شفق نيوز/ شكك عدد من الخبراء الاقتصاديين، اليوم الثلاثاء، على قدرة الحكومة الاتحادية على المضي في إنشاء مشروع القناة الجافة الذي يربط العراق مع تركيا ومنه إلى أوروبا، عازين ذلك إلى عدم وجود إرادة سياسية مع هذا المشروع.
ويقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "مشروع القناة الجافة يحتاج الى ارادة سياسية وتفاهمات دولية، ويتطلب إنشاء ميناء الفاو الكبير، ومدن لوجستية وطرق بمواصفات عالية ومحطات استراحة وفنادق ومحطات وقود، إضافة إلى مد خطوط سككية جديدة، وهي مشاريع تأخذ وقتاً وكلفةً ماليةً كبيرةً".
واضاف انه في "ظل التناقضات السياسية الحالية من الصعب تنفيذه (المشروع) كون الارادات السياسية ليست كلها مع مضي مشاريع من هذا النوع حتى لو عزمت الحكومة الحالية على تنفيذه، لكنه من الناحية الاقتصادية سيكون رئةً اقتصاديةً للعراق تنافس قطاع النفط".
من جهتها أكدت الخبيرة الاقتصادي سلام سميسم في حديث لوكالة شفق نيوز، ان "مشروع الربط المزدوج مع تركيا من خلال بناء مسار مزدوج يتضمن ممراً برياً وخطاً للسكك الحديدية سيكون من المشاريع الاستراتيجية للبلد، وخاصة مع نسيان مجال النقل في العراق لفترات طويلة".
وأردفت بالقول ان، "المشروع سيرى النور في حال كانت هناك ارادة حقيقية وشفافية لأن الكثير من المشاريع تعاني من الفساد والمشاكل".
كما اشارت سميسم الى ان، "العراق بإمكانه الاستعانة بالاستثمار في هكذا مشاريع في حال كانت تكلفة المشروع باهظة وكبيرة، ومن خلال الإيرادات التي سيجنيها تُسدد تكاليف المشروع للمستثمر ويعود إليه المشروع فيما بعد وهو ما يمكن أن نسميه بـ(المساطحة)".
ولفتت الى ان "الارادة السياسية في حال وجودها يمكنها ان تخلق أيضا وضعاً امنياً مستقراً من خلال وضع القوات من الجيش والشرطة لحماية المشاريع الاستثمارية التي يجب ان تكون لها اولوية في البلد بدلا من الجلوس في السيطرات"، مستدركة في الوقت نفسه القول إن، "حصة الإنفاق العسكري من الموازنة تكون 24% أي ربع الموازنة تذهب لقطاع الأمن والدفاع".
سميسم اكدت ان "المشروع في حال رؤيته النور فإنه سيدر على العراق اموالا بحيث تنقله من دولة مديونة الى دولة مستقرة اقتصاديا".
وطرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته لتركيا في 21 اذار الجاري، عقد شراكة اقتصادية ومنها مشروع طريق التنمية "القناة الجافة"، من خلال إنشاء طريق سريع وخط للسكك الحديد من ميناء الفاو ويمر عبر محافظات عراقية عديدة، وصولا إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر اسطنبول.
وأعلن وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي، يوم الخميس 23 من شهر آذار/مارس، عن تفاصيل المحادثات التي أجراها الوفد العراقي برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مع الجانب التركي في أنقرة.
وقال السعداوي، في بيان، ان الرؤية الحكومية تتطلع لتحويل العراق إلى مركز تجاري دولي بين آسيا وأوروبا، وبالتالي فإن طريق التنمية يكتسب أهمية كبيرة في هذا الإطار.
واضاف، ان المنهاج الحكومي لدولة رئيس الوزراء طرح يتمحور حول تحويل العراق الى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا، من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي، مبينا أن هذا المشروع "يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وجيرانه، وعلى راسهم تركيا من ناحية، وبلدان أوروبا وآسيا من ناحية أخرى".
وأشار السعداوي، إلى ان مشروع الميناء يشتمل على طريق التنمية التي سيشكلها طريق سريع وخط للسكك الحديد ويمر عبر محافظات عراقية عديدة، وصولا إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر اسطنبول.
وتابع الوزير بالقول، ان "الحكومة العراقية طرحت على الجانب التركي تفاصيل هذه المشروعات "تعزيزا للشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا".
هذا وأكد سفير جُمْهُوريَّة العراق لدى تركيا ماجد اللجماويّ، يوم الأحد 26 من شهر آذار، أنَّ القناة الجافة المزمع مدها بين بلادها وتركيا ستُسهِم في إنعاش التجارة الخارجيَّة.
وأوضح السفير في تصريح نشرته وزارة الخارجية العراقية، أنَّ الاتفاق على تفعيل "طريق التنمية"، أي: القناة الجافّة التي تتكوّن من طريق برّي وسكك حديد يربط العراق بتركيا، ويمتدُّ من البصرة إلى الحُدُود التركيّة، عادّاً أنّها ستُساهِم في إنعاش التجارة البينيّة بين البلدين، ويزيد من حجم التبادل التجاريّ.