شفق نيوز/ تواصل محافظة كربلاء استعداداتها لزيارة الأربعين، المقررة في 25 آب 2024، الموافق 20 صفر 1446، من خلال متابعة التحضيرات لتجنب مشكلات الزيارات السابقة خاصة في ملفات الكهرباء والنقل والخدمات، وفق لجنة النقل والاتصالات النيابية، وبينما أكدت مراقبة أبواب صرف تخصيصات الزيارة البالغة 5 مليارات دينار، كشفت عضو في مجلس المحافظة جانباً من الاستعدادات، معلنة غلق 150 فندقاً مخالفاً لشروط السلامة والأمان.

وقال عضو لجنة النقل والاتصالات النيابية، زهير الفتلاوي، عن الاستعدادات للزيارة الأربعينية، إنه "تم تشكيل لجنة نيابية مكونة من 10 نواب برئاسة رئيس لجنة الخدمات النائب علي الحميداوي وأعضاءها من لجان الخدمات والنقل والاتصالات والكهرباء والمالية والصحة وهناك نواب آخرين، وتم عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء واللجنة المكلفة بإدارة زيارة الأربعين ومع محافظ كربلاء ومدراء دوائرها وكذلك مع مدراء الدوائر في محافظة النجف".

نقل بالحافلات الكبيرة

وأضاف الفتلاوي، لوكالة شفق نيوز، أن "في الزيارة الأربعينية عادة ما تحدث مشاكل ومعوقات في ملفات الكهرباء والنقل والخدمات، لكن المسؤول عن الزيارة الأربعينية إحسان العوادي مدير مكتب رئيس الوزراء أعلن تحضير 5533 سيارة باص في زيارة هذه السنة، بعد أن كانت في السنة السابقة 3320 باص تشمل ألف سيارة من هيئة الحج والعمرة وألفي سيارة تقريباً تم استئجارها العام الماضي من المحافظات البقية، لذلك سيكون النقل هذه السنة في الباصات، وسنتابع مدى صدق الحكومة والوزارات المعنية بإدارة هذه الزيارة".

أما بالنسبة للكراجات، فأشار الفتلاوي إلى أن "كل الجهد الذي حصل للساحات كان عن طريق مجهود شخصي وتبرع من صاحب شركة الاتحاد للصناعات الغذائية أبو سجاد، كما قام الشخص نفسه بإنشاء الجسر في باب طويريج الذي يعبر عليه الزائرون بطول 240 متراً وعرض 11 متراً وارتفاع 5 أمتار، كما يقوم أبو سجاد أيضاً بتبليط الشوارع وحالياً يقوم بتأهيل 3 ساحات، ساحة في مدخل بغداد على طريق الوند، وساحة ثانية على طريق النجف، وساحة ثالثة في باب طويريج".

ولفت إلى أن "تخصيصات الزيارة الأربعينية لمحافظة كربلاء بلغت 5 مليارات دينار، وسيتم متابعة أبواب صرف هذه التخصيصات التي يمكن من خلالها تشغيل عمال بلدية مؤقتاً وتأجير باصات"، مبيناً أن "هيئة الحج والعمرة هي المسؤولة عن عمليات النقل والتفويج، أما وزارة الكهرباء فهي سوف تبدأ بخطتها من يوم 7 صفر بخفض القطوعات المبرمجة إلى أن ينتهي القطع المبرمج عن محافظة كربلاء في 12 صفر المقبل".

إغلاق فنادق

من جهتها، طمأنت عضو مجلس محافظة كربلاء، ماجدة العرداوي، بـ"توفير ساحات لوقوف سيارات الزائرين بعد أن كانت المدينة تكتظ بالمركبات، لكن حالياً تم توفير مجموعة ساحات لتخفيف الزخم داخل المدينة، كما هناك تنسيق مع وزارات النقل والاسكان والكهرباء بتهيئة الآليات والجهد الخدمي واستثناء المحافظة من قطع الكهرباء المبرمج".

وبينت العرداوي - رئيس لجنتي الرقابة على الاستثمار وقدسية كربلاء والشؤون الدينية والأوقاف - في مجلس محافظة كربلاء، للوكالة: "كما تمت معالجة الفنادق المخالفة لشروط الأمان والسلامة، حيث تم غلق حوالي 150 فندقاً، وبعضها عالج مخالفاته وعاود العمل"، موضحة أن "من أهم شروط الأمان والسلامة هي توفير سلم الطوارئ، ومنظومة إطفاء الحريق، ووضع جدار عازل بين المولدات وخزان الوقود، وتوفير حارس للمولدة، ورفع السندويج بنل". 

وعن تراكم بعض النفايات، نبهت العرداوي، إلى أن "في أيام الزيارة وبسبب الزخم الكبير للزائرين وحتى في الليل لا تستطيع آليات البلدية الدخول إلى المدينة ورفع النفايات، لذلك إن تراكم بعض النفايات ليس بسبب عدم تنظيف البلدية، بل هي تعمل وهناك إسناد وتعاون في الجهد الخدمي من باقي المحافظات وكذلك من الجمهورية الإسلامية، كما هناك نية لعمل حاويات تحت الأرض لها باب يفتح لرمي النفايات داخلها كما موجود في تركيا".

معالجة خلل عاشوراء

وعن ملف الكهرباء، أكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، ربط معامل الخدمة والمطابخ الكهربائية بشكل نظامي على الشبكة، وتفريغ هذه الأحمال بمعزل عن الأحياء السكنية لكي تستوعب الأحمال المتزايدة أثناء ذروة الزيارة على أن لا تؤثر على تجهيز الكهرباء للمواطنين، كما هناك تنسيق مع العتبات المقدسة ومع دواوين المحافظات في كربلاء والنجف وبابل، كما هناك أيضاً تنسيق مع هيئة المواكب الحسينية لتأمين خدمة ملائمة تليق بالمواكب الحسينية والزائرين.

وأخبر موسى، وكالة شفق نيوز، بـ"نصب محولات متنقلة على طول المحاور الثلاثة (نجف – كربلاء)، (بغداد – كربلاء)، (حلة – كربلاء)، مع تأمين الإنارة اللازمة لها، وتم استحداث منها مغذيات لتشمل تغطية الخدمة بشكل نظامي، وهناك حديث عن نشر آليات متخصصة ومرابطات فنية من الكوادر الفنية والهندسية على طول الطريق، كما تم تأمين المواد الحاكمة واللازمة لصالح تأمين الخدمة اللازمة للمواكب والزائرين".

وعن موعد تجهيز الكهرباء 24 ساعة في محافظة كربلاء، أوضح موسى، أن "الاستثناء سيكون جزئياً قبل دخول ذروة الزيارة، وعند وصول الزيارة إلى الذروة سيكون الاستثناء كلياً، وسيراعى زخم الزيارة المليوني وحركة الزائرين، وسنبدأ برفع الأحمال تصاعدياً باتجاه ذروة الزيارة لصالح محافظة كربلاء".

وفيما يخص انقطاع الكهرباء في 10 محرم الماضي عن بعض أطراف محافظة كربلاء، بين موسى، أن "في 10 محرم الماضي تم تأمين الكهرباء لجميع مناطق كربلاء سواء في الوسط أو الأطراف، لكن بعض مناطق الأطراف كان التجهيز فيها 4 ساعات مقابل ساعتين إطفاء، لوجود مشاكل فنية بجزئيات الشبكة، لكن تم استبدال المغذيات ونصب محطات متنقلة لتصريف الطاقات المنتجة، كما تم إجراء تحسين وتدعيم لشبكات التوزيع لمعالجة الخلل الذي حصل في زيارة العاشر من محرم الماضي".

إتمام جميع التحضيرات

وكان محافظ كربلاء نصيف الخطابي، أعلن أمس الأربعاء، عن إتمام جميع التحضيرات اللازمة للزيارة الأربعينية، مشيراً إلى التنسيق الوثيق مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والعتبتين وباقي مؤسسات الدولة. 

وأكد الخطابي في كلمة له خلال المؤتمر السنوي الثالث للإعلان عن استعدادات التغطية الشاملة لزيارة الأربعين، أن "أجواء الزيارة الأربعينية تحظى باهتمام كبير من المراجع والعلماء والدولة"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء أسس لأول مرة "اللجنة العليا للزيارات المليونية".

وفي كلمته، أشاد الخطابي بـ"المواكب والهيئات الحسينية ومحبي آل بيت النبوة" في جميع المناطق، وأكد على أهمية الإعلام في توضيح القضية الحسينية وتوجيه رسالة التضحية والفداء للعالم.

من جانبه، أكد علي المؤيد، رئيس هيئة الإعلام والاتصالات، خلال كلمة له في المؤتمر، على أهمية احترام قدسية الشعائر وعدم نشر أي محتوى يسيء إليها، ودعا وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية إلى تقديم محتوى يليق بمكانة الشعائر ويعزز قيمتها.

كما تحدث الأمين العام للعتبة الحسينية حسن رشيد العبايجي، عن الدور الفعّال للإعلام في نشر أهداف النهضة الحسينية، وأكد خلال كلمة له أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في التعريف بالقضية الحسينية وكسر حواجز التعتيم، مما ساعد على جذب أعداد كبيرة من غير المسلمين لإحياء ذكرى الإمام الحسين (ع).

وفيما يخص الترتيبات الأمنية، أعلن اللواء 26 بالحشد الشعبي، المعروف بفرقة "العباس القتالية"، عن حظر تحليق الطائرات المسيّرة غير المرخصة في سماء مدينة كربلاء خلال مراسم الزيارة، كما شدد وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، على استكمال جميع الاستعدادات الأمنية، مع التأكيد على عدم السماح للجماعات الدينية المتطرفة بالتواجد خلال إحياء الزيارة.

ويحيي المسلمون الشيعة ذكرى الزيارة الأربعينية بعد أربعين يوماً على "يوم عاشوراء" ذكرى مقتل الإمام الحسين مع أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في سنة 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي.