شفق نيوز/ اعتبر موقع "المونيتور" الامريكي، أن تنظيم "داعش" يستغل الحرب الاوكرانية من اجل تصعيد هجماته من خلال خلاياه المتنقلة في البادية السورية ضد القوات السورية الحكومية والايرانية والفصائل المتحالفة معها والمدعومة من الجيش الروسي.
وقال تقرير للموقع الامريكي، ترجمته وكالة شفق نيوز، إن القوات السورية وحلفائها يبدون "شبه عاجزين" امام هجمات "داعش" الذي ما زال قادراً على التخطيط والتنفيذ حتى الآن، حيث يستهدف بشكل منتظم القواعد العسكرية والعربات في البادية السورية التي تمتد ما بين محافظتي حمص ودير الزور الواقعة على حدود العراق، وهي المنطقة التي كان مسلحو داعش انسحبوا اليها منذ أن فقدوا آخر معاقلهم (في الباغوز) في سوريا في العام 2019.
وأفاد مصدر عسكري سوري، في 6 اذار/مارس الحالي، بمقتل 13 واصابة 18 من الجنود السوريين في هجوم شنه "ارهابيون" على حافلة عسكرية في صحراء تدمر بريف محافظة حمص، فيما نصب مسلحو "داعش" كمينا استهدف قوات تابعة للايرانيين في البادية السورية وقتلوا ثلاثة منهم في 16 اذار/مارس ايضاً.
كما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في 10 من الشهر نفسه، أن ستة جنود من القوات الحكومية قتلوا واصيب 7 اخرون بانفجار لغم قرب جبل العمور في صحراء تدمر.
ونقل التقرير عن مصادر قولها إن "القوات الحكومية السورية استقدمت تعزيزات عسكرية تضم اليات عسكرية وقوات من الفرقة 14 للقوات الخاصة، الى تدمر من مناطق مختلفة من محافظة حمص".
واشار "المرصد السوري" إلى أن "قوات حكومية مدعومة من فصائل موالية للنظام وطائرات هيليكوبتر روسية انطلقت من مطار تدمر العسكري لتباشر عمليات تمشيط في تدمر والسخنة نحو منطقتي تي2 و تي3، في الصحراء السورية لمطاردة خلايا داعش التي تصاعدت عملياتها في المنطقة".
وكان "المرصد السوري" اشار في 10 اذار/مارس الى حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية بين القوات الحكومية ومسحلي "داعش" في البادية السورية منذ بداية العام 2022، حيث بلغت 136 قتيلاً منهم 69 من عناصر داعش، فيما قتل 67 من القوات الحكومية وحلفاؤها، وذلك في 21 عملية شنها تنظيم "داعش" تتضمن كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات.
ونقل التقرير عن الباحث "رائد الحامد" المقيم في اربيل قوله إن "معظم نشاطات داعش في سوريا ترتبط بعدة عوامل، تتضمن استغلال ثغرات امنية في مناطق سيطرته في الصحراء، والفرص المتاحة لإنزال خسائر اضافية في صفوف قوات النظام من خلال الكمائن، بالاضافة الى الاشتباك مع قوات النظام أو الفصائل المدعومة من ايران او القوات الروسية، مشيراً إلى أن "الامر مهم بالنسبة لداعش أن تعلن مسؤوليتها عن كل هجوم لإثبات حضورها".
ومع ذلك، اعتبر الحامد أن، ربط هجمات داعش بالتطورات الحاصلة في اوكرانيا "قد لا يبدو منطقياً"، موضحاً أن روسيا طرف اساسي في الحرب الاوكرانية، وهي بالاساس لم تقلص وجود قواتها البرية في سوريا، وأن طلعاتها الجوية فوق الصحراء السورية قليلة بالاساس، مقارنة بمهماتها الجوية في ادلب حيث تستهدف فصائل المعارضة المسلحة.
كما اعتبر الحامد أن "مقتل قيادات داعش مثل ابو بكر البغدادي وأبو إبراهيم القريشي لا يؤثر على عمليات التنظيم"، مشيراً إلى أن "الحملات العسكرية للدولة السورية بدعم جوي روسي او بمشاركة قوات برية روسية، ضد خلايا داعش، تحقق بعض النجاح، لكنها ليست بمستوى قد يؤثر على قوة داعش وقدراته".
ولفت إلى أن "مستقبل داعش في سوريا يعتمد على الاستراتيجيات التي سيتبعها الزعيم الجديد للتنظيم ابو الحسن الهاشمي"، مضيفاً في الوقت نفسه أن اهداف التنظيم تظل هي نفسها اي اقامة "دولة اسلامية".
كما نقل التقرير عن الاعلامي همام عيسى، المقيم في ادلب، قوله إن هجمات داعش تؤكد أن "التنظيم ما يزال لديه القدرة على التخطيط والتنفيذ من خلال خلايا متنقلة، وهي غالباً ما يتنقل عناصرها على دراجات نارية"، مضيفاً "يبدو أن قوات النظام والميليشيات الحليفة لها، صارت شبه عاجزة امام خلايا داعش المتنقلة في الصحراء السورية".