شفق نيوز/ اعتبر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني ان اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة ان قواته لن تسرع عمليتها العسكرية المقررة في الشمال السوري، جاء بعد لقائه الرئيس الامريكي جو بايدن، وتحذيرات روسية عادية.
وذكر الموقع البريطاني في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان "أنقرة كانت تستفيد من ورقتي التشدد في توسيع عضوية حلف شمال الاطلسي والتلويح بتوسيع عمليتها العسكرية في الشمال السوري، من اجل تحقيق تقدم في المفاوضات مع ادارة بايدن حول العديد من الملفات".
واوضح التقرير ان "اردوغان خفف من زخم قراره القيام بعملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، وذلك بعد لقائه بالرئيس الامريكي جو بايدن على هامش قمة الناتو، وهي عملية كان يفترض ان تستهدف جماعات كوردية مسلحة في شمال سوريا، وتحديدا في مدينتي تل رفعت ومنبج".
وذكّر التقرير بتصريحات اردوغان لصحفيين كانوا يرافقونه الى مدريد حيث التقى بايدن على هامش قمة الناتو، حيث قال "لا داعي للاسراع. لسنا بحاجة للقيام بذلك، مضيفا، "نحن نعمل بالفعل في المنطقة. وكما تعملون هناك عمليات جارية في شمال العراق وفي شمال سوريا ايضا"، مضيفا ان تركيا ستبدا عمليتها الجديدة في سوريا "عندما يحين الوقت".
واعتبر التقرير البريطاني ان "المكالمة الهاتفية التي طال انتظارها والاجتماع مع بايدن، قد خففت من رغبة اردوغان في تنفيذ عملية عسكرية متسرعة في سوريا".
ولفت التقرير الى ان "العديد من المطلعين في انقرة يقولون إن: اردوغان كان يحقق استفادة من قضايا سوريا وتوسعة حلف الناتو من اجل ان يحرز تقدما في المفاوضات مع واشنطن حول مجموعة من المسائل مثل نشر تركيا لنظام "اس-400" الروسي للدفاع الصاروخي، والمشاركة في برنامج الطائرات "اف-35 اس" الامريكية المتطورة، بالاضافة الى مسائل اقليمية اخرى".
وكان اردوغان اعلن في مايو/ايار الماضي عن خطة لشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا من اجل "تخليص منطقتي منبج وتل رفعت من الارهابيين"، في حين ان الجيش التركي تحدث عن ان العملية المفترضة تقتضي اقامة "منطقة امنية بطول 30 كم على طول حدودنا الجنوبية".
وتحدثت مصادر تركية للموقع البريطاني ان "توقيت الاعلان عن العملية الجديدة وقتها كان كتأكيد على هجوم انقرة المستمر على مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في شمال العراق ، حيث تسعى لانهاء تسلل مسلحي الحزب باغلاق اخر ممر بري متبقي بين تركيا والعراق حيث كان المسلحون ينقلون اسلحة وذخيرة من سوريا الى العراق.
وختم التقربر بالاشارة الى ان "روسيا التي تفرض سيطرتها على المجال الجوي في شمال سوريا، حذرت انقرة في الاسابيع الاخيرة من ان اي عملية عسكرية جديدة في سوريا، ستتسبب بعدم الاستقرار في البلاد وحثت تركيا على تجنب العنف".
ونقل التقرير عن مصادر تركية مطلعة قولها ان كبار المسؤولين الروس بما في ذلك وزير الخارجية سيرغي لافروف، لم يظهروا مواقف متشددة خلال اجتماعاتهم مع المسؤولين الاتراك في الشهر الماضي.
واوضح مصدر تركي ان لافروف "تجنب تحذيرنا مباشرة حول اي عملية جديدة، ولم ينقل سوى التحذيرات المعتادة".