شفق نيوز/ التقت عائلاتان عراقيتان اخرجتهما الحروب والازمات من بلدهما الام، وجمعتهما في ولاية آيوا الامريكية، حيث اثمر تعاونهما مشروعا استثماريا يتمثل بسلسلة مطاعم خاصة، وصفتها صحيفة "آميس تريبيون" بانها ناجحة، مشيرة إلى شهية الاطعمة المتنوعة التي تقدمها.
واوضحت الصحيفة الامريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان العراقية بسمة زلزلة نقلت عائلتها الى الولايات المتحدة في العام 2014 بعد مقتل زوجها بانفجار في بغداد، وذلك بحثا عن مستقبل اكثر امنا.
ونقل التقرير عن بسمة قولها انه كان لديها ابنة وثلاثة صبية لكي تعتني بهم وان الوضع "كان شديد الصعوبة لاننا لم نكن نتحدث اللغة (الأمريكية)، ولم نعرف سوى كلمتي نعم ولا".
وكان بسمة هي المعيل الوحيد لعائلتها، وفي غالب الاحيان كانت مضطرة للعمل في ثلاث او اربع وظائف في نفس واحد من اجل تأمين نفقاتها، وكان من بينها وظيفة في مطعم "طازا فريش" الذي يقدم مأكولات متوسطية، كان بدأ كعربة سيارة لتقديم الطعام، قبل ان يتحول الى مطعم في مدينة انكيني في ولاية آيوا.
وكان اللاجئ العراقي ثائر طه هو من أسس "طازا فريش" في البداية، والان تساعده بسمة زلزلة في توسيع العمل، حيث تم افتتاح اول فرع للسلسلة في مدينة آميس في آيوا ايضا. وتعمل بسمة هي وعائلتها، علي وعبدالله وعماد وابنتها آية، وزوج ابنتها حارث، ويمتلكون معا الفرع الجديد الذي تم افتتاحه في 10 يوليو/تموز الماضي.
ونقل التقرير عن بسمة قولها "كنا جميعا نعمل مع الجميع في اماكن مختلفة، ولهذا فكرنا، لماذا لا نعمل جميعا معا؟".
واشار ابنها علي الى انه في يوم الافتتاح كان طابور الزبائن يمتد طويلا، كما ان الطعام في الاسبوع الاول كان ينفد قبل ثلاث او اربع ساعات من موعد الاغلاق. وتابع علي ان الاشخاص الذين تناولوا الطعام من عربة الطعام بالقرب من جامعة ولاية ايوا كانوا يذهبون الى مدينة انكيني "فقط من اجل الحصول على الطعام" من الشاورما والفلافل والحمص.
واوضح التقرير ان شهرة المطعم في مدينة اميس كان احد الاسباب التي دفعت ثائر طه الى التوسع في الامتيازات.
الا ان هناك معنى اكثر عمقا لتوسع "طازا فريش" حيث يقول ثائر طه انه كان يرغب ايضا في منح افراد العائلة فرصة للعمل معا وانشاء عمل تجاري ناجح في الولايات المتحدة، مضيفا انه فيما تكافح فيه العديد من المطاعم من اجل الاحتفاظ بموظفيها، فان عمل أفراد الأسرة الواحدة معا، هو احد الحلول لهذه المشكلة.
ولفت التقرير الى ان ثائر طه جاء ايضا الى الولايات المتحدة كلاجئ في العام 2009، وكان اضطر الى مغادرة وطنه العراق في العام 1997 بحثا عن فرصة عمل في مدينة دبي الإماراتية، على ان يحاول العودة بعد سنوات الى وطنه لتنفيذ مشروع تجاري، لكن "بحلول ذلك الوقت كانت الحرب قد بدأت. لقد دمرت بلادي بسبب توالي الحروب".
وبعد محاولة عمل في ماليزيا اضطر للذهاب الى الاردن حيث هربت اسرة زوجته مروج من العراق، ومن هناك تقدموا بطلب لجوء الى الولايات المتحدة، وبعدها بعامين حصلوا على الموافقة. وقال ثائر طه "قالوا لي ان ولاية ايوا آمنة.. صحيح ان الطقس شديد البرودة، الا انني كنت ابحث عن مكان امن لابنائي".
وعندما قرر طه التفكير بإنشاء مطعم، اكتشف ان الاستثمار بالمشروع بتطلب حوالى 400 الف دولار، ولهذا بدأ فكرته في عربة طعام خاصة به. وقال ان البداية كانت صعبة والناس لم تكن تعرف هذا الطعام ويسألون ما هي الشاورما والفلافل؟! لكن طه وزوجته ظلوا يحاولون ويطرقون ابواب البيوت والشركات لبيع الطعام.
وبعد مشاركة عربته للطعام "طازا فريش" في مهرجان عربات الاطعمة في مدينة دي موين، وفوزها بثلاث جوائز في غضون عامين، تبدلت الامور، كما ان الطلاب احبوا الطعام المقدم بسبب تنوعه. واشار الى ان بعض الطلاب كانوا من العرب والهنود والماليزيين ولهذا فانهم على دراية بطعام منطقة البحر المتوسط وكانوا يخبرون اصدقاءهم الامريكيين عن الطعام.
وبرغم ان جائحة كورونا اجبرت "طازا فريش" على الاغلاق في اذار/مارس 2020، الا ان طه استغل الوقت من اجل تطوير الوصفات، ووضع خطة للعودة. وافتتح لاحقا موقعا مستقلا لسلسلة المطاعم في كلية منطقة دي موين. وطور طه العديد من الوصفات المقدمة على لائحة الطعام.
ولم تكن عائلة زلزلة تتمتع بالخبرة في الطهي، الا ان عائلة طه كانت قادرة على تعليمهم وتدريب الابناء على طهي كل ما وارد في لائحة الطعام. وقال طه "انهم يطبخون، ويتبلون، ويعدون الحمص، ويحضرون الصلصات. ويطبخون الدجاج وشرائح اللحم".
وتابع طه انه مستعد لتدريب "اي شخص لديه شغف، وذلك من الالف الى الياء". الا ان الشيء الوحيد الذي لا يشاركه طه فهو وصفة خلطة التوابل الخاصة به، والتي تحتوي على 8 الى 10 مكونات يمزجها في مدينة انكيني ويرسلها الى الفرع في آميس. وقال طه وهو يضحك "انها وصفة سرية وهي الشيء الوحيد الذي لم اعلمهم كيف يصنعونه". واشار الى ان "توابلنا لا نجعلها حارة وانما نجعلها لذيذة.. انها تتعلق بالمزيج".