شفق نيوز/ انتقدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية المقارنات التي تجري بين حربي العراق وغزة، معتبرة أنها "مضللة وغير ملائمة" لأنها تظهر اسرائيل وكأنها مسرورة بحريتها في اطلاق النار.
التقرير الإسرائيلي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ اشار الى انه منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قام الصحفيون بإجراء مقارنات عديدة بين هذا الصراع، وبين الحرب الامريكية في العراق العام 2003، مضيفا انه ففي أغلب الأحيان كانت هذه المقارنات "غير ملائمة" حيث تظهر اسرائيل بانها سعيدة بأن يدها على الزناد.
وفي اغلب الاحيان، ووفقا لتحليل حديث أجرته "كاميرا" فان هذه المقارنة غير مواتية، وذلك بهدف جعل اسرائيل تبدو "مسرورة بالزناد".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن "كاميرا" وهي منظمة "لجنة الدقة في التقارير والتحليلات في الشرق الاوسط" التي تقدم نفسها على أنها
"اقدم واكبر منظمة دولية لمراقبة وسائل الإعلام والبحث والتعليم في العالم"، مع التركيز على إعداد التقارير في الشرق الأوسط، قولها إن مقارنة أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" بين الحربين، تظهر أن تصرفات اسرائيل في غزة "غير متناسبة" بالاشارة الى ان اسرائيل اسقطت على غزة خلال الشهرين الاوليين 29 ألف قذيفة وصاروخ، مقابل 3678 قذيفة وصاروخ أسقطتها الولايات المتحدة على العراق من العام 2004 إلى العام 2010.
كما لفت التقرير إلى بيانات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" ووكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية التي تظهر التقليل من أهمية الاحصائيات المتعلقة بحرب العراق، لإبراز خطورة الأعمال العسكرية الاسرائيلية في غزة، اذ ان الصحيفة الأمريكية قالت إن عددا من النساء والأطفال قتلوا في غزة خلال أقل من شهرين، اكبر بكثير من الـ 7700 مدني الذين قتلوا على يد القوات الامريكية وحلفائها خلال العام الأول للغزو بأكمله (2003)، وتحديدا خلال الشهر الأول من الغزو الذي وقعت فيه غالبية الضحايا أي بين 19 آذار/مارس إلى 9 نيسان/أبريل عندما سقط النظام.
ولفت التقرير الى انه انه من خلال التقليل من حدة الغزو الامريكي، فان الصحيفة الأمريكية "تصور اسرائيل بشكل مضلل على أنها تحدد ما يعادل خسائر عام كامل، في شهر واحد".
وذكر التقرير بأن الأمم المتحدة، فيما بين 6 و8 مايو/أيار الحالي، قامت من خلال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، بتخفيض إجمالي عدد النساء والأطفال الذين قتلوا خلال حرب غزة، بنسبة 47%، بينما قال "معهد واشنطن" الامريكي، ان الرجال البالغين يشكلون 40% من القتلى، وهو ما يتناقض مع الادعاءات السابقة بأن 70% من القتلى كانوا من النساء والأطفال.
واشار التقرير الى انه عندما طلب من المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق تفسير هذا التخفيض في 10 مايو/أيار الحالي، احال مسألة الاحصائيات هذه الى "ضباب الحرب".
ولهذا شكك التقرير في مصداقية الاحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، واستخدامها كنقطة مقارنة مع حروب سابقة، في حين ان هذه الاحصائيات في الواقع "غير موثوقة".
كما ذكر التقرير بأن بيانات منظمة "بودي كاونت" التي تحصي الضحايا العراقيين، تميز بين من يقتل على يد الجيش الأمريكي وبين من يقتل بأيدي أطراف اخرى، في حين أن أرقام حركة حماس، لا تميز ذلك في احصائياتها، مشيرا في هذا الاطار الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال مؤخرا خلال مقابلة اذاعية، ان عدد القتلى في غزة يبلغ حوالي 30 ألفاً، إلا أن نصف هذا العدد هم من مقاتلي حماس.
وذكر التقرير أنه من الناحية الاحصائية، فان الفارق الرئيسي بالاعداد لقتلى حربي العراق وغزة، هو انه في العراق، فان النظام انهار بسرعة، وكنتيجة لذلك، انخفض معدل الضحايا بشكل لافت بعد شهر واحد، في حين انه في غزة، فإن القتال مستمر منذ 8 شهور، في حين يتراجع معدل الإصابات ببطء وبشكل مستمر كل شهر.
واعتبر التقرير ايضا ان هناك فوارق تتعلق بالنوعية والايديولوجية، حيث ان الغزو الامريكي للعراق جرى على مسافة 10 آلاف كلم بين البلدين، وكان قائما على الاعتقاد بأن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل، بينما في إسرائيل، فإنها تعرضت للهجوم من منطقة تبعد نصف ميل عن اقرب مدينة لها، فيما وصف بأنه "أسوأ هجوم ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة".
وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير انه خلافا للعراق، فان حماس قامت ببناء شبكة أنفاق تمتد مئات الكيلومترات تحت غزة، مباشرة تحت مناطق المدنيين.
وذكر التقرير بما قاله الدكتور روب جيست بينفولد، وهو باحث في مجال الامن الدولي، في شباط/فبراير الماضي، عندما اشار الى ان
حرب غزة تضمنت "نفس الاخطاء تماما بالطريقة التي رأيناها تحدث في غزو العراق عام 2003، والتاريخ يعيد نفسه كثيرا في غزة".
إلا أن التقرير اعتبر أن هذه المقارنات التي تقوم بها وسائل الإعلام والخبراء "خادعة"، وغالبا ما تتضمن "محاولات مقصودة للتضليل". واضاف ان الحرب ومصاعبها يجب أن تخضع لنقاش وفق شروطها الخاصة، وما من حاجة الى المقارنات غير الصادقة واقتباسات غير دقيقة وتقارير مثيرة للجدل.
ترجمة: وكالة شفق نيوز