شفق نيوز/ ذكرت مجلة "تايم" الاميركية ان ايران لم تعاني من الإذلال على الصعيد الخارجي فقط بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وانما تعاني ايضا من الضعف اقتصاديا ومعيشيا على مستوى الداخل، فيما تصبح صحة المرشد السيد علي خامنئي اكثر تدهورا، بما يشكل تهديدا لاستقرار النظام. 

وأوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان كل تطور كبير جرى في الشرق الأوسط خلال العام الحالي جعل ايران اكثر ضعفا، مشيرا الى خسارتها في غزة وفي لبنان وفي سوريا، حيث انهار محور "الهلال الشيعي" بسرعة كبيرة، لدرجة أن طهران اضطرت الى الاسراع بإجلاء ضباطها من "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري، مضيفا أن سقوط نظام الاسد ادى الى خفض عدد الدول التي تعتبرها إيران حليفة إلى النصف، ولم يتبق سوى فنزويلا التي تخسر المزيد من شعبها، في حين أن "محور المقاومة" تراجع ليقتصر على المليشيات المتبقية في العراق وقبائل الحوثي في ​​اليمن التي تعتبر أفقر دولة في الشرق الاوسط.

والى جانب ذلك، قال التقرير إن إيران من الداخل قد تكون الامور فيها اسوأ، حيث ان الاقتصاد في ادنى مستوياته منذ ثورة 1979 التي اوصلت الثيوقراطية إلى الحكم، مشيرا إلى أن وزارة الرعاية الاجتماعية اعلنت العام الماضي أن 57 % من الإيرانيين يعانون من مستوى ما من سوء التغذية، بينما يعيش 30 % منهم تحت خط الفقر، مع انخفاض الريال الإيراني بنسبة 46% في العام الماضي، ما جعلها العملة الأقل قيمة في العالم، إذ أن قيمتها اقل من عملة الليون السيراليوني او عملة الكيب اللاوسي. 

وتابع التقرير قائلا إنه بينما يراقب الايرانيون مدخراتهم وهي تتلاشى، فان النظام المضطرب، اعتبر ان هذا هو الوقت المناسب لتهديدهم، مذكرا بما قاله المرشد خامنئي يوم الأربعاء الماضي، بأنه "اذا تحدث اي شخص داخل ايران بطريقة تؤدي الى تخويف الناس، فإنها جريمة ويجب محاكمته". 

ولفت التقرير إلى أن تصريحات خامنئي هذه كانت الاولى منذ سقوط نظام الاسد ، الذي ترك خلفه عندما هرب الى موسكو 30 مليار دولار من الديون المستحقة لايران، والاف الضحايا، مضيفا أن ما كان يثير قلق السيد خامنئي، هو استقرار نظامه.

وفي حين أشار الى احتمال ارتفاع اسعار البنزين مجددا وزيادة الأسعار خلال العام المقبل، قال التقرير إن النظام يبدو أنه ليس لديه خيار آخر، مضيفا أنه بعد عقود من العقوبات الأمريكية التي عرقلت تطوير القطاع النفطي، فان ايران تعاني من نقص في الغاز يؤدي بدوره إلى تقليص إنتاج الكهرباء، وأصبح هذا البلد الذي كان حتى سنوات قليلة يصدر الكهرباء الى الدول المجاورة، مضطرا الآن إلى الاعتماد على قطع منظم للتيار الكهربائي عن شعبه.

الى جانب ذلك، قال التقرير ان النظام الايراني يعتزم ايضا اختبار الجمهور الايراني من خلال وسائل اخرى، مذكرا بأن البرلمان صادق مؤخرا على مشروع قانون متشدد بشأن الحجاب، ومن المقرر أن يدخل القانون الجديد حيز التطبيق خلال اسابيع ، مشيرا الى ان هذا القانون يمثل رد فعل النظام على تظاهرات الاحتجاج التي أشعلتها وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة في سبتمبر/أيلول 2022 بسبب حجابها غير الملتزم، واصفا تلك التظاهرات التي تواصلت لشهور، بانها اخطر تهديد داخلي للنظام منذ الثمانينيات، وبأنه في حال جرى تطبيق القانون الجديد، فقد تواجه إيران تكرارا للانتفاضة التي كادت ان تؤدي الى انهيار نظام الجمهورية الإسلامية. 

واعتبر التقرير أن اجهزة الدولة معرضة للخطر، موضحا ان ايران لطالما روجت لقدرتها على توفير "الأمن" في المنطقة الأكثر اضطرابا في العالم، إلا أنه برغم ذلك وفي يوم تنصيب رئيسها الحالي في يوليو/تموز، قتل زعيم حركة حماس اسماعيل هنية، ضيف الدولة، بواسطة عبوة متفجرة كان مخربون اسرائيليون على الارجح، قد زرعوها في دار ضيافة حكومية في واحدة من أكثر المواقع المحصنة في طهران. 

واضاف انه تم انتخاب الرئيس الجديد مسعود بيزشكيان بعد وفاة سلفه المتشدد ابراهيم رئيسي في حادث غامض بتحطم طوافته في أيار/مايو، ولم تقدم الدولة حتى الآن تفسيرا لسبب تحطم مروحيته أثناء رحلة روتينية أو لماذا تطلب الأمر ما يقرب من يوم لتحديد موقع سقوط الطائرة.

وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير أن اسرائيل قامت بضرب إيران مستهدفة منشآت إنتاج الصواريخ الحيوية والدفاعات المضادة للطائرات، مشيرا إلى الهجمات المتبادلة بين الدولتين على أراضي كل بلد منهما، في حين أن إيران لم ترد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، في اكتوبر/تشرين الاول، وهو ما دفع بعض المدافعين الأقوياء عن النظام، الى التشكيك فيه علنا للمرة الاولى، والحديث عن فقدانهم ثقتهم به.

اما بالنسبة الى السيد خامنئي فإنه صار يبلغ من العمر الآن 85 عاما، ويعتقد أنه يعاني من مرض شديد، في حين جرى نفي صحة تسجيل صوتي منسوب لأطباء المرشد يمنحه فقط حتى هذا الشتاء، مضيفا أنه برغم ذلك، فإن مظهر خامنئي يظهر تدهورا بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة. 

وتابع التقرير أن خامنئي بعدما كان متحدثا قويا، أصبح صوته الآن خشنا، وجمله قصيرة، في حين لم يتم بث خطابه يوم الأربعاء على الهواء مباشرة على التلفزيون الحكومي مثلما جرت العادة.

وقال التقرير انه مهما كانت الحالة الصحية لخامنئي، فإن عمره وحده، جعل يثير الانشغالات، حيث ستكون هذه المرة الثانية التي تمر فيها الجمهورية الإيرانية بفترة خلافة في موقع المرشد حيث كانت الأولى في العام 1989، لكن الاقتصاد الإيراني كان وقتها في وضع أفضل بكثير وكان المواطنون أقل عداء. 

وبالاضافة الى ذلك، رأى التقرير أنه لم يكن وقتها هناك ما يشير الى خيبة الامل التي نراها اليوم بين أنصار النظام، موضحا على سبيل المثال، أن الاستياء المسموع بين الايرانيين حول الخسارة في سوريا، هو الذي دفع المرشد الاعلى الى التحذير في خطابه الاخير من "اخافة الناس"، مضيفا أنه من الواضح أن شرائح كبيرة من المجتمع الإيراني، لم تعد خائفة من رفع صوتها.

وختم تقرير "تايم" بالاشارة الى انه بعد ساعات من خطاب خامنئي، قامت المغنية برستو احمدي ببث حفل غنائي مباشر عبر حسابها على اليوتيوب، من داخل إيران، مضيفا أنها المرة الاولى التي يحدث شيئا كهذا منذ الثورة الاسلامية التي تحظر على النساء الغناء للرجال. وتابع قائلا انه برغم هذا الحظر، فإن أحمدي أدت أغنيتها وهي ترتدي فستان سهرة وشعرها منسدل على كتفيها العاريتين، لتحصد أكثر من مليوني مشاهدة، ثم جرى اعتقالها يوم السبت الماضي، واطلق سراحها في انتظار محاكمتها.

ترجمة: وكالة شفق نيوز