شفق نيوز/ خلص تقرير نشره موقع "المونيتور" إلى انخفاض ملحوظ في الممارسات الدينية لدى الشباب العراقي، الذي فقد الثقة بالأحزاب الإسلامية في البلاد.
وقال التقرير إن العراقيين الذين يحضرون صلاة الجمعة انخفض من 60 في المائة إلى 33 في غضون 5 سنوات، علاوة على تراجع كبيرة في الثقة بالأحزاب الإسلامية من 35 في المائة إلى 20 منذ 2013 وحتى 2018.
ووفقا لشبكةالباروميتر العربي، فإن نسبة العرب الذين يصفون أنفسهم بأنهم "غير متدينين" ارتفعت من 8 في المائة عام 2013 إلى 51 في المائة عام 2018.
الأرقام الأخيرة هي نتيجة استطلاع أجرته الباروميتر العربي، وهي شبكة بحثية مستقلة غير حزبية، تقدم نظرة ثاقبة عن الاتجاهات والقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي، في 6 دول هي العراق، الجزائر، مصر، ليبيا، تونس إضافة إلى الأردن.
وبحسب الشبكة فقد دعت الاحتجاجات على مستوى البلاد في العراق ولبنان إلى تقليل الطائفية وإيلاء المزيد من اهتمام الزعماء السياسيين بالمواطنين، وقال مدير المشروع في الباروميتر العربي مايكل روبنز: "بالنظر إلى الإحباط واسع النطاق لدى الجماهير العربية، وخاصة جيل الشباب، فإن شكل المعارضة للحكومة قد يتغير".
وأضاف: "بعبارةٍ أخرى، تشير الطريقة التي تجري بها هذه الاحتجاجات إلى أن تراجع الدين بين الشباب وفقدان الثقة في الحركات الإسلامية ربما يُغيران بالفعل السياسة في المنطقة".
صراع داخلي
وقالت يارا علي (29 عاما)، وهي التي تستخدم اسما مستعارا لأسباب أمنية، إنها أجبرت على ارتداء الحجاب، لكنها قررت خلعه قبل عامين.
وتابعت يارا وهي ناشطة في إقليم كوردستان العراق، إنها عاشت في صراع داخلي سببه تربيتها على يد أم متدينة وأب علماني، مشيرة إلى أنها تحررت من ذلك عندما سافرت لأجل دراستها وعملها وتعرفت على أشخاص من خلفيات مختلفة. بحسب الحرة الأمريكية.
وأضافت: "الجماعات الإسلامية المتطرفة في العراق ارتكبت فظائع صدمت العالم، وقدمت المسلمين على أنهم أشرار، وهذا ما جعلني أشعر بالقلق من آراء الناس تجاهي".
تشعر يارا أن الدين في العراق أصبح "سؤالا محيرا"، مضيفة: "ابتعدت عن الخوض في قضايا الدين، أنا مسلمة أؤمن بالله، لكن لا أصلي، ولا أصوم إلا بسبب الأشخاص المحافظين من حولي".
رغم أن شبكة الباروميتر العربي تشير إلى أن الأنظمة السياسية في دول مثل العراق ولبنان تعزز الهويات الدينية، مما يحافظ على التأثير الديني في الحياة اليومية، خلصت الشبكة في استطلاعات الرأي عام 2019 إلى أن "هناك انخفاض في الإيمان الديني والثقة في الأحزاب الدينية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
مؤامرة خطيرة!
كانت الأحزاب السياسية الإسلامية في العراق حذرت من انتشار الإلحاد بين الشباب، داعية إلى مواجهة هذه "المؤامرة الخطيرة"، بحسب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
قال رجل الدين الشيعي ورئيس كتلة الحكمة عمار الحكيم، في تصريح يعود للعام 2017، "نحن بحاجة إلى مواجهة مؤيدي هذه الأفكار الإلحادية الدخيلة بالتفكير الإيجابي وبقبضة من حديد من خلال كشف الأساليب التي يستخدمونها في نشر أفكارهم".
وقالت هيلين سرايني (37 عاما)، وهي صيدلانية كوردية عراقية ولدت في الولايات المتحدة، إنها أدركت أثناء إقامتها في بلدها الأصلي، الظلم الذي تعرضت له النساء تحت ستار الدين.
وأضافت: "لماذا يجب على النساء تغطية كل شيء، بينما بإمكان الرجل ارتداء قميص، أدركت أن الدين الذي يفرض علينا يأتي بمعايير وضعها الرجال".
وأشارت إلى وجود اتجاه بين الشابات المسلمات لخلع الحجاب، وأن معظمهن يفعلن ذلك قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، مؤكدة أنها خلعت حجابها قبل 7 سنوات.
وقالت إنها لم تقتنع بخلع الحجاب إلا بعد زيارتها للعراق، مضيفة: "لقد تأخرت في ذلك، وفاتني الكثير من الفرص بسبب الحجاب".
أدركت شيلان بهادين، وهي مدرسة لغة إنكليزية وتعيش في أربيل، عاصمة كوردستان العراق، أن مقدار الدين الذي درسته هو في الواقع جزء من ثقافتها.
وتابعت: "شعبنا يستمع إلى رجال الدين دون التحقق مما إذا كان ما يقولونه يتماشى مع تعاليم الدين ذاته".
يسير هذا الاتجاه جنبا إلى جنب مع النشاط المتزايد للناشطين العلمانيين الشباب في الحركة الاحتجاجية الأخيرة التي عمت العراق في أكتوبر من العام الماضي، إذ أنهم مستهدفون بعمليات الخطف والاغتيالات، مثل مقتل الناشطة في البصرة ريهام يعقوب التي كانت تنظم احتجاجات نسائية في الآونة الأخيرة.
وقام مسلحون باعتراض سيارة الطبيبة ريهام وأطلقوا الرصاص نحوها فأردوها قتيلة مع صديقة مرافقة لها، قبل أن يلوذوا بالفرار.