شفق نيوز/ ذكر موقع "ميديا لاين" الأمريكي أن الدعوات تتزايد من أجل إقامة إقليم سني في العراق، مما يحيي الدعوات من لقيام نظام فيدرالي والتي عززتها التوترات الطائفية والانقسامات السياسية المستمرة.

وأشار التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تزايداً لا مثيل له في الدعوات من أجل إقامة إقليم سني، وذلك بعد تعيين الشخصية العشائرية رعد السليمان الدليمي، الذي يعتزم عقد مؤتمر في أيلول/ سبتمبر المقبل في محافظة الأنبار حول هذه القضية والمتوقع أن يشارك فيه العديد من ممثلي المحافظات التي تضم غالبية سنية مثل الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين.

حكم ذاتي للسنة

وفي حين لفت التقرير إلى أن الدعوات المطالبة بإقامة منطقة حكم ذاتي سنية، ظهرت عدة مرات خلال السنين الماضية، وبداية خصوصاً مع الحرب الطائفية في العام 2006، إلا أنه قال إنه بالنظر إلى الظروف الداخلية والخارجية المختلفة، فإن هذه الجهود لم تنجح.

إلا أن التقرير أشار إلى أن هذا التحرك السياسي يقوده الآن السياسي السني ثائر البياتي الذي يتولى منصب الأمين العام لمجلس العشائر العربية ومؤسس جبهة الإنقاذ، في حين أن السياسيين السنة منقسمون بين مويد ومعارض لهذه الفيدرالية،، مضيفاً أن السياسيين المتحالفين مع القوى الشيعية والمرتبطين بحركة الإخوان المسلمين، المدعومة من تركيا، يعارضون فكرة إنشاء إقليم سني.

وفي المقابل، قال التقرير إن السياسيين من العشائر السنية التي تتمتع بنفوذ كبير، أو المنتمين إلى عشائر كبيرة في المحافظات السنية، يوافقون على الدعوة إلى إنشاء الإقليم السني.

وذكر التقرير أن المادة 119 من الدستور تسمح لكل محافظة أو مجموعة محافظات بإقامة إقليمها الخاص عن طريق الاستفتاء، وذلك أما من خلال طلب ثلث أعضاء كل مجلس من مجالس المحافظات، أو من خلال طلب من جانب عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تسعى إلى تشكيل الإقليم.

إقليم "نصف العراق"

ومع ذلك، قال التقرير إنه برغم هذا النص الدستوري، إلا أن إنشاء إقليم البصرة جرى رفضه في السابق برغم أن المنطقة تحت حكم الأحزاب الشيعية، حيث لم يتم السماح بتشكيل أي إقليم شيعي.

إلى ذلك، ذكر التقرير أنه في حال تشكيل الإقليم السني، فإن مساحته ستشكل 50% من مساحة العراق، وسيتشارك حدوده مع المملكة السعودية والأردن وسوريا، كما أنه سيضم نحو 11 مليون نسمة، أي نحو ربع سكان العراق.

وبعدما لفت التقرير إلى أن هذه المناطق كانت تشكل في السابق ما يعرف باسم المثلث السني الذي كان مأوى لنشاط لتنظيميّ القاعدة وداعش، بالإضافة إلى حضور حركات المقاومة للوجود الأمريكي، خاصة في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، قال إن الحكومة العراقية لم تعلق حتى الآن رسمياً على الدعوات الأخيرة لإنشاء الإقليم السني أو على المؤتمر المقرر في أيلول/ سبتمبر المقبل في الأنبار.

ونقل التقرير عن عضو اللجنة المنظمة لمؤتمر الإقليم السني موفق السليمان قوله "إننا نتطلع إلى الحرية، حيث قامت الأحزاب الشيعية بتهميش السنة بدرجة كبيرة، ولا تمنحهم حقوقهم، وتسيطر على معظم ميزانية المحافظات الشيعية".

وبحسب السليمان "فنحن لا نريد الانفصال عن العراق، هي مجرد منطقة مشابهة لإقليم كوردستان، حيث نحكم أنفسنا بأنفسنا. توافق المحافظات الأربع كلها على هذا المبدأ، والفرق فقط هو في التفاصيل. الشخصيات الوطنية هي التي توجه هذه الدعوات، ونحن من ينفذها".

ونقل التقرير عن السليمان قوله أيضاً "نحن لا نحصل على أي دعم دولي، وهي مبادرة عراقية خالصة، ولا نريد أي دعم من الخارج"، مضيفاً أن "محافظاتنا تعيش في حالة فقر بسبب سوء توزيع الميزانية الاتحادية".

الثروات الطبيعية

وفيما يتعلق بمصادر التمويل، أشار السليمان، إلى وجود موارد كثيرة في الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى، سواء من النفط والزراعة والسياحة وغيرها ومن والتجارة وغيرها، مضيفاً "سنكون نحن من يدير هذه الموارد".

وتابع قائلا إنه "حتى عناصر الشرطة لا يتم تعيينهم من أبناء المحافظة، وهم يعينون أشخاصاً من مناطق بعيدة، وأبناؤنا لا يحصلون على أي عمل".

ورداً على سؤال حول الدعم الخارجي وموقف دول الجوار، قال السليمان إن "إيران لا تريد إقليماً سنياً، وسوف تخسر طريقها إلى سوريا، حيث أن الميليشيات المدعومة من إيران تتواجد في مناطقنا، وهي مناطق محاذية مع سوريا، ومن خلال هذه الميليشيات يتم نقل الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا".

وبحسب السليمان فإن "تركيا أيضاً لا تريد إقليماً سنياً لأنها لا تريد أن ينضم كورد سوريا إلى إقليم كوردستان ويقيموا دولة كوردية، وهو ما يعني أيضاً إمكانية انضمام جنوب تركيا إلى الدولة الكوردية الجديدة لأنها تضم غالبية كوردية".

وتابع قائلاً إن "الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي قد لا يعترضون على إنشاء إقليم سني، لكننا لم نتواصل معهم حتى الآن".

أوامر أمريكية إسرائيلية

لكن التقرير نقل عن السياسي الشيعي جعفر المدني قوله إن "محاولات إنشاء إقليم تجري بأوامر إسرائيلية وأمريكية، وهم يريدون تقسيم العراق، والسنة لا يوافقون على ذلك".

وبحسب المدني، فإن "هناك إقليماً واحداً فقط، وهو إقليم كوردستان، والباقي غير مقبول"، مضيفاً أن "السنة يتمتعون بحقوقهم الدستورية، ولن نسمح بإقامة إقليم حتى لو تطلب ذلك التدخل العسكري".

ونقل التقرير عن المدني قوله إن "كوردستان حاول الانفصال بشكل كامل، لكن الاستفتاء فشل، وكل هذه المحاولات باءت بالفشل".

ونقل التقرير عن المحلل السياسي العراقي أحمد الحمداني قوله إن "السنة أنفسهم منقسمون. ولن يكون هناك إقليم سني. وستكون هناك خلافات حول القيادة ومن سيتولى رئاسة الإقليم، ولا توجد أحزاب سنية حقيقية"، مضيفاً أنه "حتى الدول المجاورة ترفض ذلك. وهذه مجرد محاولات يدعمها محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب السابق الذي يريد الضغط على الحكومة والأحزاب الحاكمة للعودة إلى مقعده البرلماني بعد قرار المحكمة الاتحادية بتجريده من عضويته العام الماضي".

كما نقل التقرير عن مصدر في الإطار التنسيقي قوله إن "تشكيل إقليم سني أمر غير مقبول، ولا يتم حتى مناقشة ذلك خلف أبواب مغلقة"، مشيراً إلى أن "الإطار التنسيقي وكل العراقيين سيرفضونه".

وبحسب المصدر نفسه فإن ذلك يشكل "مجرد محاولة ابتزاز للحصول على المزيد من الموازنة وزيادة حصص المحافظات ذات الأغلبية السنية".

ونقل التقرير عن الناشط السياسي عمر الدليمي قوله إنه "ليس إقليماً طائفياً. وسيكون اسمه الرسمي منطقة وسط وغرب العراق"، مضيفاً أن "تشكيل هذه المنطقة هو محاولة لإنقاذ ما تبقى من أهل السنة وحمايتهم من المد الشيعي".

وانتقد الدليمي ما أسماه بـ"الممارسات الطائفية التي تجري في المحافظات السنية من قبل الحشد الشعبي"، مشيراً إلى أنهم "يحاولون أيضاً تغيير طائفة أهل المنطقة، لذلك يجب الحفاظ على سنة العراق من خلال هذا الإقليم".

ترجمة وكالة شفق نيوز