شفق نيوز/ تتراوح أجور الممثلين العراقيين بين 70 إلى 150 دولاراً للحلقة الواحدة، بينما يتقاضى الصف الأول منهم (النجوم) ما بين 300 إلى 500 دولار كحد أعلى للحلقة الواحدة، وهو ما يساوي أجر الكومبارس العربي، (ممثل الخلفية)، ما يعكس "واقعاً مزرياً" يعيشه الفنان العراقي.
ويعاني الممثل العراقي من تردي الأجور حتى باتت لا تساوي الجهود المبذولة في سبيل إنتاج المادة الفنية، ففي الوقت الذي يتعدى أجر الفنان العربي العادي مبلغ 100 ألف دولار، يتقاضى أشهر فنان عراقي 20 ألف دولار على 30 حلقة، وهي ما تعادل أجر الكومبارس العربي أو حتى أقل، بحسب مصدر فني عراقي.
ويوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة شفق نيوز، أن "الأجور في العراق بناءً على الحلقة التلفزيونية وليس على المشهد، وتبدأ من 70 دولاراً وتصل إلى 150 دولاراً، أما نجوم الصف الأول فهي كمثل أجور الكومبارس العربي، إذ تبدأ من 300 دولاراً وتصل إلى 500 دولاراً".
ويشير إلى أن "معظم المنتجين أصبحوا يعتمدون على أرقام السوشيال ميديا، لذلك بدأوا باستقطاب مشاهير مواقع التواصل على حساب جودة الممثل، إذ يرون أن لهؤلاء المشاهير جماهير قد تساعد على إنجاح العمل، وفي الوقت نفسه يوافق هؤلاء على أدنى الأجور لرغبتهم بالظهور وزيادة شهرتهم فقط، وهو ما أثّر في النتيجة على الممثل الكفوء".
"واقع مزري"
يقول المخرج ليث ماهر، إن "أجور الممثلين في العراق تعتمد على الظهور والنجومية والمتابعين، فعلى سبيل المثال النجوم الحاليين الذين تُعطى لهم أعلى الأجور ويظهرون في أغلب القنوات، فهؤلاء على الرغم من وجود آخرين قد يكونون أفضل منهم في التمثيل والأداء والكوميديا، إلا أن الجمهور مُنجذب إليهم بشكل كبير".
ويضيف ماهر لوكالة شفق نيوز، كما أن "الدراما العراقية أصبحت عبارة عن مجموعات خاصة، لذلك الفنان قد يضطر للقبول بأي أجر لكي يظهر، وأحياناً حتى بلا أجور، فضلاً عن وجود فنانين بلا شهادة ويتقاضون رواتب عالية قد تصل إلى 500 دولار للحلقة الواحدة، في وقت يُعطى للفنان 100 دولار فقط، ما يعكس واقعاً مزرياً يعيشه الفنان العراقي".
المنتج المنفذ المسؤول الاول
بدورها تقول الفنانة عواطف نعيم، أن "الأجور التي تُمنح من قبل القنوات للفنان العراقي، هي أجور لا تتناسب وما يقدمه من مستوى أداء عالٍ وجهد نفسي وعضلي وتضحية بالوقت والالتزام، رغم التعب وعدم توفر مقومات الإنتاج المعافي، وحتى في بعض الأعمال يتحمل الفنان أو الفنانة مسؤولية إحضار الأزياء والإكسسوارات".
وتتابع نعيم في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "المنتج المنفذ هو الذي يتحمل معاناة الفنان أو الفنانة، وحتى توزيع فرص العمل، لأن المنتج المنفذ إن كان فرداً أو شركة، هو الذي يمنح الفرص في توزيع الأدوار وليس المخرج، بل أحياناً هو من يختار هذا المخرج أو ذاك، أو يبعد المخرج العراقي ليأتي بالمخرج العربي".
وتنوه إلى أنه "ليس بالضرورة أن يكون ذلك المخرج من الصف الأول، أو من المتميزين إخراجياً على مستوى الوطن العربي، رأس المال ومن يحمله يتحكم في أجور وحقوق الفنان العراقي، وتلعب العلاقات الشخصية والإخوانية دوراً في منح فرص العمل".
ويقف الفنان خليل فاضل، على مسافة قريبة مما طرحته الفنانة عواطف، إذ يقول إن الأجور الحالية لا تليق بالفنان العراقي عند مقارنتها بالفنان العربي، "ولكن نحن ضمن حدود معينة في العراق، إذ لا يوجد إنتاج يسوّق للفضائيات العربية، ولذلك يكون الأجر العراقي بهذا الشكل".
ويعرب فاضل خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، عن أمله بأن "يبقى إنتاج الأعمال الفنية بالمواسم الرمضانية المُقبلة بهذه الطريقة التي تنال إعجاب الفنان والمتلقي، وحينها من المتوقع ارتفاع أجر الفنان العراقي أكثر من الحالي".
غالبية الممثلين فقراء
يشير الكاتب والمفكر المصري، السيد حافظ، في حديث لوكالة شفق نيوز، إلى أن "نجوم الأفلام والمسلسلات حول العالم يحصلون على النصيب الأكبر من الأجور، أما الممثلين الذين يعملون بأدوار ثانوية فهؤلاء ضحايا لا يجدون سوى الفتات، لذلك الغالبية العظمى من الممثلين فقراء ويتسولون على خلاف ما يظنه عامة الشعب بأن الجميع يحصل على الملايين".