شفق نيوز/ ألقت "شبكة ايه بي سي" الاسترالية المزيد من الأضواء على تجربة هواية المشي في الجبال في إقليم كوردستان، وتسلقها، من خلال حياة اجانب الذي لمسوا الحياة الفريدة التي تتوفر في اربيل تحديدا، وكيفية تطوير هذه الإمكانات من اجل تعزيز السياحة ودر ايرادات اضافية للاقليم.
وبداية، لفت التقرير الاسترالي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان موطن ليون ماكرون حاليا، بعيد كل البعد عن المزرعة التي نشأ فيها في ايرلندا الشمالية، اذ ان ماكرون وهو مؤلف ومخرج أفلام وثائقية، كان جاء الى اقليم كوردستان في العام 2016، من أجل تغطية الحرب مع تنظيم داعش، لكنه مع الوقت اصبح لديه أسباب اخرى لكي يستقر في الاقليم.
ولفت التقرير الى ان ماكرون التقى شابا كورديا قال له انه يجب الاي يغادر الإقليم محملا فقط بذكريات الحرب، ويجب ان يشاهد شيئا أكثر جمالا يميز هذا المكان، مقترحا عليه المشي في الجبال.
ونقل التقرير عن ماكرون، المقيم حاليا في اربيل، قوله في مقابلة إن المدينة "مزدحمة وصاخبة" في ظل قلعتها التاريخية التي يبلغ عمرها 7 آلاف سنة في وسط المدينة، مشيرا الى ان الاقليم هو المنطقة الأكثر استقرارا في العراق ولديها حكومته الخاصة.
بالنسبة لماكرون، يقول التقرير؛ فإن جاذبية اربيل هي امكانية الوصول السريع منها الى الجبال حيث يمكن الوصول إلى التلال بالسيارة في غضون 30 دقيقة، وخلال ساعة يكون بمقدوره أن ينطلق من قرية شوش، على درب المشي نحو الجبال.
وتابع التقرير أن افتتان ماكرون مرتبط ايضا بمسارات المشي في الجبال التي قام بها في أنحاء المنطقة، في القدس والضفة الغربية والأردن، وهو له كتاب تحت عنوان "ذا لاند بيوند" حول تطوير مسارات المشي في الجبال.
ونقل التقرير عن ماكرون قوله "نحن إن كنا نقوم بإنشاء مسارات مشي جديدة في المناطق الطبيعية، فإن الناس يسيرون هنا منذ الاف السنين، سواء كانت طرقات للتجارة القديمة، او طرق الحجاج، أو حتى في التاريخ العسكري الحديث لمقاتلي البيشمركة الذين كانوا يسلكون طرقات عبر الجبال لتجنب جيوش صدام حسين وهجماته. وتابع قائلا "كل هذه المسارات تترك ذكرى".
والآن، يأمل ماكرون في تشجيع المسافرين الآخرين على زيارة الإقليم يوما ما، وهو يعمل مع شركائه مع السكان المحليين على رسم خرائط للعديد من هذه المسارات وجمع البيانات رقميا. كما يعملون مع المرشدين المحليين والقرى من اجل تسهيل واستضافة المتنزهين على طول المسارات الأقصر في المنطقة.
ويقول ماكرون ان "مشروعا كهذا يمكن ان يكون قويا وملائما جدا لاقليم كوردستان، لانه يحتوي على هذه الطبقات العميقة والغنية من التاريخ والثقافة والإيمان"، مشيرا الى ان الاقليم سيستفيد من الفرص الاقتصادية السياحية لأنها ستساعد الناس في المناطق الجبلية الريفية على استعادة شعورهم بالفخر وامتلاك الأرض بعد العقود الاخيرة من الصراع.
واعرب عن امله بان يصدر "بحلول الخريف المقبل، المزيد من البيانات حتى تتمكن المجموعات السياحية الدولية من المجيء والبدء في القيام بزيارتين، او ثلاثة او حتى الرحلة الكاملة لمدة 14 يوما".
أما الأسترالي مات جوزني، وهو أحد من شاهدوا الجمال الطبيعي المحيط باربيل بشكل مباشر، فإنه كان في العام 2021 يعمل لصالح منظمة غير حكومية في الموصل ضمن مشروع طبي، لكنه كان كل ستة أسابيع يحصل على اجازة طويلة فيقوم بزيارة اربيل التي يصفها بأنها "مكان مختلف تماما عن الموصل التي لا تبعد سوى ساعتين"، مشيرا الى ان اسواق اربيل اصبحت ايضا "موقعا سياحيا شهيرا للإيرانيين الى حد كبير لانها اكثر استرخاء مع تناول الكحول وقواعد الملبس وما الى ذلك".
وبالقرب من السليمانية، يقول جوزني أن لديه ذكريات جميلة خاصة زيارته الى شلالات رئيسية في المنطقة التي تتمتع "بالكثير من الحياة البرية والجمال الطبيعي".
ومن جهته، يقول ماكرون أن فركة التنزه بالجبال في إقليم كوردستان ليست جديدة، مضيفا أن "الضيافة تمثل جزءا أساسيا من الثقافة والحياة في جميع انحاء الشرق الاوسط، ولكن بشكل خاص في هذه المناطق. ومن هذا المنطلق ، يتم استقبال الجميع بحرارة"، مشيرا الى ان احد اكبر التحديات التي يواجهونها هو جعل السكان المحليين يقبلون الدفع مقابل استضافة الزوار، موضحا "لقد شعرت انها لعنة عليهم أن في حال قبلوا تلقي أجراًً للقيام بما يعتبرونه واجبا انسانيا للغاية يتمثل في استضافة شخص غريب".
وختم ماكرون بالقول انه ليس مستعجلا بالعودة إلى أيرلندا الشمالية، مضيفا أنه كان يبحث عن مكان يشعر فيه فيه أن باستطاعته القيام بشيء شيئا مهتم به وله قيمة... مكان يشعر فيه بالترحاب والدفء، ولم اكن اتوقع ان يكون العراق، لكن فرحة هذا النوع من نمط الحياة، هي أنك تتفاجأ بهذه الأمور".
ترجمة: وكالة شفق نيوز