شفق نيوز/ اعتبر موقع "أوراسيا ريفيو" في تقرير تحليلي، ان حرب الممرات الجارية حاليا، تعكس التنافس الكبير بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، لكنها في الوقت نفسه، ستساعد في تقوية الوضع الاقتصادي للدول الفقيرة، وتعزز من الترابط الدولي والاقليمي.

وذكر التقرير، ترجمته وكالة شفق نيوز، إن المنافسة الجيوسياسية والجيو اقتصادية بين الدول الكبرى، متواصلة حيث تسعى هذه الدول الى محاولة اختراق السوق العالمية من خلال تدابير القوة الناعمة.

واشار التقرير الى ان حروب الممرات تعمل على تعزيز التنافس بين الدول، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، لمواجهة بعضها البعض من خلال حلفائهما، لكن في الوقت نفسه، فإن هذه المنافسة تعمل ايضا على تعزيز الترابط الإقليمي والدولي بين الدول.

وبذلك، يعتبر التقرير، انه في إطار هذا السيناريو، فإنه يجب النظر الى هذا التنافس باعتبار أنه بارقة أمل للدول الفقيرة التي تفتقر الى التكنولوجيات وليست قادرة على استغلال مواردها وأهميتها الاستراتيجية بسبب شح الاستثمار وندرة رأس المال في بلدانها.

واشار التقرير الى انه تم التوقيع على مذكرة الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا "IMEC" من جانب الهند والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والإمارات وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الاوروبي خلال اجتماع مجموعة الـ 20  يومي 9 و10 ايلول/سبتمبر، مضيفا أن هدف المشروع تعزيز التجارة والربط الرقمي والطاقة بين دوله، وهو مشروع جيو اقتصادي و جيوسياسي ضخم، سيؤدي الى ربط منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالشرق الاوسط واوروبا.

ولفت التقرير إلى أن هذا الممر الاقتصادي سيمتد من مدينة مومباي، إلى دبي عبر البحر وسيمتد إلى مدينة حيفا في إسرائيل ومن هناك الى ميناء بيرايوس اليوناني، مضيفا أن البضائع والمنتجات ستنقل من حيفا الى اوروبا، حيث تشير التقديرات الى أنه سيتم اختصار الطريق التجاري بين الهند وأوروبا بنحو 40%.

الا ان التقرير ذكر بأنه خلال حفل التوقيع، فان الاعضاء الأقوياء في مجموعة الـ20، وتحديدا الصين وروسيا وتركيا، لم يحضروا، وامتنعوا عن التصويت بسبب استبعادهم من المشروع.

وتابع التقرير أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أطلق في العام الماضي، مشروع "إعادة بناء عالم أفضل (B3W)" والذي تبلغ قيمته 40 تريليون دولار، مضيفا أنه رغم جمود هذا المشروع حتى الان، الا انه بالامكان رؤيته من خلال منظور مواجهة مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

واشار التقرير الى ان "مبادرة الحزام والطريق" تعتبر أحد الممرات العملاقة من بين الممرات الأخرى التي تمر من خلال آسيا الوسطى وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، اذ يمتد عبر 150 دولة يعيش ثلثا سكان العالم فيها.

وتابع ان "الحزام والطريق" تتضمن شبكة سكك حديدية وطرقات بري، وممرات بحرية، ولها 6 طرق رئيسية من بينها الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني. كما انه لدى المبادرة 2600 مشروع بتكلفة تقدر بـ 100 مليار دولار، ومن المتوقع أنان تصل الى 1.3 تريليون دولار بحلول العام 2027.

اما بالنسبة الى مشروع "ممر الشمال -الجنوب الدولي"، فهو ممر آخر تم التوقيع عليه في العام 2000 بين الهند وإيران وروسيا، وانضمت اليه لاحقا تركيا واذربيجان و8 دول اخرى.

وبالاضافة الى ذلك، هناك ممر آخر هو الممر العراقي -التركي (طريق التنمية) الذي سيربط البصرة بالحدود التركية، وتبلغ تكلفته نحو 17 مليار دولار، حيث سيتم اقامة شبكة سكك حديدية وطرق موازية بطول 1200 كيلومتر.

 وختم التقرير بالقول انه برغم ان حرب الممرات الحالية تعتبر مصدرا رئيسيا للمنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، الا انها ايضا في الوقت نفسه ستساعد في تعزيز الوضع الاقتصادي للدول الفقيرة، وتعزز أيضا من الترابط الدولي والاقليمي.

واوضح التقرير قائلا ان العديد من الدول هي في الوقت نفسه أعضاء في "مبادرة الحزام والطريق" وفي مشروع الممر الهندي الخليجي الأوروبي، في حين أن الصين والولايات المتحدة تحاولان تعزيز علاقاتهما مع دول الشرق الاوسط، ومع الاتحاد الأوروبي ومع افريقيا، وحتى مع الهند.

 ولهذا، يعتبر التقرير انه يجب توقع انه في ظل التنافس بين الولايات المتحدة والصين، فان الدول الاخرى ستستفيد، ولهذا فإنه ينبغي النظر الى حرب ممرات المنافسة الجيوسياسية والجيو اقتصادية الجارية حاليا، باعتبارها نعمة مقنعة.

ترجمة وكالة شفق نيوز