شفق نيوز/ طرحت "وحدة الأبحاث" التابعة للكونغرس الأمريكي في تقرير لها، وزع على نواب في البرلمان الأمريكي، عدة اسئلة يتحتم الاجابة عليها في ظل البحث الجاري حول مستقبل الوجود الأمريكي في العراق، من بينها مدى اهمية هذا الوجود، ومدى تأثيره على جهود واشنطن للحد من النفوذ الايراني، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على مخاطر اندلاع صراع أوسع، بالاضافة الى تأثيره المحتمل على اقليم كوردستان وقوات البيشمركة.
وبعدما أشار التقرير الأمريكي الى الهجمات المتبادلة بين الميليشيات المدعومة من إيران وبين القوات الامريكية، منذ الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، والى موقف الحكومة العراقية المتخوفة من المخاطر التي تهدد أمن العراق بسبب هذه المواجهات، قال ان الحكومة تسعى الى انهاء وجود التحالف الدولي لمحاربة داعش والذي تقوده الولايات المتحدة، والدخول في محادثات حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي.
وذكر التقرير بإعلان وزير الدفاع لويد اوستن حول المحادثات الامريكية -العراقية التي وصفها بأنها "تطور" مهمة التحالف و"تمكن من الانتقال الى شراكة امنية ثنائية دائمة".
وتابع التقرير أنه بعد جولة المحادثات التي عقدت في 11 شباط/فبراير، قال متحدث عسكري عراقي انه "ستتم صياغة جدول زمني من اجل التخفيض التدريجي (للقوات)، مما يؤدي الى نهاية مهمة قوات التحالف الدولي، والانتقال الى علاقة ثنائية، طالما لم يتم تعكير صفو السلام".
ولفت التقرير إلى أن الرئيس جو بايدن تناول في كانون الأول العام 2023، دعوة الحكومة العراقية للقوات الامريكية وقوات التحالف للبقاء، وذلك في اطار تقريره نصف السنوي عن سلطات الحرب الذي يقدمه الى الكونغرس.
ووفقا للتقرير، فإنه خلال الشهر نفسه، قالت القيادة المركزية الامريكية انه تم نشر نحو 2400 عسكري امريكي في العراق و800 في سوريا.
وذكر التقرير أن عمليات الجيش الامريكي في العراق وامكانية استخدام الأمريكيين المجال الجوي العراقي وتسهيل استخدام الحدود البرية مع سوريا، تسهل العمليات العسكرية الامريكية في سوريا حيث ينشط مسلحو داعش بشكل أكبر مما هو الوضع في العراق، كما ان القوات الشريكة للأمريكيين، هي التي تقوم بمهمة حراسة السجون التي تضم الآلاف من مقاتلي داعش.
ونوه التقرير الى ان الكونجرس وافق في كانون الاول/ديسمبر 2023، على برامج الشراكة الامريكية لمكافحة داعش في العراق وسوريا حتى شهر كانون الاول/ديسمبر العام 2024.
وأشار التقرير إلى أن اعضاء الكونغرس قد يفكرون في كيفية تأثير التغييرات المحتملة للوجود الامريكي و التحالف، في العراق على المصالح الامريكية في المنطقة، وما إذا كان ينبغي إدخال تغييرات على أشكال المساعدة الامريكية للشركاء العراقيين والسوريين، وكيفية توافق الهجمات على الجنود الأمريكيين والضربات الامريكية، مع قرار سلطات الحرب، والتفويضات التشريعية لعامي 2002 و2002 حول استخدام القوة العسكرية.
وذكّر التقرير بتصويت البرلمان العراقي على الطلب من الحكومة العراقية طرد القوات الاجنبية وحرمانها من استخدام أجواء العراق واراضيه ومياهه، بعد اغتيال القياديين الإيراني قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس في العام 2020،
لكن التقرير لفت الى ان الحكومة العراقية المؤقتة وقتها، لم تقدم على ذلك، والحكومة التي خلفتها انخرطت مع نظيرتها الأمريكية بمحادثات قادت في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى إعلان نهاية الدور القتالي للقوات الامريكية، والانتقال الى الى التدريب والدعم الاستشاري.
ومضى التقرير الى وقوع هجمات متقطعة على القوات الامريكية في العراق وسوريا تواصلت حتى اوائل العام 2023، نسب بعضها الى جماعات مسلحة عراقية مدعومة من ايران.
ونبّه التقرير الى ان المراقبين لاحظوا تغيرات في أنماط هذه الهجمات فيما يتعلق بالتطورات في العراق وفي سوريا والمنطقة الأوسع، مؤكدا ان الرئيس بايدن أمر بتوجيه ضربات بعد وقوع بعض الهجمات على الجنود الأمريكيين في سوريا والعراق، بينما اعلنت الادارة عن نيتها الدفاع عن الموظفين الأمريكيين بردود "متناسبة".
واستعرض التقرير الهجمات التي تعرضت لها القوات الامريكية ووقع ضحايا أمريكيون والرد العسكري الأمريكي عليها بما في ذلك منشآت تابعة للحرس الثوري الايراني وفصيل تدعمه ايران في سوريا والعراق.
وزاد التقرير أنه بينما وصفت الحكومة العراقية الهجمات على القوات الامريكية بانها اعمال معادية للعراق، لكنها اعتبرت ان الضربات الامريكية على الاراضي العراقية تنتهك السيادة العراقية.
كما ذكّر التقرير بهجوم امركي في 4 يناير/كانون الثاني 2024، في بغداد تسبب في مقتل زعيم لجماعة مصنفة ارهابية مدعومة من ايران، وهو ايضا قيادي في الحشد الشعبي التابع للدولة العراقية. واشار الى تنفيذ عشرات الضربات الامريكية ضد الجماعات المسلحة في العراق، مما دفع الحكومة الى استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي وتقديم رسالة احتجاج على ما وصفته بـ"العمل العدواني الجديد". وكما تسببت ضربة امريكية في 7 فبراير/شباط الى مقتل قائد في كتائب حزب الله التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة ارهابية، في حين قال متحدث عسكري عراقي ان التحالف انحرف عن أسباب وجوده في العراق، وهو ما يجبر الحكومة العراقية اكثر من أي وقت مضى على انهاء مهمة هذا التحالف.
وتابع التقرير ان اعضاء البرلمان العراقي اجتمعوا في 10 فبراير/شباط، من خلال جلسة للمطالبة بإخراج القوات الأمريكية، إلا انهم حرموا من النصاب القانوني بسبب رفض النواب الآخرين الحضور. واضاف التقرير ان البرلمان بامكانه ان يؤدي دورا في المصادقة على أي اتفاقيات ثنائية بين الولايات المتحدة والعراق تنتج عن المحادثات المخطط لها.
اعتبارات محتملة للكونجرس
ونقل التقرير تصريح وزير الدفاع اوستن بان القوات الامريكية لا تزال "تركز على مهمة الهزيمة داعش، ونحن هنا ليس لأي هدف آخر"، ثم تكراره في يناير/كانون الثاني 2024 التأكيد على ان الولايات المتحدة "ملتزمة بتعميق تعاوننا الأمني لتعزيز الاستقرار داخل العراق والمنطقة".
وتابع التقرير انه في اب/اغسطس 2023، توصل "حوار التعاون الأمني المشترك" بين الولايات المتحدة والعراق الى اتفاق على "التشاور بشان عملية مستقبلية.
بما في ذلك التحالف، لتحديد كيفية تطور المهمة العسكرية للتحالف وفق جدول زمني بناء على العوامل التالية: التهديد الذي يشكله داعش، و المتطلبات العملياتية والبيئية، ومستويات قدرات العراق".
وتابع التقرير انه كجزء من تلك المحادثات، أكدت الحكومة العراقية "التزامها بحماية افراد ومستشاري الولايات المتحدة والتحالف العالمي والقوافل والمنشآت الدبلوماسية".
وذكر التقرير انه يمكن للاجتماعات الحالية للجنة العسكرية العليا بين الولايات المتحدة والعراق (HMC) ومجموعات العمل الاخرى، ان تقود الى تغييرات جوهرية او جزئية او لا تؤدي الى حدوث تغييرات، على الوجود العسكري الامريكي، مشيرا الى تصريح للمتحدث باسم البنتاغون بأن "اجتماع اللجنة العسكرية العليا ليس تفاوضا حول انسحاب القوات الامريكية من العراق”.
وخلص التقرير إلى أنه في ظل البحث في النتائج المحتملة، فإن طلبات السلطة التنفيذية من أجل الحصول على تمويل منتظم وتكميلي، وفي ظل بنود تفويض الدفاع للعام 2024، فإن الكونجرس قد ينظر في الأسئلة الآتية:
1-ما مدى اهمية الوجود العسكري للولايات المتحدة وقوات التحالف في العراق؟
وكيف يرتبط الوجود العسكري الامريكي في العراق بالجهود الامريكية لمواجهة ايران وردعها؟ وكيف يؤثر ذلك على مخاطر الصراع الأوسع؟
2-كيف يمكن أن تؤثر التغييرات في الوجود الأمريكي وقوات التحالف في العراق على :
-العمليات الأمريكية في سوريا؟ أمن السفارة الأمريكية؟ مهمة حلف الناتو في العراق؟
-أمن العراق وأمن المنطقة؟
-العلاقات بين الجماعات العراقية والحكومة العراقية بما فيها اقليم كوردستان، وقوات البيشمركة المدعومة من الولايات المتحدة؟
3-كيف يمكن للتغييرات المفاجئة ان تؤثر على التصورات حول الولايات المتحدة؟
4-كيف يمكن ان يتطور تمويل الدفاع الأمريكي والمساعدات الخارجية ؟
ترجمة: وكالة شفق نيوز