شفق نيوز/ تتصاعد المخاوف في العراق من احتمالية دخول فيروس "جدري القردة" بعد تفشي المرض في الدول الأفريقية وإعلان منظمة الصحة العالمية رفع حالة "جدري القردة" إلى حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي.
وتؤكد وزارة الصحة العراقية، خلو البلاد من مرض "جدري القرود" المعروف بـ"أم-بوكس"، مطمئنة المواطنين باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي هذا السياق، تقول د. ربى فلاح حسن، من إعلام مكتب وزير الصحة، إن "وزارة الصحة لم تسجل أي إصابة بجدري القردة لغاية الآن، وأن الوزارة قادرة على التشخيص والتعامل مع أي حالة سواء كانت مشتبه بها أو مصابة مع أخذ الاستعدادات الاحترازية اللازمة".
وتضيف حسن، لوكالة شفق نيوز، أن "الوزارة تتابع عن كثب مع منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية خارج أو داخل العراق آخر المستجدات حول هذا المرض أو أي أمراض وبائية أخرى، كما توجد فرق صحية تابعة لدائرة الصحة العامة منتشرة في المنافذ الحدودية والمطارات تقوم بالتحري عن المرض، وفي حال ظهور أي أعراض يشتبه بها يتم فحصها وعزلها والتأكد منها".
وجددت حسن، في ختام حديثها التأكيد على "عدم تسجيل أي إصابة بجدري القردة في عموم البلاد لغاية الآن".
وفي أول محافظة عراقية تتفاعل مع الحدث، أعلنت دائرة صحة كركوك، اليوم الاثنين، عن تشديد إجراءاتها الوقائية لمواجهة أي حالات محتملة لمرض جدري القرود، كما شددت الإجراءات على المسافرين القادمين عبر مطار المحافظة.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة إقليم كوردستان، أمس الأحد، الدخول في حالة التأهب للوقاية من مرض جدري القردة، وبينما أوضحت أنها "لم تسجل أي حالة اشتباه بالمرض حتى الآن"، أكدت "تكثيف الرقابة والاستعداد التام".
ما هو جدري القردة؟ وما أعراضه؟
يعتبر جدري القردة (إمبوكس) مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، يمكن أن يتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم الغدد اللمفاوية وحمى، ويتعافى معظم الناس منه تماماً، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد، بحسب أستاذ التقانات الإحيائية والأمراض الانتقالية، د.فراس رياض جميل.
ويوضح جميل لوكالة شفق نيوز، أن "أي شخص قد يصاب بمرض جدري القردة، وهو ينتشر عن طريق المخالطة للأشخاص المصابين، سواء باللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي، وكذلك عند ملامسة الحيوانات المصابة لدى صيدها أو سلخها أو طهيها".
ويضيف، "وكذلك ينتشر الفيروس عن طريق ملامسة مواد مثل الملاءات أو الملابس أو الإبر الملوثة، وملامسة الحوامل المصابات اللواتي قد ينقلن الفيروس إلى أجنّتهن، لكن لا ينتقل كقوة كورونا بسبب كونه من الفيروسات المغلفة وينتقل عن طريق الملامسة والسوائل المخاطية، أي أقل انتشاراً، ويمكن أن يساعد التطعيم في منع انتشار العدوى بين الأشخاص المعرضين للخطر".
ومن الأعراض الشائعة لجدري القردة هي "الطفح جلدي أو الآفات المخاطية التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع، وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية"، وفق جميل.
لكن الاختصاصي في الأمراض الجلدية، الدكتور علي محي، يطمئن بأن "مرض جدري القردة ليس بالخطير ولا يتسبب بحدوث مضاعفات خطيرة إلا في حالات نادرة".
ويؤكد محي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، على أهمية أن "يتخذ المصاب بجدري القردة إجراءات احترازية لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين، منها الجلوس في البيت ولبس الكمامات وتغطية أماكن الطفح الجلدي لتجنب انتشار الفيروس".
حالات شك وتخوف
وفي محافظة ذي قار الواقعة أقصى الجنوب العراقي، كشف مصدر مطلع بدائرة صحة المحافظة في وقت سابق من اليوم الاثنين، عن حقيقة تسجيل أول إصابة بمرض جدري القرود في مدينة الناصرية.
وذكر المصدر لوكالة شفق نيوز، أن "الأعراض التي ظهرت على المصاب وهو من دولة بنغلاديش، هي أعراض مرض جدري الماء (أبو خريان) كتشخيص أولي للمرض".
وأضاف المصدر، أن "العينات أرسلت لمختبر بغداد المركزي لغرض تحديد نوعية الإصابة بـ(جدري القرود) من عدمه"، لافتاً إلى أن "حالة المصاب قيد المراقبة والمتابعة من قبل الأطباء المختصين".
وفي وقت سابق، شدد قادة في مجال الصحة على ضرورة إظهار التضامن مع الدول الأفريقية التي تشهد تفشي مرض جدري القردة، محذرين من أن عدم القيام بذلك سيعرض العالم للخطر ويؤثر سلباً على الاستعدادات لمواجهة الأوبئة المستقبلية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء الماضي، عن رفع حالة جدري القردة إلى حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي للمرة الثانية خلال عامين، بعد أن انتشر الوباء من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.
كما أعلن المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء الماضي، عن تصنيف جدري القردة كـ"طارئة صحية عامة"، وهو أعلى مستوى من التأهب.
ويعد جدري القردة مرضاً معدياً ينتقل إلى البشر من خلال الحيوانات المصابة ويمكن أن ينتقل أيضاً بين البشر عبر الاتصال الجسدي الوثيق. وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 18,700 حالة وأكثر من 500 حالة وفاة في أفريقيا هذا العام، وهو رقم يتجاوز إجمالي حالات عام 2023.
ووفقاً للمركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تسجيل 3101 حالة مؤكدة و15636 حالة محتملة و541 حالة وفاة في 12 دولة أفريقية، مع تسجيل معظم الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتواجه أفريقيا سلالة جديدة من الفيروس تم اكتشافها في سبتمبر 2023، أطلق عليها اسم "كلايد آي بي" (Clade Ib)، وهي أكثر فتكاً وقابلية لنقل العدوى من السلالات السابقة. وتم تسجيل أول حالات جدري القردة خارج القارة الأسبوع الماضي في السويد وباكستان.