شفق نيوز/ رأى مراقبون من بلدان مختلفة، أن استقرار العراق هو استقرار للمنطقة بشكل عام، واستهدافه من قبل الكيان الإسرائيلي قد يشعل حرباً في المنطقة، مؤكدين وجود تضامن عربي ودولي واسع مع العراق لما يتمتع به من علاقات متوازنة مع الجميع.

وأكد المحلل السياسي التركي، جواد غوك، أن "الدول المجاورة كلها تقف مع العراق بما فيهم تركيا لوجود علاقة متينة بين البلدين"، محذراً من أن "استهداف العراق قد يشعل حرباً في المنطقة بشكل عام".

وشدد غوك، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الكيان ليس له الحق بمهاجمة العراق، وأن تركيا لن تسمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام أجواءها في عملية الاستهداف المحتملة".

واليوم السبت، وجّهت وزارة الخارجية العراقية، رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على تهديدات اسرائيل بالاعتداء على العراق، فيما أكدت أن رسالة الكيان الإسرائيلي إلى مجلس الأمن تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة.

وفي هذا الجانب، ذكر الباحث والكاتب السياسي الإيراني، جلال جراغي، أن "تهديدات الكيان الإسرائيلي ضد العراق تهدف إلى الهروب إلى الأمام والخروج من المأزق الذي هم فيه بعد فشلهم في غزة ولبنان، لهذا يريدون التغطية على هذه الهزائم".

وأضاف جراغي، خلال حديثه للوكالة أن "الهدف من هذه التهديدات هي للاستهلاك الداخلي الإسرائيلي بعد عدم تحقيق إنجاز في غزة ولبنان، لذلك يحاولون رسم صورة إنجاز ما للجبهة الداخلية، لذلك يتم إطلاق تهديدات ضد المقاومة الإسلامية في العراق".

وتابع: "كما يحاول الكيان من خلال تهديداته هذه إلى بث الفرقة بين الشعب والحكومة والمقاومة، بوضع الحكومة العراقية تحت الضغط وفي الوقت نفسه استفزاز الشعب العراقي ضد الحكومة والمقاومة".

ولفت جراغي، إلى أن "الكيان يريد من خلال تهديداته أيضاً إلى توجيه رسائل إلى الولايات المتحدة وإلى الإدارة القادمة برئاسة ترامب، بأن عليها السيطرة أكثر على العراق والتصدي لمحور المقاومة ومطلقي الصواريخ والمسيّرات"، مؤكداً أن "على الدول المجاورة للعراق اتخاذ موقف حازم تجاه هذه التهديدات، وعلى الدول العربية والإسلامية عقد اجتماعات لإدانة واستنكار هذه التهديدات".

ويعقد مجلس جامعة الدول العربية، غداً الأحد، دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة اليمن، وذلك بناءً على طلب العراق.

وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن الاجتماع سيناقش مذكرة رئيس مجلس الأمن الدولي بشأن ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بزيادة وتيرة وشدة الهجمات عليه عبر الأراضي العراقية منذ سبتمبر/أيلول الماضي والهادفة لجر المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع.

وعن التضامن الأردني، قال عميد كلية الأمير حسين للدراسات الدولية، حسن المومني، إن "العراق تاريخياً له دور مركزي في الوطن العربي وفي السياسة العربية، واستطاع العراق استعادة دوره في هذا الجانب ضمن السياسة الدولية في الشرق الأوسط، ويقدم نفسه بأدور مختلفة منها وسيط للسلام، حيث إن استقراره يساعد على استقرار المنطقة بشكل عام".

وأشار المومني، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "العراق يتمتع بعلاقات متوازنة مع جميع الدول العربية، وفي حال تعرض لهجوم، فإن الدول العربية ستتضامن كلياً مع الدولة العراقية بما فيهم الأردن الذي سيكون داعماً كبيراً وسوف يسخر إمكانياته السياسية والدبلوماسية في خدمة العراق".

وفي السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي والباحث الأردني في مركز الأمة للدراسات، حازم أعياد، أن "التهديدات الإسرائيلية جاءت في ذروة المواجهة بين إسرائيل ولبنان وفي ذروة النشاط الدبلوماسي للبحث عن اتفاق لوقف إطلاق النار، كما تزامنت مع توجيه ضربات داخل الأراضي الإسرائيلية".

ورأى أعياد خلال حديثه للوكالة أن "التهديدات الإسرائيلية هي محاولة ضغط على العراق أكثر من تنفيذها على أرض الواقع، لأن إسرائيل تحتاج إلى المزيد من الموارد والإمكانات، وهي غير متوفرة حالياً نتيجة انخراطها في المواجهة في جنوب لبنان وتركيزها على استهداف الفصائل داخل الأراضي السورية".

وواصل في تحليله: "لذلك تأتي هذه التهديدات في سياق الضغوط تزامناً مع الحراك الدبلوماسي الأمريكي والأوروبي لوقف الحرب في جنوب لبنان، فهي تحاول أن يشمل العراق بالاتفاق من خلال ممارسة هذا الضغط، وأي ضربة - إن حصلت - فهي لإشراك العراق في المفاوضات ليلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مستقبلاً".

وكان سبهان الملا جياد، مستشار الشؤون السياسية لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أكد عدم وجود أي دليل على انطلاق عمليات الفصائل المسلحة من الأراضي العراقية تجاه إسرائيل.

وقال الملا جياد، في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز، إن "الكيان منذ فترة يعلن بأن العمليات ضده تنطلق من جهة الشرق، وهذا الجهة تشكل كل من سوريا والأردن وليس العراق فقط"، مؤكداً عدم وجود أي مؤشرات أو تأكيدات بأن عمليات الفصائل المسلحة تنطلق من الأراضي العراقية تجاه إسرائيل.

وكان القائد العام للقوات المسلّحة محمد شياع السوداني، وجه الثلاثاء الماضي، الأجهزة الأمنية كافة بمنع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة، وذلك بعد التهديدات الاسرائيلية باستهداف العراق.

وقبل ذلك، حمّل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، يوم الاثنين، 18 تشرين الثاني الجاري، الحكومة العراقية مسؤولية "كل ما يحدث على أراضيها"، مشدداً على أن تل أبيب لها الحق في الدفاع عن النفس.