شفق
نيوز/ شككت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بمدى دقة الصواريخ الإيرانية بالتزامن
مع التهديد بالانتقام من إسرائيل بسبب اغتيال زعيم حركة "حماس" إسماعيل
هنية في طهران، معتبرة أن البرنامج الصاروخي الإيراني الذي تتباهى به الجمهورية الإسلامية،
أصبح موضع "شك".
وأشارت
الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته وكالة "شفق نيوز"، إلى أن تقريراً
أعده خبراء يظهر أن صاروخ "عماد" المتطور الذي يفترض أن تستخدمه إيران
في أي هجوم مستقبلي ضد إسرائيل، أقل دقة بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
ولفت
التقرير الإسرائيلي إلى أن هذه المعلومات تأتي بعد شهور على قيام التحالف الذي
تقوده الولايات المتحدة بإسقاط العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها
إيران في هجوم نيسان/ أبريل الماضي على إسرائيل، بينما يبدو أن صواريخ ومسيرات أخرى
أما فشلت عند إطلاقها، أو تحطمت أثناء توجهها نحو الأهداف.
وتابع
التقرير قائلاً إن دقة الصواريخ الإيرانية كانت ضعيفة، موضحاً أن محللين في مركز "جيمس
مارتن" لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية الأمريكي قاموا بدراسة الضربة الإيرانية
على قاعدة "نيفاتيم" الجوية في صحراء النقب.
وأوضح
التقرير أن هؤلاء الخبراء يعتقدون أن إيران استخدمت صاروخ "عماد"، وهو
نسخة مختلفة من صاروخ "شهاب-3" الذي صنعته إيران وبتصميم كوري شمالي.
وأضاف
التقرير أنه على افتراض أن إيران كانت تحاول استهداف حظائر طائرات من طراز "أف
35 آي"، فإن الخبراء قاموا بتحليل قياس المسافة ما بين هذه الحظائر ومناطق تأثير
انفجار الصواريخ.
وبين
التقرير أن متوسط المسافة هو نحو 1.2 كيلومتر لما يسمى "الخطأ الدائري
المحتمل"، مشيراً إلى أنه قياس يستخدمه الخبراء بهدف تحديد دقة السلاح بناء
على نصف قطر الدائرة التي تشمل 50% من مكان سقوط الصواريخ.
ولهذا،
قال التقرير إن النتيجة التي تبينت لهم هي "أسوأ بكثير من دائرة الخطأ التي
يبلغ طولها 500 متر والتي كان يقدرها الخبراء في بداية الأمر حول صواريخ (عماد)"،
مذكراً بأن إيران كانت من جهتها، تقول للمشترين المحتملين لهذه الصواريخ، إن دقة
الإصابة لهذا الصاروخ هي 50 متراً.
وأشار
التقرير إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن قامت بإسقاط العديد من
الصواريخ والمسيرات التي كانت متجهة نحو إسرائيل، حيث قال الأمريكيون إنهم أسقطوا
على الأقل 80 طائرة مسيرة تحمل قنابل وستة صواريخ باليستية.
وتابع
التقرير أن إسرائيل فعلت أنظمتها الدفاعية ضد الصواريخ، مدعية في البداية أنها
تمكنت من اعتراض 99% من هذه المقذوفات، لكن هذه النسبة تبدو مبالغ فيها.
ونقل
التقرير عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إنهم يقدرون أن 50%
من الصواريخ الإيرانية فشلت في الإطلاق أو تحطمت قبل الوصول إلى هدفها، مضيفاً أن
من شأن ذلك أن يضيف المزيد من الشكوك حول قدرات ترسانة الصواريخ الإيرانية.
وبعدما
ذكّر التقرير بأن إيران لا تتشارك بحدود مع إسرائيل وتبعد المسافة بينهما نحو 1000كلم
في أقصر نقطة، قال إن ذلك ما يجعل سلاح الصواريخ الإيرانية حيوياً في أي هجوم
عسكري مباشر، مضيفاً أنه كلما طالت المسافات، فإن الأخطاء في نظام توجيه الصاروخ
تتزايد، بالإضافة إلى عوامل تأثيرات الرياح والطقس.
وختم
التقرير بالقول إن أداء إيران الضعيف خلال هجوم نيسان/ أبريل الماضي وعمليات
التخريب المستمرة منذ سنوات والتي استهدفت برنامجها الصاروخي، تثير كلها تساؤلات
عما إذا كانت ستكون قادرة على ضرب أهداف بدقة من تلك المسافة البعيدة.
لكن
التقرير أشار إلى أن بإمكان إيران أيضاً أن تطلب المساعدة من التنظيمات المتحالفة
معها مثل حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن، من أجل محاولة التغلب
على الدفاعات الإسرائيلية، مذكراً بأن إسرائيل وحزب الله اشتبكا بكثافة في 25 آب/ اغسطس
الماضي.
وخلص
التقرير إلى القول إن إيران مستمرة بإطلاق التهديدات حول قدرتها على صناعة سلاح
نووي، محذراً من أن الضغط الناجم عن عدم قدرتها على ردع إسرائيل، قد يساهم في إلى
جعلها تتحول إلى "تسليح" برنامجها النووي، والذي تشدد منذ فترة طويلة
على أنه برنامج سلمي الطابع.
ترجمة
وكالة شفق نيوز