شفق نيوز/ بينما يتساءل الخبراء والمحللون في الشرق الأوسط، عمّا إذا كان إنهاء الدور القتالي للولايات المتحدة في العراق، سيؤثر بشكل سلبي على عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية ضد فلول داعش المتطرف في سوريا، لم يُعلن المسؤولون الأمريكيون حتى اللحظة، عن أي تغيير في المهمة العسكرية بشمال شرق سوريا.
إذاعة "صوت أمريكا" وفي تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، ذكرت أن "نحو 900 جندي أمريكي يقدم الدعم لـ(قوات سوريا الديمقراطية) الذي يقوده الكورد ضمن تحالف رئيسي في القتال ضد داعش".
الحرب ضد داعش في سوريا
ونقلت الإذاعة الأمريكية عن الباحث في الشؤون السورية صدر الدين كينو، الذي يتابع التطورات العسكرية في البلاد، قوله إن "فصل المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا عن تلك الموجودة في العراق أمر صعب".
وأضاف كينو، بحسب التقرير، أن "بخلاف الوضع في العراق، فإن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا لم يكن بناء على دعوة من الحكومة السورية"، مبيناً أن "هذه الحقيقة تجعل العراق يتمتع بمكانة مهمة للولايات المتحدة من أجل تنفيذ مهمتها بنجاح في سوريا".
واعتبر كينو، أن "قوات سوريا الديمقراطية هي لاعب فاعل غير حكومي، وبالتالي فإنه يتحتم على الولايات المتحدة الاعتماد على حكومة حليفة في العراق لضمان أن عمليتها في سوريا لا تزال قوية لجهة الخدمات اللوجستية والمسائل الأخرى المتعلقة بنقل الإمدادات."
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن يوم الاثنين الماضي، أن القوات الامريكية ستنهي مسؤولياتها القتالية في العراق بنهاية العام الحالي.
وبعد اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قال بايدن إن القوات الأمريكية ستواصل التدريب والمساعدة والتعامل مع تنظيم داعش عند ظهورها".
وحاليا يتواجد نحو 2500 جندي أمريكي في العراق، ولم يذكر بايدن عدد هؤلاء الذين سيبقون في العراق خلال العام 2022.
وأشارت الإذاعة في تقريرها، إلى أن "الجيش الأمريكي لا يربط ما بين عملياته في العراق وبين سوريا، إلا أن البنتاغون يتعامل مع مشاركته في سوريا على أنها جزء من الجهد العالمي الأوسع لمحاربة داعش".
إقليم كوردستان
ونقلت الإذاعة أيضاً، عن كبير المحللين في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة في واشنطن نيكولاس هيراس، قوله إن "الجهد العسكري الأمريكي في سوريا يعتمد بشكل خاص على الوجود المستمر في إقليم كوردستان العراق".
وأوضحت الإذاعة، وفقاً لهيراس، أن "الولايات المتحدة تمتلك قاعدة عسكرية واسعة في أربيل، وأصبحت واحدة من أهم مناطق الانطلاق في الشرق الأوسط".
وقال هيراس خلال حديثه لإذاعة "صوت أمريكا"، إن "خطوط الاتصال والدعم الأرضية من كوردستان إلى شمال شرق سوريا، هي الأهم لاستمرار العمليات الأمريكية لدعم قوات سوريا الديمقراطية"، لافتاً إلى عدم وجود "مؤشرات على انسحاب الولايات المتحدة من قاعدتها في أربيل".
وفي رد على سؤال من "صوت امريكا" عما إذا كانت الحكومة العراقية ستستمر في السماح للقوات الأميركية باستخدام القواعد العراقية لدعم عملياتها ضد داعش في سوريا، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن "القوات العسكرية الأمريكية في سوريا تتمتع بمكانة خاصة، والعراق ليس منخرطا في ذلك".
وكان الوزير العراقي، قد قال الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحافي في واشنطن عقب لقاء بايدن والكاظمي، إن "العراق يناقش دائما مع الأمريكيين وجود داعش في سوريا، لأن وجوده هناك بشكل واضح يشكل تهديدا للعراق أيضاً".
أما الأستاذ في جامعة ولاية تينيسي كيرمانج جوندي الذي يكتب عن السياسة الاقليمية الكوردية، فيقول إنه إلى جانب التأثير الذي ستتركه على الحرب على داعش، فإن "أي تغيير في وضع وجود القوات الأمريكية في شرق سوريا يمكن أن يكون له تداعيات سياسية على المصالح الأمريكية في البلاد".
انسحاب يشجع الإيرانيين
وأوضح جوندي، إذا أدى قرار إنهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق إلى "تغيير الوجود الأمريكي الحالي في سوريا، فمن المؤكد انه سيشجع إيران وحلفائها في سوريا، كما سيعرض شركاء الولايات المتحدة للخطر".
وتعرضت القواعد الأمريكية في سوريا، خلال الأشهر الأخيرة إلى عدة هجمات حملت واشنطن مسؤوليتها للميليشيات المدعومة من إيران، كما تم استهداف القواعد الأمريكية في العراق، بما في ذلك القاعدة الموجودة في أربيل، بصواريخ أطلقتها جماعات تدعمها إيران.