شفق
نيوز/ ذكر معهد "واشنطن" لسياسة الشرق الأدنى أن الفصائل العراقية قلصت
وربما أوقفت تقريباً أعمالها الهجومية ضد إسرائيل، وهي "مرتعبة" منذ أن
هددتها إسرائيل في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، من فكرة شن هجمات ضدها.
ولفت
التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى رسالة وزير الخارجية الإسرائيلي
جدعون ساعر إلى مجلس الأمن الدولي والتي حمل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن تزايد
هجمات الفصائل العراقية على إسرائيل، مؤكداً على حق بلاده بالدفاع عن نفسها في حال
لم تكن الدولة العراقية قادرة على السيطرة على هذه الجماعات التي تطلق طائرات
مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
وأوضح
التقرير أنه حتى قبل صدور الرسالة الإسرائيلية، فإن الفصائل العراقية بدت كأنها
تخفض من هجماتها على إسرائيل طوال أسابيع، لكن بعد الرسالة الإسرائيلية، فإن تراجع
"المقاومة الإسلامية في العراق" كان مثيراً.
وتابع
التقرير أنه "إذا كانت الميليشيات العراقية تتراجع عن هجماتها ضد إسرائيل قبل
18 تشرين الثاني/ نوفمبر، فأنه يبدو أنها تتلاشى منذ ذلك التاريخ".
وأشار
التقرير إلى أن فصائل المقاومة بالإضافة إلى تراجع عدد البيانات التي تتبنى فيها
عمليات هجومية ضد إسرائيل، فإن بياناتها الأخرى، بما في ذلك المصورة، تفقد
مصداقيتها، حيث يتم عرض عدد قليل جداً من الصور القريبة للطائرات المسيرة منذ
منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، مما يتيح درجة معنية من المصداقية لأن كل بيان
مصور لطائرة مسيرة يظهر ميزات فريدة أو علامات وأرقاماً تسلسلية، وخدوش، وطلاء،
وتركيبة الطائرة.
وتابع
إلا أنه منذ منتصف الشهر الجاري، أصبحت تجري عمليات استخدام متكررة لصور إطلاق
مسيرات، من زوايا مختلفة، لتقديم فيديو احتيالي عن هجوم جديد، وربما للإعلان عن
هجوم لم يحدث أصلاً.
وأضاف
التقرير أن قادة الفصائل يطلقون تصريحات ضعيفة، ولا تنم عن ثقة، في محاولتهم الرد
على التهديد الإسرائيلي.
وتناول
التقرير مواقف لقادة في كتائب سيد الشهداء، ومنظمة بدر، وحركة النجباء الذي وصف إسرائيل
بأنها "أوهن من بيت العنكبوت"، وبأنها "أصغر من أن تهدد عراق
الصمود والجهاد".
وبالإضافة
إلى ذلك، لفت التقرير إلى أن عصائب أهل الحق التي جرت الإشارة إلى اسمها في
الرسالة الإسرائيلية، وهو بمثابة تطور مزعج بالنسبة لهذا الفصيل الذي صور نفسه
طوال سنوات على أنه غير ناشط حتى لو كان ذلك على حساب مصداقيته في المقاومة.
وتابع
التقرير أن العصائب في ردها على الرسالة الإسرائيلية، نفت عبر كتلتها البرلمانية
"صادقون"، أي دور في الهجمات على إسرائيل، ووصفت الرسالة الإسرائيلية بأنها
"محاولة سافرة لتشويه صورة العراق وحشده الشعبي".
أما
بالنسبة إلى كتائب حزب الله، فقد أشار التقرير إلى أن ردة فعلها تعكس الحالة
الذهنية للمقاومة العراقية أكثر من أي من الفصائل الأخرى، مذكراً بمقابلة نادرة مع
أحمد محسن فرج الحميداوي، المعروف باسم "أبو حسين"، الذي علق قائلاً إنه
"في نهاية المطاف، فإن القرار النهائي هو على عاتق إخواننا في حزب الله، لأنهم
أكثر وعياً بمصالحهم على المدى الفوري والطويل".
وعندما
سئل "أبو حسين" عن تأثير هذه الجهود على ما يسمى "وحدة
الجبهات"، قال إن القرار هو بيد حزب الله اللبناني.
وخلص
التقرير إلى القول إن ردود الفصائل كانت لينة، وهي تشير إلى بعض الأمور المتعلقة
بالديناميكيات داخل المقاومة، بما في ذلك أن "المقاومة العراقية مرعوبة،
مثلما ينبغي أن تكون، من أن توجه إسرائيل أنظارها الاستخباراتية نحوهم بنفس
الطريقة التي ركزت بها على الجماعات الفلسطينية وحزب الله اللبناني".
وتابع
قائلاً إن الفصائل العراقية ظلت تحاول خفض قوتها لأسابيع، ربما بموافقة إيران، كما
أن المخاوف من حدوث ضربة صاروخية باليستية انطلاقاً من العراق بدعم من إيران، لم
تتحقق وهو ما من شأنه الحد من احتمال حدوث ضربات إسرائيلية في العراق على المدى
القريب.
ترجمة
وكالة شفق نيوز