شفق نيوز/ تساءلت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية عما اذا كانت ايران ستسعى الى مهاجمة قاعدة الحرير التي يتمركز فيها جنود أمريكيون فيما تستعد ادارة جو بايدن إلى انهاء المهمة القتالية لجنودها في العراق مع نهاية العام 2021.
واعتبرت المجلة الأمريكية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان دوافع الهجمات الأمريكية المحتملة على قاعدة الحرير الواقعة في اقليم كوردستان، قد يكون الهدف منها تسريع الانسحاب العسكري الامريكي من العراق، وتصعيد الضغوط على الولايات المتحدة، ونقل المعركة الايرانية بشكل مباشر مع فصائل المعارضة الكوردية الايرانية المسلحة.
واشارت المجلة الى ان حرير، قاعدة جوية تقع على مسافة 70 كيلومترا شمال شرق اربيل، و115 كيلومترا عن حدود ايران، واستخدمتها واشنطن للمرة الاولى، ضد قوات صدام حسين في بداية حرب الخليج، قبل ان تتحول الى مركز عسكري في الحرب ضد تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية. واستنادا الى بعض التقارير، فإن جماعات معارضة كوردية ايرانية تمركزت في قاعدة الحرير وتسيطر على جزء منها.
وبالنظر إلى المسافة القريبة لقاعدة حرير من حدود ايران، فان طهران تشعر بالقلق من الانشطة المشبوهة في القاعدة التي تستضيف مجموعات معارضة كردية ايرانية. وبحسب ما ذكر موقع "نور نيوز"، وهو موقع شبه رسمي مقرب من مجلس الامن القومي الايراني، فان القاعدة "مجهزة بانظمة دفاع ومقاتلات هجومية ورادارات متطورة وأنظمة تنصت أمريكية".
ولفت تقرير المجلة؛ إلى أن إيران زادت مؤخرا من تهديداتها ضد جماعات المعارضة في اقليم كوردستان العراق، خاصة في قاعدة الحرير الجوية.
وأشار إلى أن الحرس الثوري الإسلامي وجه تحذيرا واضحا إلى حكومة إقليم كوردستان بشأن وجود جماعات إيرانية معارضة على أراضيها، مضيفا أنه بعد هذا التحذير الذي اطلقه قائد القوة البرية في الحرس الثوري الايراني العميد محمد باكبور، شن الحرس الثوري عددا من الهجمات على المخابئ التي تستخدمها الجماعات المعارضة لإيران في كوردستان في 9 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالت المجلة الأميركية "يبدو الآن ان إيران قد تستهدف قاعدة الحرير الجوية لإخراج اعداء الجمهورية الاسلامية من المواقع التي تنتشر فيها القوات العسكرية الأمريكية".
وذكرت بان رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري، قال ان قاعدة حرير العسكرية الامريكية في العراق هي "وكر للتآمر" وأنه يجب على إيران العمل على إلغائها، مشيرا إلى أن طهران تواصل هجماتها ضد الجماعات المناهضة للثورة في المنطقة ، ولا سيما في إقليم كوردستان العراق.
واشار التقرير ايضا الى ان قاعدة الحرير تعرضت في فبراير/شباط العام 2021، لهجوم من قبل جماعة شيعية متشددة تسمى سرايا أولياء الدم ، مما أسفر عن مقتل مقاول يعمل لصالح التحالف وإصابة تسعة أشخاص على الأقل. ووصفت بعض المنابر الاعلامية الجماعة بأنها قوة مسلحة موالية لإيران وانتقدت إيران لتشجيعها القوات التي تعمل لصالحها بالوكالة لها من اجل الحاق الاذى بالأمريكيين وجماعات المعارضة الكوردية الايرانية في الحرير.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده قال في بيان إن إيران تدين "المحاولات المشبوهة لربط هجمات أربيل بإيران".
كما اشار التقرير الى ان وكالة تسنيم الاخبارية التابعة للحرس الثوري الايراني تساءلت بشكل مريب: "هل مصير قاعدة عين الاسد الجوية في انتظار قاعدة حرير؟".
وذكرت "تسنيم" في تقرير لها ان قاعدة الحرير هي احدى القواعد الامريكية في شمال العراق التي تحولت الى مكان لتدريب ودعم القوى المناهضة للثورة في السنوات الاخيرة، وان المسؤولين الإيرانيين حثوا المسؤولين العراقيين على طرد القوات الامريكية من القاعدة الحرير.
واشارت الى ان القوات المسلحة الإيرانية أكدت مرارا أنها ستفعل أي شيء لحماية وحدة أراضي ايران واستقلالها وأمنها، وحتى مهاجمة القواعد الامريكية كما حدث في قاعدة الاسد الجوية .
وتابع التقرير الأمريكي؛ ان إيران تدرك أن الولايات المتحدة والعراق اتفقا مؤخرا على خفض عدد الوحدات القتالية الأمريكية في العراق بحلول نهاية سبتمبر/أيلول، وان التهديد بالهجوم على الحرير سيكون اشارة من إيران الى الأمريكيين بضرورة البدء في الانسحاب من محافظة اقليم كوردستان المجاورة لحدود ايران.
ولفت التقرير إلى أنه يتواجد حاليا نحو 2500 جندي امريكى في العراق، وان بعض المحللين يعتقدون أن انسحاب الولايات المتحدة من العراق، وخاصة من كوردستان، سيسمح للحرس الثوري الإيراني بالاستفادة من فراغ السلطة من خلال إخراج جماعات المعارضة الكوردية الايرانية بالكامل من جوارها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التقرير يعتبر أن تهديد إيران ضد قاعدة الحرير يرقى الى مستوى رسالة للأمريكيين من اجل تسريع انسحابهم من العراق بعد مغادرتهم لأفغانستان.
وتتهم تقارير؛ إيران بتقديم دعم عسكري للميليشيات العراقية لتسريع خروج أمريكا من البلاد، لكن طهران تنفي أنها تشجع الميليشيات المتشددة على إلحاق الضرر بالقوات والأصول الأمريكية في السنوات الأخيرة.
وذكر بأن الحرس الثوري، بعد اغتيال إدارة دونالد ترامب للجنرال الإيراني قاسم سليماني ، أعلن أن إيران تستهدف تحقيق الانسحاب الكامل للقوات الامريكية من الشرق الأوسط.
لكن على الجانب الآخر، يقول التقرير إن الكورد في العراق يريدون بقاء القوات الأمريكية في البلاد، وهم يخشون من أنه بعد الانسحاب الامريكي، ستقنع إيران الحكومة المركزية في بغداد بقمع جماعات المعارضة الكوردية الإيرانية العاملة في إقليم كوردستان.
وختم التقرير بالقول إنه بينما يقول الرئيس جو بايدن ان القوات الامريكية ستختم مهمتها القتالية في العراق بحلول نهاية العام الحالي، يبقى أن نرى ما اذا كانت ايران ستهاجم القاعدة لتسريع الانسحاب الأمريكي، وزيادة الضغط على الولايات المتحدة، ومحاربة جماعات المعارضة الكوردية الايرانية بشكل مباشر.