شفق نيوز/ شهدت مياه نهر الفرات في محافظة البصرة، خلال الأسبوع الماضي ظاهرة بيئية مقلقة تمثلت في ظهور طحالب حمراء، نتيجة لتصريف مياه الصرف الصحي بشكل مخالف في النهر، ما دفع الجهات المحلية إلى التحرك بشكل عاجل لإجراء فحوصات بهدف التعرف على طبيعة التلوث ومصدره الحقيقي.

ويأتي هذا التلوث بالطحالب "السامة"، في ظل حراك شعبي وتظاهرات في مناطق البصرة الشمالية، لوضع حلول ومعالجات سريعة لتلوث "الهواء والماء"، لكن هذه الطحالب، أدت لتبادل الاتهامات بشأنها بين أقضية المحافظة، بعد أن حمل كل قضاء، مسؤولية تلويث النهر لقضاء آخر.

ويقول نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أسامة السعد، لوكالة شفق نيوز، إن "المشكلة حدثت قبل أسبوع وكانت طارئة وخارج إرادتنا، حيث أظهرت التحليلات الأولية وجود طحالب تتغذى على المياه الآسنة نتيجة تصريف مياه المجاري في نهر الفرات من قبل قضاء عز الدين سليم وقضاء المدينة، بسبب انخفاض المنطقة التي تتجمع فيها هذه النفايات مما أدى إلى ظهور الطحالب الحمراء".

وأضاف أن "نتائج التحاليل النهائية ستكون متاحة في لاحق من اليوم"، مشيرًا إلى أن "الحكومة استنفرت جهودها في جميع دوائر الدولة الخدمية والدفاع المدني ووزارة النفط، و لكن الحلول المتوفرة حالياً ترقيعية وليست مستدامة".

وأشار إلى أن "الحل الأمثل حسب رأي وزارة الموارد المائية هو تدوير المياه في هذه المنطقة".

ومنذ عدة أشهر تتجدد الاحتجاجات في مناطق شمالي البصرة بسبب التلوث البيئي "الخطير" في المياه والهواء بسبب الشركات النفطية وإلقاء المخلفات في مياه الأنهر، ما تسبب بأمراض جلدية وتنفسية للعديد من المواطنين.

وعلى الرغم من الوعود المتكررة من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية لأهالي تلك المناطق بإيجاد حلول لمشاكلهم إلا أنه لم يتحقق شيئاً على أرض الواقع، بحسب تأكيدات متكررة من قادة الحراك الجماهيري في شمال البصرة لوكالة شفق نيوز في مناسبات عدة.

تصاعد الأزمة وتلوث سام

من جانبه، بين قائممقام قضاء الصادق رافد عبد الأمير، لوكالة شفق نيوز، إن "مياه نهر الفرات تعاني من التلوث منذ فترة طويلة، لكن ما حدث قبل أسبوع هو تفاقم الأزمة بعد ظهور طحالب المد الأحمر السامة، بحسب الفحوصات التي أجريت من مركز علوم البحار ومديرية بلدية البصرة وبعض الجهات المختصة".

وتابع أن "النتائج الأولية تشير إلى تلوث بيولوجي ناتج عن تصريف مياه الصرف الصحي الثقيلة من الوحدات الإدارية القريبة من القضاء وأهمها قضاء المدينة و ناحية عز الدين سليم".

وتابع أن "العمل جار لوضع معالجات سريعة تشمل إغلاق مصادر التلوث، وتدوير المياه باستخدام مضخات عائمة وتنظيف المناطق التي تحتوي على تجمعات مائية، بالتعاون مع مختلف الشركات النفطية العاملة في وزارة النفط، لتوفير مياه صالحة للمواطنين".

وقبل يومين، أطلق أهالي شمال محافظة البصرة، نداءً عاجلاً إلى الحكومتين المحلية والاتحادية طالبوا فيه بتشكيل "خلية أزمة فورية" للتعامل مع ما وصفوه بـ"كارثة تلوث خطيرة" تطال مياه نهر الفرات في مناطقهم، ملوّحين بخيارات تصعيدية جماهيرية في حال استمرار "التجاهل".

امتعاض من الاتهام

بدوره، يبين قائممقام قضاء المدينة رافد الشاوي لوكالة شفق نيوز، إن "المياه التي يتم صرفها في نهر الفرات داخل قضاء المدينة تقع على بعد 5 إلى 6 كيلومترات من قضاء الصادق، ولو كانت المياه الملوثة مصدرها المدينة، لكان القضاء هو المتضرر الأول وليس العكس"، مضيفاً أن "نتائج الفحوصات يجب أن تعرض على الجهات المختصة لإجراء التحاليل اللازمة وعدم إلقاء التهم بين الأقضية".

ولفت إلى أن "الحكومة المحلية عملت منذ فترة طويلة على مشروع الخط ناقل لنقل مياه الصرف الصحي الملوثة إلى أماكن بعيدة خارج حدود قضاء المدينة، مع وجود مشروع المحطة الموحدة الثانية التي كلفتها 139 مليار دينار والموجهة لمعالجة هذه المياه".

وأشار إلى أن "البقعة الملوثة تحركت مؤخرًا باتجاه قضاء المدينة مما اضطر إلى إغلاق مشروع العلوان ليوم كامل، قبل أن تعود البقعة مجددًا من جهة قضاء الصادق"، مؤكدًا ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية للوصول إلى حل شامل.