شفق
نيوز/ ذكر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الهجمات التي نُفذت ضد إسرائيل من
جانب فصيل ربما يكون سعودياً يطلق على نفسه "المقاومة الإسلامية في بلاد
الحرمين"، من المحتمل أنها انطلقت من داخل العراق، وبالاستعانة بالطائرات
المسيرة التابعة لكتائب حزب الله أو الحوثيين.
ولفت
المعهد في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الفصيل الذي يحمل هذا الاسم ربما
يكون للإشارة إلى ارتباطه بمتشددين موالين لإيران من المملكة السعودية التي تسمى أيضاً
"بلاد الحرمين الشريفين".
وذكّر
التقرير بأن الهجوم الأول لهذا الفصيل أعلن عنه في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي،
مؤكداً أنه نُفذ من الأراضي السعودية لضرب "موقع حيوي في فلسطين المحتلة عبر
طائرة مسيرة"، مشيراً إلى أن الهجوم تعبير "عن الإرادة الحية لشعب
الجزيرة العربية لمحاربة إسرائيل".
وبالإجمال،
قال التقرير إن "المقاومة الإسلامية في بلاد الحرمين" أعلنت عن ست هجمات
حتى الآن بطائرات مسيرة، استهدفت مواقع في غور الأردن، وإيلات، ويافا، ومناطق أخرى
لم تحدد، مشيراً إلى أن التنظيم نشر مقاطع فيديو قصيرة لهذه الهجمات.
وتابع
التقرير أنه جرى تعتيم جزء كبير من المشاهد في مقاطع الفيديو هذه لمنع تحديد
الموقع الجغرافي، إلا أنه يبدو من التضاريس المرئية أنها تختلف عن المواقع التي
تظهر عادة في مقاطع الفيديو التي نشرتها "المقاومة الإسلامية في العراق"
لعمليات إطلاق الطائرات المسيرة والتي تتم على الأرجح من سوريا.
وأوضح
التقرير أن المناظر الطبيعية التي تظهر في مقاطع فيديو الفصيل السعودي المفترض،
عبارة عن صحراء من الكثبان الرملية التي يبدو أنها تهدف إلى أن تظهر وكأنها مثل
شمال المملكة السعودية، مما يشير إلى احتمال أن تكون هذه المجموعات أما عبرت
الحدود لشن هجمات من الأراضي السعودية، أو أنها تريد إعطاء هذا الانطباع.
واعتبر
التقرير الأمريكي أنه برغم اسمها الذي يضم بلاد الحرمين، إلا أن كل الأدلة تشير إلى
كونها "جماعة واجهة أنشأتها المقاومة العراقية"، مضيفاً أن اللغة
المستخدمة في بيانات الجماعة تعكس إلى حد كبير لغة "المقاومة الإسلامية في
العراق"، بينما يبدو أسلوب مقاطع الفيديو التي تعرض الهجمات أنها لجماعة
واجهة تابعة لهذه المقاومة.
وأضاف
التقرير أنه برغم أن هناك تكهنات بأن الميليشيات العراقية لديها عدد محدود من
المقاتلين والمتدربين السعوديين وغيرهم من دول الخليج، فإن أي مواطنين سعوديين
منخرطين في هذه الهجمات ربما يقودهم مسلحون عراقيون.
ولفت
إلى أن ذلك يذكر بالهجوم الذي وقع في 27 نيسان/ أبريل الماضي بطائرة مسيرة على إسرائيل،
والذي أعلنت مسؤوليتها عنه جماعة بحرينية باسم "سرايا الأشتر"، والذي
ربما كان أيضاً أمراً جرى تدبيره عراقياً.
وقال
التقرير إن ظهور "جناح" سعودي على ما يبدو لـ"المقاومة الإسلامية
في العراق"، يُذكّر بتصريحات لكتائب حزب الله في كانون الثاني/ يناير الماضي
توعدت فيها بدعم العمليات في المملكة السعودية.
وأوضح
التقرير أنه في 9 كانون الثاني/ يناير الماضي، أشار المتحدث العسكري باسم الكتائب
جعفر الحسيني، إلى أنه "لدينا أيضاً مقاومة في البحرين والحجاز (السعودية)
ورغم أن وجودهم ليس واضحاً الآن، إلا أنه سيكون أكثر وضوحاً في السنوات المقبلة
والمواجهات المقبلة".
وأشار
التقرير إلى الزيادة الأخيرة في استضافة الحوثيين للمعارضين السعوديين في صنعاء.
وتابع
التقرير أنه إلى جانب الترحيب بالإسماعيليين السعوديين من نجران، وهي محافظة
سعودية يعتبرها الحوثيون أرضاً يمنية محتلة، فإن الجماعة المدعومة من إيران، قامت أيضاً
بتدريب مواطنين من الأقلية الشيعية في المملكة، وخصوصاً من القطيف.
كما
ذكر التقرير أن الحوثيين أعلنوا في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن اجتماع
"مجلس عسكري" من المعارضين السعوديين في صنعاء، فيما يعكس رغبة الحوثيين
الطويلة في وضع أنفسهم كطليعة ثورية بين فصائل "محور المقاومة" الإيرانية،
بما في ذلك داخل شبه الجزيرة العربية.
وختم
التقرير بالقول إنه عندما تكون هذه الجهود مرتبطة بالعمليات المشتركة بين كتائب
حزب الله والحوثيين ضد إسرائيل، مثلما يظهره مقتل أحد كبار المتخصصين في الطائرات
المسيرة الحوثية في موقع للكتائب في جرف الصخر في 30 حزيران/ يونيو الماضي، فإن
هذه الجهود تشير إلى التطويق المتزايد من جانب "شركاء" إيران، للسعودية.
ترجمة
وكالة شفق نيوز