شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير اقتصادي لها، أن دول الشرق الأوسط، بما فيها العراق، تحاول استكشاف بدائل لهيمنة الدولار، ولكن برغم أنه يتم تسجيل عدد أقل من المعاملات بالدولار، الا ان العملة الامريكية لا تزال تتصدر الأسواق الدولية في المنطقة.
وفي التقرير الإسرائيلي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ اشار الى ان وزارة الداخلية العراقية اعلنت مؤخرا، منع استخدام الدولار في المعاملات الشخصية والتجارية، وهي خطوة هدفها تعزيز قوة الدينار العراقي.
ولفت إلى أن مثل هذه الخطوة العراقية، تتماشى مع الاتجاه المتنامي في مختلف دول الشرق الأوسط التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الدولار. وبرغم ذلك، اوضح التقرير انه سيكون من المضلل اعتبار أن الشرق الأوسط يشهد عملية "إزالة الدولرة"، لكن في المقابل، فإن دول المنطقة تبحث، ولأسباب مختلفة، عن بدائل لتخفيض اعتمادها على الدولار الأمريكي.
ونقل التقرير عن مدير الشرق الاوسط في شركة "او سي او" للاستشارات الاقتصادية جو هيبوورث قوله إن الحظر المعلن في العراق حول استخدام الدولار، ربما يكون هدفه منع تحول الدينار العراقي الى عملة ثانوية في التعاملات على غرار ما جرى في تركيا.
ومع ذلك، يحذر هيبوورث من أن هذا النهج يمكن أن يتسبب بخلق مشاكل على المدى الطويل حيث اوضح ان "المشكلة هي ان ذلك يمكن ان يشوش على الاقتصاد ويزيد من تقويض العملة المحلية وتهميشها، حيث تصبح أسعار صرف العملة في السوق الموازية، هي القاعدة، كما تؤدي فعليا الى ظهور اقتصادين ثنائيين".
وبالنسبة إلى إيران، وبعدما اشار التقرير الى انه بالامكان القول انها الدولة التي لديها أكبر عدد من التعاملات المالية بعملات أخرى غير الدولار في المنطقة، نقل عن هيبوورث قوله إن ذلك "يبدو على السطح كأنه خطوة جيوسياسية، إلا أنها في الواقع وليدة ضرورة".
واوضح انه بالنظر الى العقوبات الحادة المفروضة على إيران، فإنها ممنوعة بدرجة كبيرة من المتاجرة بالدولار، مما دفعها إلى البحث عن بدائل.
ونقل التقرير عن التقرير عن رئيس مكتب الشرق الاوسط وشمال افريقيا لمخاطر الدول "S&P غلوبال ماركت انتليجينس"جاك كينيدي قوله إنه من المتوقع أن يتزايد تدريجيا تعاملات إيران بالتسويات التجارية بالعملات المحلية في المنطقة بما في ذلك الدرهم الإماراتي"، مضيفا أن من شأن ذلك أن يتيح لإيران "الالتفاف على العقوبات وغرف المقاصة بالدولار الأمريكي، والتعافي من عمليات احتجاز أصولها في البنوك الإقليمية، من خلال التحويل من العملات الصعبة، بسبب هذه العقوبات".
الى ذلك، فان دول الخليج تظهر اهتماما بتداول نفطها بعملات غير الدولار. ونقل التقرير عن كينيدي قوله إن المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري وشركة "توتال انرجيز" الفرنسية استكملتا في آذار/مارس 2023، أول عملية من نوعها للغاز الطبيعي الإماراتي المسال، مقابل اليوان الصيني.
وبحسب كينيدي فإن دوافع الخليج ربما تنبع من الآثار الاقتصادية التي عانت منها الدول الخاضعة للعقوبات، موضحا انه "من المرجح أن يكون لمصدري النفط والغاز الخليجيين مصلحتهم في أن يقوموا بتنويع بعض مدفوعات العملة مع شركائهم التجاريين، خاصة بعدما رأوا كيف أثرت العقوبات المالية على روسيا وإيران".
ومن جهته، فإن الهند كما يقول كينيدي، فانها تظهر حرصها على "متابعة بعض التعاملات التجارية مع دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالروبية الهندية"، وهو ما يعكس رغبة سياسية بهذه الخطوة بالنظر إلى العقوبات الكبيرة التي قادها الغرب ضد روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
لكن كينيدي اعتبر أن مدى هذه الحركة محدود حاليا، موضحا أنه برغم وجود نية سياسية لتعزيز التجارة تدريجيا بالاعتماد على العملات غير الدولار في المنطقة، فإنه من المرجح أن يبقى الدولار الأمريكي "مهيمنا على التسويات العابرة للحدود ومن المرجح أن تستمر دول الخليج في تسعير الصادرات الهيدروكربونية بالدولار الأمريكي طالما أن عملاتها مربوط به".
وبالتالي، يعتقد كينيدي أن هذه التحركات لا تشير الى عملية "ازالة الدولرة" في الشرق الأوسط، ولكنها تعكس محاولات من دول المنطقة لاستكشاف بدائل للاعتماد على الدولار.
وبينما يؤيد هيبوورث هذه الفكرة، فإنه يقول ان العلاقة المتجذرة بين الدولار وأسعار النفط العالمية، تعني أن التخلص من الدولار في الشرق الأوسط، يعتبر احتمالا "بعيدا وغير مرجح"، طالما ان اقتصادات الشرق الأوسط تعتمد بشكل أساسي على إنتاج الطاقة والصادرات.
وبعدما لفت التقرير إلى مصر كمثال، نقل عن كينيدي قوله إن الدولة ربما تفكر في شراء سلع مهمة مثل القمح بعملات اخرى غير الدولار، مشيرا الى انه ربما انعكس ذلك في قرارها مؤخرا الانسحاب من اتفاقية تجارة الحبوب المتعلقة بصادرات الحبوب الروسية والاوكرانية.
ترجمة: وكالة شفق نيوز