شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، يوم الخميس، ان الحرب في العراق، تركت اثارا واسعة النطاق على المنطقة ولن تتلاشى في وقت قريب، وفيما أشار إلى أن التغيير المناخي والتوترات الطائفية والعنف والتحولات الاقليمية، كلها تزايدت فيما بعد العام 2003، اكد ان امل العراق ودولته، قد يكون من خلال الجيل الجديد، ممن عايشوا ما بعد تلك المرحلة.
ونقل التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، عن الباحث في معهد "كارنيجي" الأمريكي مهند الحاج علي، قوله خلال ندوة حول ذكرى حرب العراق، ان "الحرب أطلقت العنان للتوترات الطائفية والعنف، ولموجة جديدة من التشدد، وتسببت بتغييرات في السياسات الإقليمية بطريقة دراماتيكية".
الحرب على الإرهاب
كما نقل التقرير عن الباحثة في مركز "بلفر" للعلوم والشؤون الدولية في كلية هارفارد كينيدي، مارسين الشمري، قولها ان "الحرب شنت بهدف القضاء على الارهاب، الا انها خلقت بدلا من ذلك حاضنة للارهاب في العراق"، موضحة ان "العراقيين قبل العام 2003 كانوا سيسخرون من فكرة ان البلد مرتبط بالارهاب، لكن الامر لم يعد كذلك الآن".
واوضحت الشمري ان "هذه الحجة جرى الترويج لها عبر دوائر السياسة الخارجية الامريكية والمتاهة اللانهائية في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية"، مضيفة ان ذلك "اطلق في نهاية الامر، موجات من الإرهاب على العراق ومواطنيه والدول المجاورة".
ولفتت الشمري الى أن "حواضن الارهاب هذه كانت لها تداعيات بعيدة المدى مثل موجات الهجرة وخسارة الأرواح والطائفية في المنطقة".
العراق الجريح
كما نقل التقرير عن أستاذة علم الاجتماع في جامعة سام هيوستن الامريكية، زينب شكر، قولها ان "العراق ما يزال مجروحا الى اليوم"، موضحة انه "اذا كنت تتجول في بغداد، فلن يكون هناك احساس بالحنين الى الماضي حيث أن المدينة نفسها تنزف من عقود من الظلم".
ولفتت شكر الى انه "من المهم ملاحظة ان معظم هذه القضايا لم تبدأ فقط في العام 2003، وإنما قبل ذلك بكثير"، مبينة "نحن نتحدث عن الناس الذين شهدوا الكثير من الألم والصدمات والكثير من عدم الثقة".
وتحدثت شكر عن والدها الذي عاش في العراق خلال سبعينيات القرن الماضي، وشهد على العنف السياسي ضد المعارضة، مشيرة الى أن "جيل والدي عاش خلال الحرب العراقية الايرانية وعانى من تلك الصدمة، وهي صدمة عانى منها مئات الآلاف من الناس".
وأشارت في هذا السياق الى أحداث العام 1991 وما فعلته بالعراق والعقوبات الاقتصادية، "ما أثر على مئات الآلاف من الناس الذين بقوا على قيد الحياة لكنهم لم يعيشوا حياتهم ولم يحققوا تقدما فيها".
ولفتت الدكتورة العراقية الى الازمات المتتالية التي "قوضت قدرة الناس على التفكير والانخراط في بناء الدولة"، مضيفة ان "هذه الازمات خلقت دولة ضعيفة ليس بمقدورها التعامل مع الأزمات الكبرى كقضية تغير المناخ على سبيل المثال".
ونقل التقرير عن شكر قولها إنه "في كل مرة يكون هناك شح في المياه حيث العراق من اكثر المناطق على وجه الارض التي تعاني من انعدام الأمن المائي، ويحاول القادة العراقيون التفاوض مع تركيا او ايران. وفي غالب الأحيان، لا تقود هذه المفاوضات الى اي نتيجة".
حرب المياه
واشار التقرير الى مصدرين رئيسيين للمياه في العراق هما نهري دجلة والفرات، وأنه بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن كمية المياه التي يتم الحصول عليها من كلا النهرين أخذت بالتراجع بسبب السدود المشيدة عند المنبع وظاهرة الجفاف التي تستمر لفترات طويلة.
وتابع التقرير ان التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وتحويل مياه الأنهار، تتسبب في معاناة السكان من أجل الحصول على المياه الكافية لمنازلهم.
الجيل الجديد
وبرغم ذلك، نقل التقرير عن شكر قولها "انا متفائلة، ولا اظن انها (الازمات) غير قابلة للحل"، مضيفة "اعتقد ان الدولة ذاتها قد لا تكون مهيأة للتعامل مع الأزمات التي تواجهها الان، الا انني اعتقد اننا نرى أجيالا من الناس الذين لم يعيشوا في ظل نظام صدام. وهم أشخاص رأوا الدولة العراقية بعد 2003 والذين يقومون ببطء بتطوير احساس مختلف حول الهوية والعلاقة المختلفة مع الدولة والأحزاب السياسية".
واعتبرت شكر انهم "أشخاص مختلفون وهم يمثلون جيلا جديدا، ومن الممكن ان يكونوا الحل لعقود عدة من الظلم والجروح التي تعرضت لها الدولة وشعبها".