شفق نيوز/ تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عما اذا كان بمقدور إسرائيل أن تثق بالولايات المتحدة مجددا، بعد الحرب الأوكرانية وبعد تجربة أفغانستان، معددة التهديدات التي تحيط بها من كل صوب، وتمس وجودها مستقبلا، بما في ذلك البنية التحتية للصواريخ في العراق ولبنان وغزة واليمن.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "هناك تهديداً ملحاً، يجري التغاضي عنه، وهو ما يتمثل بوجود 100 ألف صاروخ منتشرة في لبنان، على الحدود الشمالية لإسرائيل، إضافة إلى صواريخ قاتلة وان كانت أقل تعقيدا والموجودة داخل قطاع غزة، على الحدود الجنوبية لاسرائيل".
محو إسرائيل
وأضاف التقرير أن "إيران تقوم بتعزيز البنية التحتية داخل سوريا والعراق واليمن والضفة الغربية، وهي كلها في مدى لإطلاق الصواريخ من الحدود الشرقية لإسرائيل".
وبحسب التقرير، فإن "الحدود الغربية المطلة على البحر المتوسط فقط مستثناة من خطر الصواريخ الإيرانية، إلا أن المواقع المعادية لاطلاق الصواريخ تطوق إسرائيل، وهو ما يشكل مصدر قلق وجودي."
وبينما يجري انتظار نتيجة مفاوضات فيينا فيما يتعلق بطلب ايران تخفيف العقوبات عنها، وفي حال لم يتم التعامل معها مثل قضية شطب الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب، فستكون هناك "عواقب محورية لن تهدد إسرائيل فقط، بل الولايات المتحدة أيضا في نهاية المطاف"، وفقاً للتقرير.
وفي حال تخفيف العقوبات عن إيران، فسيكون بحوزة طهران خلال فترة قصيرة، أموال قد تصل 90 مليار دولار لا تخضع للرقابة ولا القيود، ما سيجعلها قادرة ماليا على تنفيذ تهديدها المعلن بإزالة إسرائيل من خلال شن هجوم بري وبحري وجوي منسق"، بحسب تقرير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلة.
حليف إسرائيل
ولهذا، تساءلت الصحيفة الإسرائيلية، في ظل هذا الوضع "ما الذي يمكن توقعه من حليف إسرائيل (الولايات المتحدة) أن تقوم به، وهل سيكون أكثر مما فعلته إزاء أوكرانيا، أي مجرد القيام بتقديم الأموال والامدادات".
واعتبر التقرير، أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن، ربما يكون قد قام من غير أن يقصد، بسابقة في طريقة تعامله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي (سابقة) أمريكية قد تنتقل إلى كيفية التعامل مع إسرائيل، في حال قامت إيران بمهاجمة إسرائيل".
وتابعت الصحيفة الإسرائيلة، تساؤلاتها عما إذا كان هناك قيمة لتعهدات بايدن ووزير الخارجية أنطوني بلينكين، المعلن لطمأنة إسرائيل أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية، متسائلة أيضاً عما إذا كان بايدن وبلينكن قد نسيا كارثة أفغانستان".
معاناة اليهود
وذكّر التقرير، بالمآسي التي عاناها اليهود على مر العصور، وأشار إلى أن "من حق اسرائيل عدم التخلي عن حذرها (...) واقتبس من كتاب (إستر) الذي يتناول التاريخ اليهودي، حيث يخلد (عيد المساخر) اليهودي ذكرى إنقاذ اليهود من هامان الذي وصفه بأنه شخصية شريرة كان مسؤولاً في الامبراطورية الأخمينية الفارسية، والذي خطط لابادة اليهود داخل بلاد فارس".
وخلص التقرير الإسرائيلي، إلى التذكير أيضاً بأن نفس الشر الذي تسبب في "الهولوكوست" يبدو حاضرا اليوم كما كان في العصر الذي سبقه"، لكنه أكد أن "أقدار أمريكا وإسرائيل، تجمعمها حتى لو أن بايدن صم أذنيه وأغمض عينيه عن ذلك".