شفق نيوز / قد يتيح تحسن أداء القوات العراقية، لواشنطن وبغداد التطلع مستقبلا نحو اليوم الذي لا يكون فيه العراق بحاجة الى القوات الأميركية لمواجهة خطر تنظيم داعش وخلاياه النائمة.
وأمس الأربعاء، أصدرت وزارتا الخارجية العراقية والأميركية، في بيانها الختامي للجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجيّ العراقيّ-الأميركيّ، والذي شارك فيه ممثلون عن حكومة إقليم كوردستان.
وتطرق الحوار بجولته الثالثة، لملفات السياسة والأمن والاقتصاد والطاقة والتعليم والثقافة والبيئة وحقوق الإنسان، والتراث، وشدد على ضرورة توفير الحماية اللازمة للمتظاهرين.
وفي بيان مشترك صدر بعد الاجتماع الافتراضي بين وزيري الخارجية العراقي فؤاد حسين، والأميركي أنتونيو بلينكن، ذكر الطرفان أن "في ضوء تطور قدرات القوات الأمنية العراقية، توصل الطرفان الى ان دور القوات الاميركية وقوات التحالف قد تحول الآن الى المهمات التدريبية والاستشارية على نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق، على ان يتفق الطرفان على التوقيتات الزمنية في محادثات فنية مقبلة".
وذكر البيان الاميركي -العراقي أن "هذا التحول يعكس في طبيعة مهمات القوات الامريكية والقوات الدولية الأخرى من العمليات القتالية الى التدريب والتجهيز والمساندة نجاح شراكتنا الاستراتيجية ويضمن دعم الجهود المتواصلة للقوات العراقية لضمان ان داعش لن تهدد استقرار العراق مجددا".
وعن هذا الأمر، أشارت اذاعة "صوت أميركا" إلى أن "القوات الاميركية تمتلك حاليا 2500 عسكري في العراق واقل من ألف عسكري آخر في سوريا، وان القوات العراقية اصبحت تنفذ عددا متزايدا من الهجمات الجوية بنفسها خلال الشهور الماضية".
ونقلت الاذاعة عن مسؤولين أميركيين قولهم بعد اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، ان "تنظيم داعش ما زال حتى الان يشكل تهديدا، وان ما من خطة للبدء بسحب القوات الاميركية من العراق في المدى المنظور".
كما نقلت الاذاعة عن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قوله "لم ندخل الى هناك (العراق) بفكرة وجود دائم. الفكرة كانت الحاق الهزيمة بداعش، وهو ما زال هدفنا".
واضاف "نعمل جميعا نحو اعادة الانتشار بنهاية المطاف عندما نتفق كلينا ويقتنع العراقيون ان هناك ضرورة لهذه المهمة ان تنتهي ولا حاجة للدعم الاميركي على الارض".
وبحسب الاذاعة الاميركية فان "عدد مسلحي داعش حاليا يبلغ حوالى 8 الاف عنصر في انحاء العراق وسوريا، بعدما كان بلغ في فترة سيطرة داعش نحو 100 الف مسلح".
واشاد مسؤولون اميركيون بالقوات العراقية خاصة جهاز مكافحة الارهاب بسبب جهوده في القضاء على قدرات التنظيم الارهابية، مشيرين الى ان الجهاز شارك خلال الشهور الثلاثة الاولى من العام 2021 بأكثر من 100 عملية ضد التنظيم افضت الى مقتل واصابة العشرات.
وبرغم تحسن اداء القوات العراقية حتى في مجال العمليات الجوية الهجومية ضد داعش، الا ان المسؤولين الاميركيين ومن التحالف حذروا من خطورة التخفيف من الضغوط على الخلايا الارهابية وبقايا التنظيم.
ولفتت الإذاعة الأميركية، إلى أن "القلق يتعلق بقدرة التنظيم على الاختباء واكتساب القوة في مناطق لا يعمل فيها الجيش العراقي وقوات سوريا الديمقراطية والقوات الاميركية والتحالف، بما في ذلك اجزاء من سوريا تحت سيطرة القوات السورية أو حلفائها الروس والإيرانيين".
وتابعت أن "هناك قلق ايضا من ان عناصر داعش يعملون مع شبكات اجرامية، ويجدون وسائل للعبور الى مناطق ليست محمية امنيا، ويستغلون احيانا الثغرات الحدودية بين العراق وسوريا لنقل الاشخاص والاموال والأسلحة".