شفق نيوز/ كشف تقرير أمريكي، يوم الثلاثاء، عن سعي مسؤولين أتراك لاستقدام مقاتلات بريطانية وفرنسية وسط تشكيك في جدوى اعتماد تركيا بشكل كبير على الأسطول الكبير من المقاتلات الجوية الامريكية دون غيرها.
وأوضحت مجلة "فوربس" الامريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز ان "تركيا التي لديها ثاني أكبر جيش في حلف "الناتو"، تمتلك أيضا ثالث أكبر أسطول من المقاتلات الامريكية من طراز "اف-16" في العالم، إلا أنه على عكس العديد من حلفاء واشنطن في المنطقة، فإنها لا تمتلك اي مقاتلات جوية فرنسية او بريطانية، مما يجعلها شديدة الاعتماد على الولايات المتحدة، وهو وضع يثير تساؤل وشكوك الاتراك".
ولفت التقرير الأمريكي الى أن "مستشار الرئاسة التركية للامن والسياسة الخارجية كاجري ارهان، طرح التساؤلات حول الطائرات عدة مرات خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، حيث غرد على سبيل المثال عبر "تويتر" قائلا ان تركيا لا تحتاج الى المزيد مقاتلات "اف-16"، بل انه شكك بهذه الطائرات أيضا منوها الى انها ليست من بين افضل 10 مقاتلات في العالم".
كما تساءل ارهان في مقابلة تلفزيونية لاحقا عن السبب الذي يحول دون قيام تركيا بالاعتماد ايضا على مقاتلات جوية اخرى لا تكون امركية، مشيرا الى ان تركيا لم تلجأ الى دول "الناتو" الاخرى للحصول على مقالات منها، لان الطيارين الاتراك تدربوا اساسا على قيادة مقالات ال"اف16".
ومنذ العام 1987 عندما تلقت تركيا اول دفعة من مقاتلات "اف16"، قال التقرير انها استلمت 270 "اف16" من طرازات متنوعة، وهو اسطول ضخم يشكل العمود الفقري لسلاحا الجوي، بينما تسعى أنقرة حاليا للحصول على 40 طائرة متطورة من طراز "بلوك70 اف 16" الى جانب برنامد لتحديث العشرات من مقاتلاتها، كجزء من صفقة مطروحة حاليا بقيمة 20 مليار دولار لابقاء هذا الاسطول متطورا الى ان تتمكن من الحصول على مقاتلات من الجيل الخامس.
واوضح التقرير ان تصريحات ارهان تزامنت مع مفاوضات بين تركيا وبريطانيا بشأن احتمال حصول انقرة على ما بين 24 و48 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون"، وهي خطوة اعتبر التقرير انها تستهدف تقليل اعتمادها على المقاتلات الامريكية مع استمرارها في توسيع حجم صناعة الاسلحة المحلية التي تشهد ازدهارا كبيرا.
ولفت في هذا الاطار، الى ان انقرة تأمل بادخال طائرات "الشبح" من الجيل الخامس (تي ايه آي تي اف-اكس) والتي تقوم بتطويرها ذاتيا، الى الخدمة بحلول العام 2030، وهي خطوة اصبحت ملحة بالنسبة الى تركيا منذ ان منعت من الحصول على طائرات "الشبح" من طراز "اف-35-2" في العام 2019، كعقاب لها بعد حصولها على أنظمة صواريخ دفاع جوي متطورة من طراز "اس -400" من روسيا.
واشار التقرير الى ان النظرة الى الجيوش الحليفة لواشنطن في المنطقة بمن فيهم اليونان، تظهر ان تصريحات ارهان قد تكون صحيحة. فاليونان مثلا، لديها اسطول كبير من مقاتلات "اف16" المتطورة، لكنها اشترت ايضا عددا كبيرا من المقالات الجوية الفرنسية، ما في ذلك "داسو ميراج" التي اشترتها منذ الثمانينات، وطلبت ايضا شراء 24 طائرة من طراز "رافال اف 3 آر" من باريس، ولديها خطط لشراء طائرات امريكية، بما في ذلك احتمال الحصول على "اف 35".
اما اسرائيل التي لديها ثاني اكبر اسطول في العالم بعد الولايات المتحدة، من طائرات "اف16"، فانها بعكس تركيا ايضا، حيث لم يغلب على اسطولها الطرازات الامريكية فقط، وانما كانت فرنسا هي المورد الاساسي للاسلحة لاسرائيل قبل العام 1967، وشغلت عددا كبيرا من طائرات "داسو"، ثم طورت نسختها الخاصة من "ميراج-5" الفرنسية المتمثلة بمقاتلات "كفير".
وتابع ان العمود الفقري لسلاح الجو الاسرائيلي يضم "اف15" و"اف16" والان "اف35". وكمثال اخر، قال التقرير ان السلاح الجوي للاردن يمتلك اسطولا اميركيا بالكامل، الا انه كان في السابق يمتلك طائرات فرنسية، وهي "داسو ميراج اف 1" التي حصلت عليها في الثمانينيات، لكنها احالتها على التقاعد الان.
كما اشار الى مثال البحرين التي تعتمد بشكل كبير على طائرات "اف16"، الى جانب اسطول صغير من طائرات التدريب البريطانية "بي ايه اي هووك". واشار التقرير الى ان جميع حلفاء الولايات المتحدة الاخرين في المنطقة لديهم ترسانات جوية اكثر تنوعا، كالعراق مثلا الذي حصل على 36 طائرة من طراز "افي 16 بلوك 60" الامريكية في العام 2010.
ويعزز العراق اسطوله ايضا بـ 24 طائرة تدريب نفاثة من طراز "تي 50" الكورية الجنوبية.
كما تتجه بغداد نحو باريس من أجل الحصول على 14 طائرة "رافال"، مما يعني انها تسعى للحصول على أسطول متنوع.
وبالنسبة الى السعودية، فانها برغم حصولها على أسطول مؤلف من 84 طائرة من طراز "اف-15 اس ايه" المتطورة وفق صفقة تاريخية في العام 2010، إلا أن الرياض تمتلك ايضا أسطولا كبيرا من "يوروفايتر تايفون" البريطانية، وهو ما يتيح للسعودية ضمان الا تعتمد فقط على الولايات المتحدة للحصول على المقاتلات المتطورة.
وفيما يتعلق بالإمارات، فانها تشغل اسطولا متنوعا من الطائرات العسكرية الامريكية والفرنسية وتريد المحافظة على هذا الوضع، مضيفا ان ابو ظبي اظهرت مرارا انها تهدف بشكل جدي الى تجنب الاعتماد كليا على اي دولة واحدة للحصول على مقاتلات جوية.
اما الكويت فلديها اسطول من "هورنتس" الامريكية و"يويورفايتر" طلبت مؤخرا شراء مقالات من ايطاليا وطائرات اخرى من الولايات المتحدة، ما يشير بوضوح الى رغبتها في مواصلة امتلاك عدد متساو من كلا النوعين.
وبعدما اشار التقرير الى تبدل الاسطول الايراني في مرحلة حكم الشاه، وبعد الثورة الايرانية حيث سعت طهران لاحقا في الغالب الى الحصول على طائرات نفاثة من روسيا، بما فيها مقاتلات متنوعة من "سوخوي" التي يعتقد ان ايران تمتلك طرازات "سو-35 فلانكر ايه" التي ربما تكون قد حصلت عليها مقابل تزويد روسيا بمئات الطائرات الايرانية المسيرة لاستخدامها في الحرب الاوكرانية.
وختم التقرير بالقول ان تركيا ربما تتمنى ان تكون قد اتخذت خطوات مماثلة فيما يتعلق بتنويع اسطولها الجوي المقاتل ولو بشكل جزئي خلال العقود الاخيرة.
واضاف انه في حال مضت انقرة قدما في صفقة "يوروفايتر" المطروحة، فان ذلك سيشير الى انها بدأت أخيرا في اتخاذ الخطوات في هذا الاتجاه.
وتابع قائلا انه في حال تم حظر صفقة "اف16" البالغة قيمتها 20 مليار دولار، وهو احتمال فعلي بالنظر الى المعارضة الشديدة للصفقة داخل الكونجرس، فان العديد من الاتراك سيحذون حذو ارهان في التشكيك في الحكمة من فكرة الاعتماد القوي على الولايات المتحدة لامتلاك طائرات مقاتلة في وقت هناك العديد من الجيران والدول الاقليمية التي نجحت في تجنب القيام بذلك.