شفق نيوز/ "الماء شريان الحياة" لكنه لم يكن كذلك في قرية الشهداء بقضاء قلعة سكر شمالي محافظة ذي قار جنوبي العراق، حيث انقطع عنهم الماء منذ عدة سنوات بسبب إلغاء النهر الرئيسي المغذي لها بدعوى وجود "أثار تاريخية" تحته.
وتعاني هذه القرية الجنوبية من أزمة مياه مستمرة بسبب إلغاء نهر رئيسي، بناءً على تعليمات دائرة الآثار التي وجهت بقطع المياه عن نحو "ألف نسمة"، تحت ذريعة الحفاظ على الآثار التاريخية، بلا بدائل او تعوضيات.
جفاف وهجرة
يقول سكان القرية لمراسل وكالة شفق نيوز، "إننا نعاني في هذه القرية من انقطاع الماء منذ أكثر من أربع سنوات، وذلك بسبب وجود الآثار تحت نهر البزاز أو ما يعرف بـ(نهر أبو عامود) المار بالقرية، حيث قامت شعبة الآثار في قضاء الرفاعي بالإيعاز إلى الجهات المختصة لغرض إلغاء النهر وقطع المياه عن قريتنا التي يبلغ عدد سكانها قرابة الألف نسمة".
ويضيف هؤلاء السكان، إن "النهر الذي تم قطعه عنا يبلغ عمره أكثر من 100 عام، إلا أن الحكومة لم توفر لنا أي بديل أو حل وقد ناشدنا جميع المسؤولين في الدولة بدون جدوى".
وأوضح الأهالي، إن " وضعهم الحالي سيء للغاية، حيث أن غالبية الآبار الارتوازية التي تم حفرها بوقت سابق والتي تبلغ بالعشرات تعرضت للجفاف"، مؤكدين أن "هذه الأوضاع دفعت العديد من عوائل القرية إلى الهجرة نحو مناطق مركز المدينة".
وأشاروا إلى أنهم "حاليا يعتمدون على المياه التي تصلهم عبر عجلات تسمى بـ(الدنكر) او ما نقوم بشرائه من المحال التجارية، أو العودة لحفر الآبار التي تكلف العائلة 100 ألف دينار كل 14 يوماً"، مطالبين "بوضع حد لمعاناتهم المأساوية".
"لن نسمح بتخريب الآثار"
بدورها تقول مديرية آثار ذي قار، ان النظام السابق لم يكن يراعي أي أهمية للآثار في البلاد، فتم شق القناة فوق الموقع المعروف باسم (ابو عامود).
وذكر مدير مفتشية آثار ذي قار، شامل الرميض لوكالة شفق نيوز، إن دائرته "لن تسمح بتعريض المواقع الأثرية للتلف"، مؤكدا إن "النهر المعروف باسم أبو عامود، تم شقه في وقت النظام السابق فوق الموقع الأثري المعروف باسم (أبو عامود)، حيث لم تكن في ذلك الوقت حرمة للآثار العامة للبلاد".
وأكد، أن دائرته "أوقفت العمل في النهر فعلاً لأن بسبب التجاوز الحاصل على الموقع الأثري الذي يقع تحت النهر بمقدار كيلو ونصف"، مبينا إن "الموقع لم ينقب فيه لغاية ألان، إلا إن أعمال تطهير النهر سابقاً أظهرت العديد من أواني الفخار وغيرها من التحف الأثرية التي لا يمكن المساس بها وفق القانون إلا من قبل الجهات المختصة ".
وأضاف الرميض، إن دائرته "اقترحت تغيير مسار النهر وعدم إلغائه نهائياً إلا إن بعض أهالي القرية رفضوا المقترح، كونه يمر بالأراضي الزراعية التابعة لهم ولا أحد يسمح بتخريب أرضه الزراعية ".
وسُميت هذه القرية باسم "الشهداء" نسبةً إلى تضحيات أبنائها الذين تطوعوا في محاربة تنظيم داعش منذ العام 2014.