شفق نيوز/ استعاد موقع "ميديا لاين" الأمريكي، ذكرى غزو صدام حسين للكويت الذي مضى عليه 33 عاماً، معتبراً أن الذكرى تسلّط الضوء على هذه الحرب التي لم تغير الشرق الاوسط والعالم فقط، وإنما أرست أيضاً الأسس للصراعات التي جرت لاحقاً في المنطقة.
واستعرض الموقع الأمريكي المتخصص بأخبار الشرق الاوسط، في تقرير تحت عنوان "33 عاماً على غزو العراق للكويت: نقطة تحول في الخليج"، وترجمته وكالة شفق نيوز، أحداث الساعات الأولى من صباح يوم الثاني من آب/ اغسطس 1990، عندما توغلت القوات العراقية في شمال الكويت، بعديد قوات تجاوز 100 ألف جندي تساندهم 700 دبابة، بينما أعلنت الإذاعة الكويتية، على وقع الأناشيد الوطنية، عن بدء الغزو وحثت الكويتيين على الدفاع عن بلادهم.
النفط والميزان الدولي
لكن سرعان من تغلبت القوات الغازية على الكويتيين الذين تقهقهرت قواتهم باتجاه السعودية بعد ساعات قليلة، فيما فرّ أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وعائلته والمسؤولين ولجأوا إلى المملكة أيضاُ، بينما شكّلت القوات العراقية حكومة محلية وهدد صدام حسين بتحويل الكويت إلى مقبرة في حال تجرأت أي دولة أخرى على تحدي سيطرته عليها.
وبسبب الغزو، وفي ظل الإدانات الحادة من أنحاء العالم كافة، والتحرك لعزل العراق سياسياً واقتصادياً، ارتفعت أسعار النفط العالمية، إذ من خلال ضم الكويت، سيطر العراق على نحو 20% من احتياطات النفط العالمية.
وكان الحكم في بغداد قد اتهم السلطات الكويتية بإغراق السوق العالمي بالنفط، والمطالبة بتعويض عن الحقل الذي استغلته الكويت برغم وجود نزاع حوله بين البلدين.
غزو جرّ دماراً إقليمياً
ولفت التقرير إلى أن مجلس الامن الدولي فرض في 6 آب/ أغسطس حظراً عالمياً على التبادل التجاري مع العراق وطالبه بالانسحاب الفوري من الكويت.
واعتبر التقرير أن الغزو لم يغير الشرق الأوسط والعالم فقط، وإنما فتح الباب أيضاً لعقود من الدمار في المنطقة التي ما تزال تعاني من آثار القرار الذي يفقتر إلى الحكمة من جانب صدام حسين.
وأوضح أنه أزاء التهديد المفترض الذي شكّله صدام حسين للسعودية بعد غزوه للكويت وسيطرته المحتملة على معظم احتياطات النفط العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن إطلاق عملية "درع الصحراء" في 7 آب/ أغسطس 1990 للدفاع عن المملكة العربية السعودية، بإرسال قوات أمريكية بناء على طلب الملك فهد، بينما حشّد صدام 300 ألف جندي في العراق.
عاصفة الصحراء
وبعد إصدار مجلس الأمن الدولي في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، قراراً يجيز استخدام "جميع الوسائل الضرورية" لإجبار العراق على الخروج من الكويت إذا لم تنسحب قواته بحلول 15 كانون الثاني/ يناير 1991، أكد صدام على رفضه سحب قواته من الكويت التي أعلنها المحافظة العراقية الـ19.
وأشار التقرير إلى أن بوش عمد إلى تشكيل تحالف دولي ضم نحو مليون جندي، يشكل الأمريكيين عماده الأساسي، بهدف فرض تطبيق إنذار مجلس الأمن الدولي، مضيفاً أنه بعد انقضاء المهلة، وفشل المبادرات الدبلوماسية، انطلقت في 17 كانون الثاني/ يناير 1991 عملية "عاصفة الصحراء" بقصف مكثف لأهداف في العراق والكويت، لتنتهي العملية العسكرية في 27 شباط/ فبراير 1991، بعد 100 يوم من الهجوم البري الذي أجبر صدام على سحب القوات العراقية من الكويت.
لكن التقرير قال إن العراق وافق على قرارات الأمم المتحدة كافة، بعدما خسر آلاف الضحايا العسكريين والمدنيين وأضرار جسيمة لحقت ببنيته التحتية، بينما خلّفت قوات صدام دماراً كاملاً في أحياء الكويت، فقد قُتل أو عُذب مئات الكويتيين، وأضرمت النيران في نحو 700 بئر نفطي.
انقسام عربي
وختم التقرير بالقول إن هذا الغزو تسبب في انقسام الدول العربية، حيث شارك الجيشان المصري والسوري في التحالف الدولي، رغم إدانته من قبل دول عربية أخرى.
وأضاف التقرير أن حرب الخليج هذه مهدت الطريق أمام تواجد أمني وعسكري أمريكي أكبر في المنطقة، والذي وصل إلى ذروته بغزو العراق في العام 2003 والذي أدى إلى الإطاحة بصدام حسين.
ترجمة: وكالة شفق نيوز