شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية انه مع تواصل الانسحاب الامريكي من افغانستان بعد 20 سنة من التواجد العسكري وفي ظل تصاعد هجمات حركة طالبان، فان اشباح العراق وفيتنام تلوح أمام الولايات المتحدة.
وحياة عشرات الاف الافغان الذين عملوا وتعانوا مع القوات الامريكية أصبحت على المحك مع بدء الانسحاب الامريكي، وقال الرئيس جو بايدن قبل ايام ان الحلفاء الافغان الذين تعاونوا مع القوات الامريكية كسائقين ومترجمين وغير ذلك، سيعاد توطينهم من اجل ضمان سلامتهم، مؤكدا "هؤلاء الذين ساعدونا لن يتم تركهم".
واعتبرت الصحيفة الامريكية ان التحرك لنقل وتوطين حلفاء في الوقت الذي تفقد فيه واشنطن شهيتها للحرب، يحمل أصداءً من الماضي، تتعلق بالعراق وفيتنام. فخلال الايام الفوضوية الاخيرة لحرب فيتنام، وبينما اعلنت القوات الشيوعية لفيتنام الشمالية الانتصار، قامت الولايات المتحدة باجلاء الالاف من الفيتناميين الجنوبيين. اما مؤخرا، فان الولايات المتحدة منحت تأشيرات لمترجمين وغيرهم ممن ساعدوا القوات الامريكية في العراق.
وتقدر منظمات تطوعية ان ما لا يقل عن الف مترجم محلي عملوا مع القوات الامريكية في العراق وافغانستان، تعرضوا للقتل.
وفي العام 1975، عندما اقتحمت القوات الشيوعية سايغون، تابع المشاهدون الامريكيون على التلفزيونات الطوافات العسكرية وهي تنقل آخر الجنود الامريكيين الباقين من السفارة باتجاه السفن التابعة للبحرية، لكن مهمة اكبر كانت بانتظارهم، حيث نقلت نحو 7 الاف شخص من الفيتناميين المتعاونين في مهمة سميت "فريكوانت ويند" التي وصفت بانها اكبر عملية اجلاء بالطوافات في التاريخ. كما غادر اخرون من تلقاء انفسهم وفي العام 1975 وحده، جلبت الولايات المتحدة نحو 100 الف شخص الى جزيرة غوام، قبل التدقيق في عملية اعادة توطينهم.
وتحت عنوان الهروب من العراق، كتبت "واشنطن بوست"، انه في اعقاب حرب الخليج العام 1991، قامت الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف بجهود انسانية للدفاع عن الكورد الذين وقفوا الى جانب القوات الامريكية والدولية ضد صدام حسين، ومع تطبيق منطقة حظر طيران على شمال العراق، ساعد ذلك في انشاء منطقة تحت السيطرة الكوردية، مما ادى في النهاية الى نشوء اقليم كوردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وتابعت الصحيفة انه "بعد التهديدات المتجددة من قوات صدام في العام 1996، قام الجيش الامريكي باجلاء موظفيه الاكراد المحليين في العراق وابلغ الموظفين السابقين وعائلاتهم واعضاء احزاب المعارضة المدعومة من وكالة المخابرات المركزية (سي اي ايه) او موظفي المنظمات الامريكية غير الربحية، انه يمكنهم التقدم بطلب لجوء".
وبحسب الصحيفة، فقد وصل نحو 7 الاف شخص الى الولايات المتحدة في غضون عام.
وقامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بغزو العراق في العام 2003 ، واسقطوا نظام صدام، وظلوا هناك حتى العام 2011 عندما انسحبوا قبل ان يعودوا مجددا في غضون ثلاث سنوات بسبب ظهور تنظيم داعش. واشارت الصحيفة الى انه على مر السنين ، قتل العديد من العراقيين الذين عملوا مع الامريكيين، ويعرب اخرون بشكل متزايد عن قلقهم من احتمال استهدافهم من قبل الميليشيات المدعومة من ايران.
واعتبرت الصحيفة ان الضربة الامريكية التي قتلت الجنرال الايراني قاسم سليماني في بداية العام 2020، أدت الى تصعيد هذا التهديد.
ونقلت الصحيفة عن العقيد المتقاعد في الجيش الامريكي ستيف ميسكا، الذي عمل مع مترجمين عراقيين، وهو مؤلف كتاب "سكة حديد مترو انفاق بغداد" "هناك مجموعة كبيرة من الميليشيات الايرانية التي تعمل بنشاط على تعقب الاشخاص ذوي الارتباطات الامريكية في العراق".
واشارت "واشنطن بوست" الى ان تأشيرة الهجرة الخاصة كانت متاحة منذ العام 2008 ، نظريا، للعراقيين الذين عملوا مع الولايات المتحدة، من اجل تأمين مسار سريع للهجرة. كما تم توفير تاشيرة هجرة خاصة للافغان في العام التالي.
واوضحت الصحيفة انه برغم ذلك، هناك تراكم طويل، حيث كان هناك نحو 70 الف افغاني ينتظرون تاشيرات خاصة تسمح لهم باعادة التوطين في الولايات المتحدة في نهاية العام 2020، وهو عدد يشمل اولئك الذين عملوا مع الجيش والحكومة الامريكية وكذلك عائلاتهم المباشرة.
اما في العراق فقد ذكرت الصحيفة ان "الخط اطول" في ظل وجود 100 الف شخص على لائحة الانتظار. وتابعت انه فيما تستعد فيه الولايات المتحدة لتكثيف اجلاء الحلفاء من افغانستان، فان برنامج تأشيرات العراق، متوقف مؤقتا وسط تحقيق في تزوير التأشيرات.