شفق نيوز/ تتخوف السلطات العراقية من تحول احتفالات ليلة رأس السنة إلى حوادث "كارثية" نتيجة الألعاب النارية والرمي العشوائي، لذلك تم اتخاذ إجراءات استباقية تحسباً لأي طارئ، فضلاً عن إصدار وصايا وإرشادات تحذيرية لمنع تكرار مشاهد شبيهة لما حدث في الأعوام السابقة من وقوع عشرات الإصابات والحرائق.
وتحتفل بغداد وباقي المحافظات بعيد الميلاد من كل سنة بالتجول في الشوارع بملابس احتفالية، وقبعات "سانتا كلوز" الحمراء تعلو رؤوسهم، مطلقين لحظة بدء العام الجديد، مفرقعات نارية تضيء سماء وشوارع المدينة.
تعليمات لتفادي "الكوارث"
لكن تعود المواطنين خلال احتفالات رأس السنة الميلادية - بحسب الخبير الأمني والاستراتيجي، العميد المتقاعد عقيل الطائي- أن يشهدوا احتفالات غير منظمة وفوضوية أحياناً، وكذلك زحامات مرورية وعدم التزام بقوانين المرور والسلامة العامة، واستخدام العيارات النارية أحياناً، وحتى الألعاب النارية الخطرة بصورة عشوائية.
ويضيف الطائي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أنه "وبناءً على ذلك، أصدرت قيادة عمليات بغداد تعليمات بهذا الخصوص تفادياً لحدوث كوارث وحرائق، حيث منعت استخدام العيارات النارية، وكذلك الألعاب النارية التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد المشتعلة، وأحياناً الكيمياوية بصورة عشوائية".
ويوضح، أن "هذه الألعاب النارية تسبب حرائق، وقد وقع ذلك العام الماضي، لذلك شددت قيادة عمليات بغداد على ضرورة استخدامها بالأماكن المخصصة لها، والالتزام بقواعد المرور، وعدم وقوف العجلات على جانبي الطريق، حفاظاً على سلامة المواطنين".
خطة لتأمين الاحتفالات
بدورها، كشفت وزارة الداخلية العراقية، عن وضع خطة لتأمين أماكن احتفالات رأس السنة الميلادية في العاصمة بغداد.
وقال الناطق باسم الداخلية وخلية الاعلام الامني، العميد مقداد ميري، في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز، إن "وزارة الداخلية وضعت خطة متكاملة تتضمن الاستعداد ونشر الأجهزة الأمنية لتأمين جميع المناطق الحيوية والمتنزهات وأماكن إقامة الاحتفالات بمناسبة أعياد السنة الجديدة".
وأضاف، أن "أي مخالفة للقانون تصدر من أي أحد سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه سواء كان تحرشاً أو تعدياً أو مخالفة، كإطلاق عيارات أو ألعاب نارية بصورة مبالغ بها".
وتابع، أن "وزارة الداخلية توصي المواطنين بالالتزام بتوصيات مديرية العامة للدفاع المدني المتعلقة بإقامة الاحتفالات وخطورة استخدام الألعاب النارية وغيرها".
تحذيرات من الألعاب النارية
من جهتها، حذرت الشرطة البيئية في العراق، من الألعاب النارية وما تشكله من مخاطر على مستخدميها وذلك مع حلول عيد رأس السنة الميلادية حيث تشهد هذه الليلة إقبالاً واسعاً على تلك الألعاب والمفرقعات تعبيراً عن الاحتفال ببدء العام الجديد.
وبهذا الصدد أصدرت الشرطة بياناً بخصوص الألعاب النارية، وقالت "تزامن ظاهرة الألعاب النارية ورواج هذه الألعاب والمفرقعات بشكل كبير والإقبال عليها في مواسم كالأعياد والمناسبات، تبرز ظواهر سلبية تتسبب في إقلاق السكينة العامة وإفساد أجواء هذه المناسبات وتعكير لصفو الناس، إضافة إلى خطورة الألعاب النارية على مستخدميها وعلى الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها، وتحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق".
وتؤكد الشرطة البيئية الحقائق الآتية عند استخدام الألعاب النارية:
1- أثناء الاستخدام يكون انفجار الألعاب النارية قبل سماعها لأن الصوت ينتقل بسرعة 760 متراً في الساعة، بينما ينتقل الضوء بسرعة 670 مليون متراً في الساعة.
2- الألعاب النارية تصل سخونة رؤوسها عند الاشتعال إلى 1000 درجة مئوية وبالتالي تصبح أسخن بخمس مرات من زيت الطبخ وذات درجات حرارة تبلغ 10 أضعاف درجة حرارة الماء المغلي، وبالتالي يمكن تصور ما تحدثه على جسم الإنسان إذا انطلقت باتجاهه.
3- يمنع منعاً باتاً استخدام الألعاب النارية أو إشعالها داخل أو تحت أي بناء أو بالقرب من تجمهر الناس والمحلات والبيوت والخيام أو الهياكل الخشبية أو الحدائق أو الغابات.
4- يمنع منعاً باتاً شراء أو تداول الألعاب النارية المعبأة في ورق بنّي لأن هذا غالباً ما يشير إلى أن الألعاب النارية صنعت لعرض احترافي، وأنها يمكن أن تشكل خطراً كبيراً على المستهلكين.
5- عروض الألعاب النارية لمدة 10 ساعات ستنتج ما يقرب من 84 طن متري من ثاني أوكسيد الكربون وهذا يعادل ما ينتج عن حريق في 8000 دونم زراعي في يوم واحد.
6- تحترق الألعاب النارية بدرجة 1000 درجة مئوية وتحمل الشرارة الناتجة عنها نفس هذه الدرجة، وهي كافية لإذابة بعض المعادن وخاصة إذا انطلقت بشكل أفقي، أما إذا انطلقت بشكل عمودي فإنها ستعود ككتلة حيوية تفقد بعض شحنة التوهج أو الاحتفاظ بشحنة متناقصة قد تصل إلى 200 إلى 300 درجة مئوية، وهي كافية لإشعال حريق في أي مكان تسقط عليه وهذا يعتمد على الحجم الأولي لمكوناتها كلما كبر الحجم يؤدي إلى شرارة تدوم طويلاً.
7- أغلب الإصابات تكون في اليد، ثم العين، ثم الوجه، وأغلب حروقها من الدرجة الثالثة أو من الدرجة الرابعة لأن درجة حرارة الشرارات المنطلقة من الألعاب النارية تبلغ ألف درجة مئوية محدثة تشوهاً أو عاهة مستديمة.
8- الحروق الناتجة عن الألعاب النارية هي حرارية وليست كيميائية أي لا يمكن القيام بأي إسعافات أولية للشخص المتضرر سوى الإسراع بإدخاله إلى المستشفى لإنقاذه.
9- تتجلى خطورتها بعدم خضوعها إلى معايير السلامة أو خلل في التصنيع أو التخزين مما قد تسبب عند إشعالها في بعض الأحيان إلى انفجارها مما يؤدي إلى بتر الأصابع.
10- بعض الألعاب النارية يضاف لها مكون خامس (المانح الكلوري) يزود بغاز الكلور لغرض إضافة القوة إلى لون اللهب مما يشكل خطورة إضافية.
ودعت الشرطة البيئية الجميع للتعاون والمساهمة في الحد من مخاطر الألعاب النارية والمساهمة في تكامل الأدوار بين المواطنين والجهات المختصة.
وتابع البيان، أن الشرطة البيئية والتي تم تخويلها قانونياً برئاسة لجنة مراقبة الكيمياويات ستتعامل مع مخازن الألعاب النارية كمخازن مفرقعات وفق نظام تصنيف شحن المتفجّرات حسب تصنيف الأمم المتّحدة وضمنها الألعاب النارية.
وشددت على أنها ستعمل وفق القانون رقم 2 لسنة 2012 قانون حظر الألعاب المحرضة على العنف الذي حظر الاستيراد أو تصنيع أو تداول أو بيع الألعاب المحرضة على العنف أي الألعاب النارية فيعاقب بالحبس 3 سنوات وبالغرامة 10 ملايين دينار لكل من قام بذلك.
وصايا وإرشادات
وفي السياق نفسه، يؤكد مدير إعلام الدفاع المدني، العقيد رحمن حسين مهدي، أن "مديرية الدفاع المدني نشرت وصايا وإرشادات تخص طريقة الاحتفال، وأوعز المدير العام للدفاع المدني اللواء محسن كاظم من يوم 25 كانون الأول/ سبتمبر الجاري، بوضع خطة انتشار لمفارز الدفاع المدني في عموم المحافظات وبغداد بجانبي الكرخ والرصافة حسب مناطق منتخبة يتوقع أن تشهد تجمعات للمواطنين مثل المولات والكافيهات والساحات العامة للاحتفال بهذه المناسبة".
ويضيف مهدي في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "هذه المناسبة سوف تصاحبها الكثير من الألعاب النارية، وهذه الألعاب عبارة عن مواد كيميائية ممزوجة ومضاف إليها مادة البارود سريع الاشتعال، ما يولد هذه الأصوات والوهج والألوان".
وقدم مهدي مجموعة توصيات، أبرزها "على العوائل عدم ترك الأطفال يطلقون الألعاب النارية بأنفسهم خشية فقدانهم السيطرة على هذه الألعاب، أو عدم إطلاقهم لها بالطريقة الصحيحة".
وتابع "ويجب تجنب إطلاق الألعاب النارية على الأعمدة والأسلاك الكهربائية والمتنزهات والنخيل والأشجار الطبيعية أو الزينة المصنوعة من البلاستيك أو القش، أو قرب المولدات ومحطات الوقود والخزانات ومصانع الغاز، أو قرب المستشفيات لأن أصواتها العالية تزعج المرضى، أو داخل العجلة سواء كانت متوقفة أو متحركة، وداخل الأماكن المغلقة والقاعات منعاً باتاً لأن هذه القاعات عبارة عن مواد سريعة الاشتعال وقد تحصل الكارثة بمجرد شرارة نار".
ساحة الاحتفالات ومولات بغداد
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه أمس السبت، الجهات المعنية، بفتح ساحة الاحتفالات في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، أمام حركة المواطنين.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي ورد لوكالة شفق نيوز، أمر السوداني بـ"الإبقاء على بوابات المنطقة الخضراء مفتوحة بعد منتصف ليلة رأس السنة، يومي الأحد والاثنين من الأسبوع الجاري، وذلك بمناسبة حلول العام الجديد".
من جهته، كشف مدير المركز العراقي الاقتصادي السياسي وسام حدمل الحلو، عن إغلاق عدد من المولات التجارية في العاصمة بغداد تزامناً مع ليلة رأس السنة الميلادية.
وذكر الحلو في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "عدداً من إدارات المولات التجارية في جانب الكرخ والرصافة قد أعلنت بشكل رسمي عن الإغلاق ولمدة يوم واحد فقط وذلك تزامناً مع ليلة رأس السنة الميلادية، وأن المولات التي سوف تغلق يوم غد هي مول المنصور/ الكرخ، ومول زيونة/ الرصافة، وعدد آخر من المولات".
وأضاف أن "عدداً آخر من المولات التجارية في العاصمة بغداد في جانب الكرخ والرصافة قد أعلنت أنها سوف تكون مفتوحة وخصصت فعاليات ومسابقات تزامناً مع احتفالات رأس السنة وخصصت دخول المولات إلى العوائل فقط بدون دخول الشباب".
حظر الألعاب النارية
ويجري إطلاق الألعاب النارية تعبيراً عن الفرح والبهجة، في عدة مناسبات مثل رأس السنة، لكن استخدامها على نحو خاطئ ينذر بالكثير من المخاطر التي تصل حد الوفاة.
وتعالت أصوات تطالب بمنع تداول تلك المفرقعات في الأسواق، أو وضع ضوابط وإرشادات في منافذ بيعها ومنع القاصرين من شرائها ومحاسبة المخالفين، منعاً لتنغيص الأجواء الاحتفالية وكي لا يتحول الفرح إلى مأتم.
وفي هذا الجانب، يقول الخبير القانوني، علي التميمي، لوكالة شفق نيوز، إن "قانون الأسلحة رقم 51 لسنة 2017، عاقب في المادة 24 منه على حمل السلاح بدون رخصة بالحبس والغرامات، وهو يحتاج إلى التطبيق، وأيضاً عاقب القانون 570 لسنة 1982 بالحبس 3 سنوات كل من يطلق العيارات النارية في المناسبات".
عطلة رأس السنة
وكانت حكومة إقليم كوردستان، قد قررت تعطيل الدوام الرسمي لمدة أسبوع بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة.
وذكر بيان لدائرة الإعلام والمعلومات في حكومة إقليم كوردستان، ورد لوكالة شفق نيوز، أن "عطلة أعياد رأس السنة الميلادية تبدأ اعتباراً من يوم 25 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري وتنتهي يوم الأول من شهر كانون الثاني/ يناير من العام 2024".
وتابع البيان "يستأنف الدوام الرسمي في الدوائر والمؤسسات الحكومية كافة يوم 2 من شهر كانون الثاني المقبل".