شفق نيوز/ سلط موقع "المونيتور" الأمريكي، يوم الأربعاء، الضوء على التوتر القائم في شمال غربي العراق مع استمرار هجمات إرهابيي تنظيم داعش واغتيالاتهم، وعمليات تسللهم عبر الحدود من سوريا واستهدافهم للعشائر العربية.
وأوضح الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه بعد مرور خمس سنوات على إعلان قوات الأمن العراقية الانتصار في معركة الموصل ضد تنظيم داعش في تموز/ يوليو 2017، فإن محافظة نينوى تراقب بحذر فيما تنفذ فلول داعش هجمات متفرقة وتنشط داخل مناطق صحراوية بالقرب من الحدود السورية.
استهداف الرعاة
وذكّر التقرير بقتل راعٍ للماشية بعدما خطفه مسلحون، في أواخر شهر حزيران/ يونيو الماضي، وهو ينتمي إلى عشيرة الجغايفة، في منطقة صحراوية في نينوى، وقال أحد أفراد عشيرته، إن له أقارب في صفوف قوات الأمن.
وأشار التقرير إلى أن عشيرة الجغايفة صمدت أمام حصار من جانب تنظيم داعش طوال أكثر من عام في مدينة حديثة في محافظة الانبار، ولهذا، فإن داعش انتقاماً منهم قتل عدداً من أبناء العشيرة منذ ذلك الحين وعرض إعدامهم على أشرطة مصورة.
وأوضح التقرير أن هناك مناطق صحراوية شاسعة وروابط عشائرية تجمع ما بين محافظتيّ الانبار ونينوى المتجاورتين، بالاضافة الى حدود طويلة من السهل اختراقها مع سوريا الى جانب وجود طرقات يستخدمها داعش، مثل وادي الثرثار، الذي يبدأ من جبال سنجار غربي الموصل ويتدفق جنوباً نحو بحيرة الثرثار بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين، وهو مسار معروف منذ فترة طويلة باسم "خطوط الجرذان" الداعشي.
مخيم الهول
وفي سياقٍ موازٍ، ذكّر التقرير باعتقال الاستخبارات العسكرية لرجل يدعى "ابو فلاح"، الذي وصف بأنه مسؤول العمليات العسكرية لداعش في جنوب الموصل في 30 حزيران/ يونيو الماضي، وذلك بينما كان يحاول الدخول الى مخيم لايواء مواطنين عراقيين أعيدوا من سوريا مؤخرا بعد سنوات من الاحتجاز في مخيم الهول الذي تشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد في شمال شرق سوريا.
وبعدما اشار الى ان غالبية المقيمين في مخيم الهول لديهم روابط عائلية او غيرها بداعش، اوضح التقرير ان "ابو فلاح" كان يخطط لدخول مخيم الجدعة في نينوى والذي استضاف العراقيين الذين جرى استعادتهم من الهول في بداية الامر، ثم اعيد توطين العديد منهم لاحقا في محافظاتهم الاصلية في العراق.
وتناول التقرير التحديات التي تواجه خطة استقدام اللاجئين الى هذا المخيم، حيث يدور جدلاً حاداً منذ سنوات، اذ عارض العديد من المسؤولين المحليين في نينوى الخطة، ومن بين هؤلاء القائد السابق لعمليات نينوى اللواء نجم الجبوري، محافظ نينوى منذ العام 2020 الذي واصل معارضته للخطة وصولا الى منتصف العام 2021، اي قبل فترة قصيرة من بدء عمليات التوطين المؤجلة.
وبحسب التقرير، فإن الآلاف من العراقيين جرت اعادتهم خلال العام الحالي، وغالبيتهم من النساء والاطفال، وهي عملية ستتواصل في الشهور المقبلة.
الخطة إعادة التوطين مستمرة
وبحسب سلطات المحافظة في نينوى، فإنه "من 1 تموز/ يوليو حتى 5 تموز/ يوليو، وبناء على اتفاق بين الحكومة العراقية وقوات سوريا الديمقراطية، فانه من المقرر نقل 150 عائلة، تضم نحو 600 شخص، الى مخيم الجدعة 1 بالقرب من الموصل، من مخيم الهول".
ونقل "المونيتور" عن تقرير المفتش العام الرئيسي في الكونغرس الامريكي، والذي يغطي الربع الاول من العام 2022، فإنه اذا استمرت "الوتيرة الحالية، فإن الامر سيستغرق نحو 15 عاماً، لاعادة جميع العراقيين من مخيم الهول الى وطنهم".
وأشار التقرير الى "الهروب الكبير" لمعتقلين دواعش من سجن الحسكة في كانون الثاني/ يناير الماضي، ادى الى تفاقم كبير في التهديدات الامنية في المنطقة، في حين ان مخيم الهول يعتبر بمثابة "قنبلة موقوتة"، حيث يخضع الاطفال لتأثير أنصار داعش في ظل ظروف معيشية سيئة وعنف متواصل.
ووفق هذا الاطار، قتل ثمانية اشخاص على الأقل في مخيم الهول في حزيران/ يونيو، ووقع "عدد كبير بشكل غير عادي بجرائم القتل" خلال الاسبوع الاخير من الشهر نفسه، بحسب مركز معلومات روجآفا، المقرب من الادارة الذاتية التي يقودها الكورد. كما قتلت 3 نساء في الاجزاء العراقية والسورية من المخيم، اثنان منهن بقطع الرأس، وقتل رجل بالرصاص في 28 من الشهر نفسه، وجرحت امرأة اخرى باطلاق النار على رأسها، لكنها نجت.
وفي سياق مواز، قتل ثلاثة من عناصر من ميليشيات "الصناديد"، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وهم بمعظمهم من عشيرة شمر، الاكبر في تلك المنطقة، فيما جرح اربعة اخرون عندما فتح مسلحون على دراجة نارية النار عليهم، وهو هجوم اعلنت وكالة "اعماق" التابعة لداعش، مسؤولية التنظيم عنه، فيما ذكرت وكالة "نورث برس" المقربة من الكورد ان هذا الهجوم هو "مؤشر على عودة نشاط داعش في منطقة لا تشهد عادة اعمالا مماثلة، لأن نشاط تنظيم داعش يتركزفي ريف دير الزور والرقة".
وتابع التقرير بان المهمة القتالية للتحالف الدولي ضد داعش والذي تقوده الولايات المتحدة، انتهت في العراق في العام الماضي، الا ان المهمة القتالية ما زالت مستمرة عبر الحدود في شرق سوريا، فيما يقول مسؤولو التحالف الدولي ان قدرات داعش تراجعت لدرجة ان التنظيم لم يعد قادرا على السيطرة على اراض في العراق.
وبرغم ذلك، لفت التقرير الى ان الخلايا النائمة لداعش ما زالت تعمل في العراق، وان زعيم التنظيم دائما ما يكون من العراق.
وختم بالقول انه منذ بداية العام الحالي، يقول المحللون ان اكثر من نصف الهجمات التي تبناها داعش، قد نفذت في قارة افريقيا، الا ان العراق ما يزال هو المنطقة التي يظل فيها هذا التنظيم الارهابي الاكثر نشاطا.