شفق نيوز- بغداد
كثيراً ما تأخذ
الهوايات أصحابها بعيداً عن تخصصهم أو تحصيلهم الدراسي، وأحياناً تتغلب هوايات
الأفراد على اختصاصهم وان كان مرموقاً.
ويعود السبب في ذلك
إلى أن الهوايات تشكل منطلقاً أساسياً في نجاح الناس بمعترك الحياة، فثمة أطباء
على سبيل المثال، هجروا مهنة الطب وبرعوا في مفاصل اخرى مثل الأدب والفن وغير ذلك.
تدفع الهوايات بالناس
إلى التفكر بتطوير هواياتهم وتسخيرها في قضايا نافعة يحققون من خلالها ذواتهم،
وتوفر لهم ارباحاً تجعلهم في غنى عن ممارسة تخصصهم الأساسي، لأنهم يعشقون هواياتهم
ويعملون على تطويرها باستمرار.
وفي المجتمع العراقي
ثمة العديد من الناس الذين تسلقوا سلم النجاح اعتماداً على هواياتهم الشخصية،
وتوقفوا عن ممارسة تخصصهم الأكاديمي، والصيدلانية حنين السلمان نموذجاً.
تمتلك حنين، شهادة
الصيدلة، لكن هواية الألعاب اللوحية كانت تستهويها منذ وقت مبكر من حياتها، ولم
تمنعها من مواصلة دراستها في الكلية، لتتفرغ بعد ذلك إلى الهواية التي ترقد عميقاً
بداخلها.
وتقول حنين السلمان،
وهي صانعة ومطورة العاب لوحية وورقية في بغداد، لوكالة شفق نيوز، إن "هواية
الألعاب اللوحية والورقية نشأت معها في وقت مبكر من حياتها، ولكن هذه الهواية لم
تعق دراستها الجامعية".
وتضيف السلمان:
"بعد تخرجها وبالتحديد في العام 2022، بدأت بالعمل الجاد على تطوير الألعاب
اللوحية وتسويقها عبر الانترنت"، مشيرة إلى أن "عملها في البدء كان
يقتصر على شراء هذه الألعاب من الخارج والترويج لها وبيعها في العراق".
وتجمع حنين مع زوجها
الهواية نفسها، وهو دعمها نحو تأسيس شركة سميت (نابو ستوديو)، لهما مختصة بتصميم
ونشر الألعاب اللوحية.
وتأتي هذه المبادرة
لإبعاد الأطفال والصبية عن الهواتف والشاشات، فبدأت فكرة مشروع إنشاء ألعاب لوحية
تجمع العائلة والأصدقاء.
بينما تؤكد حنين، أنها
"بدأت هذا العمل كموزعة العاب، وبعد افتتاح الشركة أخذت تحصل على وكالات
عالمية لبيع الألعاب اللوحية والورقية، وأصبحت هذه الألعاب تلقى رواجاً خاصة بعد
أن تتم ترجمتها داخل الشركة إلى اللغة العربية من أجل تسهيل استيعاب اللعب على
المتلقين ويحسنون استخدامها".
ونوهت إلى أن
"الهدف من هذه الألعاب هو جمع العائلة والأصدقاء بعيداً عن الهواتف والشاشات
التي أخذت تستهلك أوقات الناس وطاقاتهم".
وتعرف الألعاب اللوحية
والورقية بكونها مجموعة كبيرة من الألعاب التي يتم اللعب بها باستخدام قطع نرد، أو
بطاقات على سطح محدد مثل الطاولة وهو ما يسهل اللعب بها في المطاعم و الكافيهات
والمقاهي.
وتعتمد معظم الألعاب
اللوحية على التفكير والمهارة وتعتمد على القطع التي يتم تحريكها على اللوح أو
الطاولة، بينما ترتكز الألعاب الورقية على
استخدام البطاقات.
وتعد لعبة
"جكارو"، ولعبة "غو" الصينية واللعبة الإسكندنافية والشطرنج
و"الباك جامون" و"الباكمان" واللعبة الصينية من أشهر اللعب
اللوحية.
اما الالعاب الورقية
فاشهرها "البلوت والطرنيب"، ولعبة سرعة "الشبح واونو".
ووفق حنين، فإن جميع
هذه الألعاب أصبحت قديمة ومستوردة، وأن هناك حاجة لإنتاج العاب من إنتاج محلي
ينسجم وطبيعة توجهات المجتمع.
وتوضح السليمان، أن
"دائرة عمل الشركة اتسعت من خلال التعامل مع رسامين ومطوري العاب، وبدأنا
ننتج العاباً لوحية محلية، ويستم نهاية العام الجاري تصدير أول لعبة بعنوان أبطال
ووحوش، وهي من تصميم وتنفيذ شركة عراقية".
وكأي شيء جديد في
العراق، واجهت حنين، وطاقمها في البدء عدداً من الصعوبات والمعوقات، بسبب عدم
معرفة كثيرين بهذه اللعب، ولكن تم انتشارها من خلال الترويج لها وتوضيحها خلال
المشاركات في المعارض التي كانت تقام في العاصمة بغداد، ولقيت استحسان العديد من
أصحاب المطاعم والكافيهات الذين بدأوا يخصصون ركنا للألعاب في محالهم.
وتشير إلى أن
"نسبة انتشار هذه الألعاب بلغت نحو 70 بالمئة، وأصبح الناس يعرفون أسماء
الألعاب ويجيدون استخدامها".
وجاءت مبادرة حنين هذه
إثر انتشار الألعاب الإلكترونية انتشاراً واسعاً في العراق الذي أصبح يحتل المرتبة
الثالثة عربياً من ناحية الإنفاق على الألعاب الإلكترونية.
وبلغ الإنفاق 900
مليون دولار في العام 2023، وهو يعكس شغف الشباب بممارسة هذه الألعاب، فيما ترى
الحكومة في ذلك فرصة اقتصادية واعدة لاستثمار هذا القطاع.
وبالنظر لشيوع الألعاب
على الهواتف النقالة، عمدت حنين، إلى استحداث تطبيق بإسم "لمّة"، يتم من
خلاله ممارسة الألعاب.