شفق نيوز/ وصف رئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق وتعزيز المساءلة عن جرائم داعش (يونيتاد) كريستيان ريتشر، جرائم التنظيم بأنها "أكثر الأعمال المروعة التي شهدها التاريخ الحديث"، مؤكداً أن الكثير من التقدم قد تحقق في إنجاز العدالة، وان المحاسبة وتحديد هويات مرتكبي الجرائم يجب ان تتم على المستويين الوطني والدولي.

وقال ريتشر، في جلسة لمجلس الأمن الدولي ليل الأربعاء، إن "من خلال الملاحقة القضائية والإشارة الى هذه الاعمال الوحشية على انها جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية، سيكون بمقدورنا تحقيق العدالة للعديد من الضحايا والناجين وضمان سماع أصواتهم".

وأضاف "برغم التحديات التي فرضها وباء كورونا خلال الشهور الماضية، فان "تقدما كبيرا قد تم إحرازه"، موضحاً أن "(يونيتاد) استمرت في تحقيق تقدم حول المحاسبة فيما يتعلق بالناجين وعائلاتهم وتعزيز الشراكات في العراق وفي جميع أنحاء العالم، وتقوية المساعي من اجل انجاز المساءلة والعدالة حول جرائم داعش الدولية".

ولفت المسؤول الدولي إلى أن "تحويل الأدلة المقدمة الى المحكمة الى بيانات الكترونية رقمية، قلصت (يونيتاد) الفترات الزمنية التي يتطلبها البحث في قاعدة البيانات من أيام إلى دقائق"، وهو ما يسهل القيام باجراءات قانونية اكثر كفاءة وعدالة وتعتبر حاسمة في مجال المحافظة على السجل التاريخي لجرائم داعش الدولية في العراق".

وذكر الموقع الاخباري، للأمم المتحدة، أن "جانباً كبيراً من نشاط (يونيتاد) يتضمن القيام بإجراء مقابلات مع الشهود وتحليلات للأدلة، وصياغة ملفات القضايا".

بيت المال

وأوضح الموقع، أن "ريتشر سلط الضوء في كلمته أمام مجلس الأمن، على ان التحقيقات حول (بيت المال) المرتبط بـ(خلافة داعش)، ساهمت في تعزيز الفهم حول الانشطة المالية لداعش".

وأشار إلى أنها "مسألة مهمة بشكل خاص لان تتبع الاموال يعني فهم تخطيط المنظمة، وهيكلها، وتحديد التسلسل الهرمي فيها، وهذا يسهل اقتراب (يونيتاد) بشكل اكبر نحو تحديد المسؤولين عن (مجموعة الجرائم البشعة المرتكبة في العراق)".

أسلحة كيميائية

وفي جهد مواز، ذكر تقرير الأمم المتحدة أن (يونيتاد) قامت بجمع الشهادات والادلة الرقمية والوثائقية المرتبطة بتصنيع واستخدام الاسلحة الكيماوية والبيولوجية من جانب الارهابيين.

وبين أن "تحقيقات (يونيتاد) واستمرارها في التحقيق في المشتريات والتدفقات المالية لهذه الاسلحة، ساعدت في تحديد الشخصيات التي تتحمل المسؤولية أكثر، مما أدى إلى إعداد ملفات قضايا مخصصة حول هذا الملف".

العدالة

ونقل الموقع الإخباري أيضاً، عن ريتشر قوله إن "هدف (يونيتاد) هو تقوية العدالة باسم العديد من الضحايا والناجين من الجرائم الدولية الرئيسية التي ارتكبها داعش ضد الشعب العراقي"، مؤكدا أهمية "استغلال كل فرصة" من اجل محاسبة الجناة على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية".

هذا وأكدت "يونيتاد" أن "تحقيقاتها تشمل ايضا الجرائم الجنسية والجرائم القائمة على النوع الاجتماعي، ولهذا فهي واصلت القيام بمقابلات مع النساء والفتيات الايزيديات والناجيات من الاستعباد الجنسي، وممن تمكنوا من تقديم معلومات عن من قاموا بخطفهم بما في ذلك الارهابيين من الاجانب".

وأضاف ريتشر، أن "الجرائم المرتكبة بحق الاطفال وتأثيراتها عليهم، تعتبر أيضا أولوية قصوى"، مشيرا الى أن فريق (يونيتاد) قام باجراء مقابلات مع فتيان من التركمان الشيعة الذين جندهم تنظيم داعش في صفوفه.

وحول تدمير التاريخ الثقافي للعراق، نوه ريتشر، إلى أن "يونيتاد" ستقوم بتوسيع تحقيقاتها حول هذه القضية، موضحا انه "قام بزيارة موقع نمرود الذي فجره تنظيم داعش في العام 2015، وانه موقع عمره 3 الاف عام وتحول الى كومة من الركام".

وأكد المسؤول الأممي، أن "التدمير الوحشي للارهابيين للإرث الثقافي، كان بمثابة محاولة ممن اجل محو التاريخ المتنوع للعراق"، مشيداً في الوقت نفسه بـ"الجهود التي تجري في العراق من اجل ترميم هذه المواقع".

وختم ريتشر قائلا إن المسؤولين في (يونيتاد)، "ملتزمون على الاستمرار في التحقيق لأجل ضمان محاسبة اعضاء داعش المسؤولين عن الجرائم الرهيبة المرتكبة في العراق أمام المحاكم المختصة".