شفق نيوز/ استعرضت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، ما وصفتها "التهديدات الأوسع" التي تمثلها الهجمات الايرانية على اقليم كوردستان على صعيد المنطقة وكذلك الصعيد الجغرافي الأبعد، وهي دروس يجب ان تتلقاها إسرائيل والولايات المتحدة حيث تظهر ان ايران لا تخشى الإنتقام، كما انها محاولة لصرف الانتباه عن الاحتجاجات الإيرانية الداخلية.
وذكر التقرير، الذي نشر باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، إن إيران أدلت "باعتراف لا يصدق" عندما أعلنت مؤخرا أنها أطلقت 73 صاروخ أرض-أرض على جماعة كوردية في العراق، واستخدمت "عشرات الطائرات المسيرة"، في هجماتها المستمرة منذ أسبوعين، مشيرا إلى أنه من الواضح ان ذلك يشكل محاولة من أجل تشتيت الانتباه عن التظاهرات في الداخل، فيما تقوم بقمعها.
ولفت الى ان ما يجري يظهر أن النظام في طهران يعتقد أن بمقدوره "اختبار" صواريخه وطائراته بمهاجمة جماعات كوردية معارضة في العراق، وان بإمكان طهران ايضا التخطيط للهجمات بهدوء والتدريب على استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ والمدفعية في شن عمليات مشتركة.
وبعد الاشارة الى ان احتمال ان تكون ايران قد استخدمت صواريخ من طراز "الفاتح 360"، لفت الى ان المهم أيضا في المسألة أنها أصبحت أكثر كفاءة في استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ في وقت واحد.
وتابع ان ايران لا تشعر بالخجل من أن تتباهى بقدرتها، وهي نشرت مقاطع فيديو للصواريخ التي تقوم باطلاقها ومشاهد لاطلاق صواريخ "غراد 122 ملم" من الشاحنات، واعلنت انها اطلقت نحو 73 صاروخا باليستيا في ضرب أهداف عديدة في انحاء اقليم كوردستان.
ثم تساءل التقرير ما يعنيه ذلك بالنسبة لإسرائيل وتهديدات إيران في المنطقة، مضيفا أن إيران تقوم بتسليح الميليشيات في العراق بالأسلحة ذاتها التي استخدمتها لمهاجمة الكورد، وهي ايضا تسلح الميليشيات في سوريا وحزب الله بهذه الذخائر، وقامت بمساعدة حركة حماس والحوثيين في اليمن على تعزيز مدى صواريخها وطائراتها المسيرة.
ولهذا، اعتبر التقرير الاسرائيلي انه يتحتم ألا يتم النظر الى الهجمات الايرانية على الجماعات الكوردية في العراق على أنها آتية من فراغ، وإنما كجزء من التهديدات الأوسع لإيران في المنطقة، مشيرا الى ان موجة الهجمات والتهديدات الايرانية تزايدت خلال السنوات الخمس الماضية.
وفي هذا الاطار، ذكّر التقرير أن إيران حاولت في العام 2018، نقل نظام دفاع جوي إلى سوريا واستمرت بمحاولات نقل الصواريخ والطائرات المسيرة والذخيرة الموجهة بدقة الى سوريا، كما اطلقت في العام 2018، طائرة مسيرة نحو إسرائيل انطلاقا من سوريا، وهاجمت في العام 2019 السعودية مستخدمة طائرات مسيرة وصواريخ كروز.
وبالاضافة الى ذلك، فان ايران أرسلت في العام نفسه فريق طائرات مسيرة تابع لحزب الله لتهديد الجولان، وقامت ايضا بمهاجمة سفينة في خليج عمان باستخدام طائرة مسيرة في تموز/يوليو 2021، وسعت خلال العامين الماضيين، الى مهاجمة اسرائيل بطائرات مسيرة انطلقت من ايران نفسها ومن العراق.
وفي اشارة الى انه درس لاسرائيل، اعتبر التقرير ان ايران قامت بتدريب مشغلي الطائرات المسيرة من كافة أنحاء المنطقة، وان الاهم ان تكتيكاتها المستخدمة من أجل ترهيب شمال العراق ومهاجمة الجماعات الكوردية، والقوات الامريكية في العراق وسوريا، تمثل نموذجا عن الهجمات المستقبلية على اسرائيل.
واوضح التقرير ان قدرات ايران واستعدادها لتهديد إسرائيل، آخذة بالتزايد، مثلما يجري الآن من جانب حزب الله بتهديداته لمنصة غاز كاريش البحرية.
محور الطائرات المسيرة
واشار التقرير الى وجود "محور الطائرات المسيرة" بين إيران وروسيا، مضيفا أنه "مثير للقلق"، مذكرا بأن روسيا ارسلت وفدا الى إيران في وقت سابق من العام الحالي لتفحص ترسانة الطائرات الايرانية المسيرة حيث قامت ايران بتطوير انواع وتعزيز مدى ودقة طائراتها هذه في السنوات الماضية حيث تستخدم روسيا الآن مسيرات "شاهد 136" المتفجرة في هجمات على أوكرانيا.
واشار التقرير الى ان الطائرات الايرانية المسيرة تشكل تهديدا لا يؤثر على الشرق الاوسط وحده، وانما على بعد آلاف الكيلومترات حيث نقل الايرانيون اسلحتهم هذه بعيدا عن ايران.
وختم التقرير بالقول ان "ما يتحتم تعلمه من الهجمات على شمال العراق هو أن إيران تمارس وتتقن استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، وهي ستعمد قريبا الى شن هجمات أوسع في المنطقة مستخدمة هذه الأنظمة".