شفق نيوز/ اعتبر موقع "المونيتور" الامريكي، يوم الثلاثاء، ان الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من اكتوبر/تشرين الاول الماضي في العراق، ربما تكون قد عززت من قبضة سلطات اقليم كوردستان على منطقة سنجار، وأضعفت سيطرة حزب العمال الكوردستاني على هذه المنطقة الحيوية.
ولفت التقرير الامريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني فاز بكل المقاعد الثلاثة المخصصة لسنجار، ما شكل تحديا لمحاولة الجماعات المرتبطة بحزب العمال في سنجار إفشال جهود الحزب الديمقراطي الذي وصفه التقرير بانه "القوة السياسية الرئيسية الحاكمة في الاقليم".
وتابع التقرير، ان الجماعات المرتبطة بحزب العمال تحاول الان الدفع باتجاه الغاء نتائج الانتخابات في سنجار، الا ان المحللين يعتقدون ان حزب العمال، المدرج على لائحة الارهاب التركية، لا يمتلك ما يكفي من الدعم لتحقيق مراده في هذه البلدة الجبلية لقلب الطاولة لصالحه.
واوضح التقرير ان سنجار، وهي نقطة توتر بين حزب العمال والحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ العام 2014، واحدى المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبين الحكومة الاتحادية في بغداد، كانت تحت سلطة اربيل حتى العام 2014، عندما انسحبت قوات البيشمركة من المنطقة خلال المعارك مع تنظيم داعش الذي اكتسح مناطق واسعة من العراق. وتشكلت في تلك الفترة ما يسمى "وحدات مقاومة سنجار".
ومنذ ذلك الوقت بعد هزيمة داعش، ومع تمركز عناصر حزب العمال الكوردستاني في جبال سنجار، تحول وجود الحزب الى بؤرة توتر مع حكومة اقليم كوردستان، ورفض حزب العمال دعوات اربيل له للانسحاب من المنطقة التي تعتبر استراتيجية بسبب تجاورها مع الاراضي السورية، ولانها بمثابة معبر مهم بين قواعد حزب العمال في شمال العراق، والجماعات المرتبطة به في الشرق السوري.
وكانت بغداد واربيل قد توصلتا الى اتفاق لاعادة اعمار سنجار يتطلب خروج المسلحين كافة من البلدة، بما في ذلك حزب العمال الكوردستاني نفسه، لكن الاتفاق لم يطبق حتى الان.
واعتبر تقرير "المونيتور" ان الانتخابات العراقية اعادت اشعال التوترات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب العمال، مشيرا الى انه برغم ان اكثر من عشرة مرشحين من احزاب مختلفة خاضوا الانتخابات في سنجار، الا أن التنافس الرئيسي جرى بين مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وحزب الحرية والديمقراطية الايزيدي المدعوم من حزب العمال.
وتابع التقرير ان مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني اتهموا جماعات مرتبطة بحزب العمال بمنعهم من خوض حملاتهم الانتخابية في المنطقة. اما إدارة سنجار المحلية، التي قال التقرير انها ترتبط بعلاقات وثيقة مع حزب العمال، فقد اتهمت الحزب الديمقراطي الكوردستاني بـ"الاستفزاز".
واشار التقرير الى ان التوترات المتصاعدة اجبرت مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني على الانسحاب من المنطقة في 2 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، في حين ان المرشحين الاخرين، مهما كانت انتماءاتهم، تمكنوا من القيام بحملاتهم الانتخابية بحرية في الفترة التي سبقت اجراء الانتخابات.
ولفت التقرير الى ان "نتائج الانتخابات كانت بمثابة صدمة بالنسبة لكثيرين، حيث ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني فاز بالمقاعد الثلاثة، فميا واجه المرشحون المدعومون من حزب العمال هزائم كبيرة في انتخابات كان لنتائجها تأثير متحول على التوقعات بشأن توازن القوى في المنطقة".
ونقل التقرير عن، وهاب غوسكون، استاذ القانون في جامعة ديكل في ديار بكر التركية، قوله ان الانتصار الانتخابي للحزب الديمقراطي الكوردستاني قوض الادعاءات بهيمنة حزب العمال على المنطقة، وهي مؤشر على ان هذه الجماعة المسلحة تتمتع بنفوذ صغير في سنجار.
وبعد اشارته الى ان انتصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني جاء برغم البروباغاندا السلبية المكثفة ضده، قال غوسكون انه "برغم ذلك، فان شعب سنجار الذي توجه الى صناديق الاقتراع، اختار اولوياته السياسية لصالح الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ولهذا، فان حزب العمال الكوردستاني، لا يتمتع بأفضلية سياسية هناك".
وبحسب غوسكون، فان "البروباغاندا السلبية" التي مارستها الجماعات المقربة من حزب العمال ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ادت الى ردة فعل عكسية، وجاءت النتيجة كتأكيد على هوية سنجار، وان النتائج تظهر ان الناس في المنطقة ما زالوا يثقون بشرعية الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
في المقابل، لفت التقرير الى ان مؤيدي الجماعات المرتبطة بحزب العمال اعتبروا ان شرعية الانتخابات العراقية شابتها نسبة مشاركة منخفضة بمستوى قياسي. لكن غوسكون، اذ اقر بان نسبة الاقبال المنخفضة تمثل "اشكالية" للديمقراطية العراقية، الا انه اكد ان ذلك لا يغير الميول السياسية لهؤلاء الذين توجهوا الى صناديق الاقتراع.
واشار الى ان حجة حزب العمال تستهدف تشتيت الانتباه عن الهزيمة. كما اعتبر غوسكون ان نتائج الانتخابات ساهمت في تقوية موقف اربيل في مواجهة بغداد في النزاع المتعلق بسنجار.
من جهته، قال القنصل العام الاول لتركيا في اربيل آيدين سليجين لـ"المونيتور"، انه من الصعب تصوير الانتخابات العراقية على انها مقارنة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبين حزب العمال، لان الحزب الاخير لم يخض الانتخابات بشكل مباشر.
واوضح "نعلم ان العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبين حزب العمال ممزقة، وبان قيادة حزب العمال قامت للمرة الاولى هذا العام، بتوجيه دعوة للتصويت لصالح الاتحاد الوطني الكوردستاني".
وختم التقرير بالقول ان "الرأي العام السائد هو ان نتائج الانتخابات عززت قبضة اربيل وبغداد لاخراج حزب العمال من سنجار".
وفي اشارة الى الاستفادة من هذا الزخم الناشئ، لفت التقرير الى ان رئيس وزراء حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، تحدث الى "المونيتور" خلال منتدى في اربيل في 27 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، مكررا دعوته الى "التنفيذ الفوري" لاتفاق سنجار.