شفق نيوز/ ذكر تقرير بريطاني، انه في ظل التوتر القائم حول سنجار، فإن مسؤولين في قوى تدعمها ايران يقولون انهم سعداء بأن يروا السلطات الكوردية تتعرض للضغط مثلما جرى في الهجوم الصاروخي على اربيل الاسبوع الماضي، لكنهم ليسوا على علم بمن نفذ الهجوم.
وتحت عنوان "هجوم أربيل كتحذير للكورد، وليس للولايات المتحدة.. كما يقول قياديون شيعة"، ذكر تقرير لـ"ميدل ايست آي" البريطاني ترجمته وكالة شفق نيوز، أن الهجوم الصاروخي على اربيل هدفه توجيه رسائل تحذير للسلطات الكوردية، وليس للولايات المتحدة، بحسب ما نقل عن قياديين في تنظيمات شيعية.
وكانت مجموعة "سرايا اولياء الدم" التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، اشارت في احد بياناتها على "تليغرام" ان الهجوم استهدف "الاحتلال الاميركي" الذي لن تكون قواته بأمان "حتى لو نقلوا قواعدهم" الى اقليم كوردستان. كما هددت القادة السياسيين الكورد الذين "رحبوا" بالاحتلال التركي للأراضي العراقية حيث تشن عمليات ضد تواجد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني.
وجاء الهجوم الصاروخي في ظل التوتر المتصاعد بين القوى الكوردية والشيعية والقوات الاتحادية من أجل السيطرة على سنجار التي تتمتع بموقع حيوي بالنسبة الى التنظيمات المدعومة من إيران التي جرى تهميشها.
وبطبيعة الحال، فإن سلطات الاقليم توجه أصابع الاتهام نحو التنظيمات الشيعية بالضلوع في الهجوم.
وبحسب "ميدل ايست آي" فإن مسؤولين وقادة تنظيمات شيعية يقولون بشكل غير علني في مداولات من خلف الستار ان عصائب أهل الحق هي التي تقف وراء الهجوم رغم وجود هدنة غير رسمية بين الميليشيات المدعومة من إيران وبين واشنطن.
وقال مسؤول كوردي رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه، ان "عصائب اهل الحق تعتقد ان هناك تعاوناً امنياً بين بغداد واربيل وانقرة، ولهذا يجب ضربهم (في اربيل)". واضاف "الرسالة تتمثل في ان الفصائل الشيعية بامكانها تقويض امن اقليم كوردستان".
وبرغم تأييدهم لهذه "الرسالة"، الا ان كل القياديين الذين تحدث اليهم الموقع البريطاني نفوا اي علاقة لتنظيماتهم بالهجوم، واكدوا ان الهدنة المعلنة مع الاميركيين، ما زالت قائمة.
وقال قيادي بارز في احدى هذه التنظيمات "لم تنفذ اياً من جماعتنا هذا الهجوم. هناك أدوات مرتبطة بحزب العمال الكوردستاني نفذته، لكنها حققت الهدف المأمول منها".
وتابع القيادي "الاوامر الايرانية لم تتغير في ما يتعلق بالهجوم على القوات الاميركية، وما زال الايرانيون مهتمين بالمحافظة على التهدئة مع الاميركيين الى ان يروا كيف ستتصرف الادارة الاميركية الجديدة".
وقال "اننا ملتزمون بالهدنة بين الطرفين، لكن ذلك لا يمنعنا من التصرف عندما يتعلق الامر بعودة التوسع الكوردي-التركي على الاراضي العراقية".
وقبل اربعة ايام من هجوم اربيل، قام قائد الحشد عبدالعزيز المحمداوي (ابو فدك) بزيارة مقاتلي الحشد المتمركزين في غرب نينوى وشمال كركوك ومناطق اخرى في الشمال. وبالنسبة الى البعض، فإن ذلك اعطى الانطباع بأن الهجمات الصاروخية نفذت بناء على اوامر منه. لكن مسؤولا بارزا في الحشد، مقرب من ابوفدك، قال للموقع البريطاني انه على العكس من ذلك، فإن الهجوم يشكل احراجا كبيرا له.
واوضح القيادي انه "مهما كانت هوية المجموعة التي نفذت هذا الهجوم، فانها بالتأكيد ليست مجموعة صديقة لنا".
واضاف ان "الهجوم احرج أبو فدك كثيرا، امام القادة الكورد الذين يتمتع بعلاقات جيدة معهم. لا نعرف تماما من نفذ الهجوم، وحتى ان الايرانيين انفسهم قالوا لنا انهم ليسوا على علم بهذا الهجوم، ولم يخططوا له".
واوضح ان "ابو فدك يقول انه لو كان على علم بأن هذا الهجوم سيقع، ما كان ليقوم بزيارة الى المنطقة في هذا التوقيت بالتحديد. من الغباء بالنسبة الى قيادي بوزن أبو فدك، ان يزور منطقة ثم يأمر بشن هجوم. ليس هذا اسلوبه".
وقال مسؤول كوردي بارز ان المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ تقع تحت سيطرة فصائل الحشد الشعبي، خاصة عصائب اهل الحق.
لكن المتحدث العسكري العراقي يحيى رسول اكد على رواية "سرايا أولياء الدم" عندما قال للصحافيين ان موقع اطلاق الصواريخ كان على بعد 5 كيلومترات من اربيل وان على سلطات الاقليم التعامل مع هذا الخرق الامني.
وقال مسؤول عراقي "فوجئنا في اليوم التالي (بعد الهجوم) بأن القادة الكورد بدأوا يتحدثون عن سنجار والمناطق المتنازع عليه، والمطالبة بعودة الادارة المشتركة لهذه المناطق". وأضاف "الهجوم نفذ من داخل اربيل، فما هي العلاقة بين المناطق المتنازع عليهان سنجار، وهذه القضية؟".
وقال التقرير إن وقدم الموقع وصفا لسنجار قائلا إنها بلدة تقع بالقرب من تركيا وسوريا، وهي اشتهرت بأنها كانت ساحة المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش في العام 2014 ضد الايزيديين وغيرهم. وهذه المنطقة توصف بانها اكثر المواقع استراتيجية في العراق.
وهي ايضا المنطقة الاعلى في العراق، والاقرب الى بيروت ودمشق واسرائيل، ومن يسيطر عليها يتحكم بالطريق البري بين طهران ودمشق من جهة، وخطوط الإمداد اللوجستي بين جنوب شرق تركيا وبين شمال سوريا، من جهة اخرى. وكان الرئيس الاسبق صدام حسين، استخدم هذه المنطقة لإطلاق صواريخه على تل أبيب في العام 1991، ومن الممكن اطلاق صواريخ اخرى منها مرة اخرى.
ونقل الموقع عن مسؤولين عراقيين وقادة في الميليشيات المسلحة قولهم ان كل القوى الاقليمية والدولية المتصارعة في العراق، بما في ذلك ايران، تركيا، الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا، تحاول فرض سيطرتها على المنطقة. والى جانب هذه القوى الدولية، هناك جواسيس ايضا وعملاء لحزب العمال الكردستاني وهناك حضور ايضا لقوات البيشمركة والفصائل الشيعية ووحدات حماية سنجار، المليشيات الايزيدية.
وقال مسؤول عراقي ان اتفاق سنجار لم يكن مريحا بالنسبة الى الحشد الشعبي، ولا الايرانيين ولا الكورد ولا الأتراك.
واشار التقرير الى ان انه مع بدء العمليات العسكرية التركية ضد مواقع حزب العمال الكوردستاني، سارع الحشد الشعبي الى نشر عدد كبير من مقاتليه في سنجار ليعزز قوته العسكرية هناك، حيث يعتقد ان 15 الف مقاتل حشدي ينتشرون حاليا في المنطقة، بداعي منع تركيا من غزو سنجار، وان وجود ابو فدك قبل ايام من هجوم اريبل، كان هدفه توجيه رسالة بأن مقاتلي الحشد مستعدون لمواجهة القوات التركية، اذا تطلب الامر ذلك.
واعتبر مسؤول كبير في احدى القوى المدعومة من ايران ان اتفاق سنجار، يمنح سنجار لسلطات اقليم كوردستان، وحكومة بغداد "ليست مستقرة في مواقفها مع الكورد، ولهذا كان يتحتم علينا ان نأخذ المبادرة ونرسل قوات إلى هناك".
وقال "سنجار بمثابة موقع استراتيجي لا يمكن السماح بخسارته. لن نسمح للكورد او للاتراك بالسيطرة على المنطقة".
وتحدث الموقع عن العلاقة الجيدة التي تربط بين الرئيس العراقي برهم صالح وبين ابوفدك، مشيرا الى ان اللقاء بينهما قبل ايام، كان هدفه تحديد منفذي الهجوم على اربيل، وان ابو فدك ابلغ برهم صالح بوضوح ان الحشد الشعبي لا علاقة له بالهجوم، وانه لا علم له نهائيا ب"سرايا اولياء الدم".
وقال مسؤولون كورد انه من المبكر التأكد من هوية الضالعين بالهجوم، لكنهم لا يستبعدون احتمال ان تكون هناك شخصيات كوردية "فاسدة" متورطة مقابل المال، لصالح هذا الحزب او جماعة مسلحة معينة.