شفق نيوز / تناولت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية، قصة عالم عراقي سابق كان يعمل في مختبر للأسلحة الكيميائية خلال عهد صدام حسين، تمكن من الفوز بحق الإقامة في بريطانيا برغم محاولة حكومة لندن إبعاده من المملكة المتحدة.
ولم تكشف الصحيفة في تقريرها الحصري، اسم العالم العراقي لكنها اشارت الى انه يحمل رتبة لواء ورمزت اليه بالحروف "ايه اس ايه" لعدم إمكانيتها كشف هويته الحقيقية وفق تعليمات القضاء البريطاني.
ولفتت الصحيفة البريطانية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن "العالم الكيميائي العراقي كان يعمل في نظام صدام حسين الذي قتل بالغاز مئة ألف شخص من الكورد والإيرانيين.
وأوضحت أن "العالم العراقي يقيم على الأراضي البريطانية منذ عقد من الزمن، وانه دخل إلى بريطانيا من خلال تأشيرة عمل لكنه طلب اللجوء بعدها".
محاولات طرده
وأشارت إلى أن وزيرة الداخلية بريتي باتل حاولت طرده من الأراضي البريطانية، لكن محكمة سمحت له بالبقاء بعدما أكد أن صدام حسين كان سيعدمه لو انه استقال من منصبه في المختبر الكيميائي.
ورفع العالم العراقي المرموز له "ايه اس ايه" قضيته إلى محكمة أعلى مختصة بقضايا الهجرة واللجوء وحكمت لصالحه في تموز/يوليو الماضي.
من جانبه، رأى الضابط السابق في الجيش البريطاني بريتون غوردون، الذي قدم المشورة للكورد في العراق حول الأسلحة الكيميائية، أن قرار المحكمة "مذهل"، موضحا أن "اللجوء حق يمنح للناس لحمايتهم من الملاحقة من أنظمة مارقة، وليس لموظفي الحكومات المارقة لحمايتهم من الملاحقة القانونية من جانب من عانوا تحت أيديهم".
ونقلت الصحيفة عن غوردون قوله "لن أؤيد هذا اللجوء بسبب الجرائم البشعة التي تورط فيها، وقد لا يكون مسؤولا مباشرة، لكنه متورط، يجب محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية".
قصة فرار
وكان العالم العراقي فر إلى الأردن قبل أن يصل إلى بريطانيا في العام 2010، ودخلها بتأشيرة بصفته باحث في جامعة نورث ويست اينغلاند، لكنه طلب حق اللجوء لاحقا، وعندما رفضت وزارة الداخلية ذلك، لجأ الى الاستئناف في المحكمة.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن "حكم المحكمة جاء بهذا الشكل برغم انها توصلت إلى أن هناك أسباباً جدية لتعتبر أن العالم العراقي "كان مسؤولا عن ارتكاب جرائم ضد السلام، وجرائم حرب ضد الإنسانية".
وبحسب المحكمة، فإن العالم العراقي كان "يدير مختبر المثنى الكيميائي بالقرب من سامراء ما بين العامين 1981 و1988، وكان العراق في ذلك الوقت متورطاً في حملة من الهجمات الكيميائية، بما في ذلك الغازات السامة، على إيران والكورد العراقيين".
سرب معلومات للأمريكيين
ووفقاً للصحيفة، فإن "العالم العراقي برغم كونه من المسؤولين في نظام صدام حسين، فانه بعد اسقاطه، تمكن من الإفلات من المحاسبة لأنه أعطى القوات الأمريكية معلومات ساعدتهم في الكشف عن برنامج صدام حسين العسكري.
وقال العالم العراقي انه لا يستطيع العودة الى العراق بسبب الخشية من انه سيسجن ويتعرض للتعذيب لانه سني المذهب وارتباطه كاكاديمي بنظام البعث السابق.
وقال العالم العراقي للمحكمة البريطانية، حينها انه كان على علم بحدوث عمليات انتاج لأسلحة كيمائية في مجمع المثنى، لكنه "لم يساهم شخصيا في تطوير أسلحة كيميائية، وانه عمل في مجال المراقبة وإجراءات الوقاية".
واعتبر القاضي البريطاني في حكمه أن "ايه اس ايه" ساعد بشكل معين في وقوع جرائم ضد السلام والانسانية، لكنه أضاف أن العالم العراقي كان يواجه أيضا "احتمال خطر مستمر بانه إذا لم يواصل عمله لصالح النظام، فانه وعائلته سيواجهون احتمال تعرضهم للأذى".
وخلصت الصحيفة، إلى أن "مسؤولي الحكومة يعتزمون نقل القضية الى محكمة أعلى لإعادة النظر في مصير العالم العراقي الذي تدافع عنه شركة (دونكان ليويس) للمحاماة المختصة بقضايا اللجوء".