط الطلبات عليها"، مبينة أن "المجلس الحسيني كلفني حوالي 50 ألف دينار، وهذه التكلفة تختلف حسب أجور الملاية وتوزيعات صاحب البيت من سبح وتُرب حسينية وكيك وعصائر وغيرها مما يوزع على الحاضرين في المجلس".

من جهتها، قالت الملاية أم علي، من محافظة كربلاء - تمتهن هذا العمل منذ 10 سنوات توارثته عن أمها - إن "أكثر الملايات يتواجدن في كربلاء، وكانت الملاية تواجه صعوبة في إدارة المجلس الحسيني ورثاء الإمام الحسين والبكاء عليه قبل عام 2003، بسبب منع النظام السابق لهذه الطقوس".

وذكرت أم علي، لوكالة شفق نيوز: "لكن حالياً هناك انتشار واسع للمجالس الحسينية لنعبر فيها عن مشاعرنا، كما إن بعض الحسينيات تفتح أبوابها للملاية لإقامة المجلس الحسيني داخلها، فيما تلجأ بعض الملايات إلى إلقاء محاضرات دينية لنشر التوعية في أمور الدين قبل البدء برثاء الإمام الحسين".

وأشارت إلى أن "الطلب على الملاية يزداد منذ استشهاد الإمام الحسين في 10 محرم إلى وفاة النبي محمد في 28 صفر، ففي هذين الشهرين يكون الطلب على أشده، لذلك قد تعتذر الملاية عن الحضور للكثير من المجالس ليس بسبب الأجور وإنما بسبب ضغوطات الطلب".

وبينت الملاية، أن "الملاية تكسب خلال هذين الشهرين (من 10 محرم إلى 28 صفر) مبالغ تتراوح ما بين 500 ألف دينار إلى 3 ملايين دينار وأحياناً أكثر"، موضحة أن "أجور المجلس الحسيني تبدأ من 5 آلاف دينار إلى 25 ألف دينار، حسب خبرة الملاية وجودتها في الإلقاء، وبعض الملايات رغم جودتهن لا يطلبن الكثير من المال على خلاف مجالس التعزية (الفواتح) التي يطلب فيها مبالغ أكثر في العادة".

و"للمواكب الحسينية ومجالس النعي (اللطم) الرجالية والنسائية التي تنتشر في دول العالم المختلفة، ويقرأ فيها النعي ومصيبة الإمام الحسين باللغات كافة، لها تاريخ ديني"، بحسب الشيخ مصطفى معاش.

وبين أن "قراءة المجلس بدأت بعد زيارة عاشوراء عندما جاء جابر الإنصاري وجلس قرب قبر الإمام الحسين ونعى الإمام وبكى عليه، وبعدها انتشرت هذه الممارسة واستمرت في الفترات اللاحقة".

وأضاف معاش، خلال حديثه للوكالة، أن "ما نراه هذه الأيام في عمل المجالس الحسينية فيه نوع من التطور بأساليب النعي والأطوار والقراءة وتقديم الطعام واللطم نتيجة تطور الزمان". 

بدوره، أرجع المؤرخ الدكتور علي النشمي مهنة "الملاية" إلى 7 آلاف سنة، موضحاً لوكالة شفق نيوز، أنها "كانت تجربة من الحضارة السومرية وكانت تسمى (الشاعرة) وهي التي تأتي بالأحزان وتنعي الآلهة وغيرها، لكن عندما جاء الإسلام واستشهد الإمام الحسين أصبحت يطلق عليها (ملاية) وهي مستمرة إلى الآن، برثاء الامام الحسين والحزن عليه"، على حد وصفه.