شفق نيوز/ أفاد موقع "ميديا لاين" الأمريكي، بأن المحافظات السنية في العراق (نينوى، الأنبار، وصلاح الدين)، تشهد طفرة ازدهار كبيرة في مشاريع الإعمار والبناء بعد سنوات على تحريرها من قبضة تنظيم داعش.

وذكر الموقع الأمريكي المتخصص بأخبار الشرق الأوسط، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "هذه المحافظات التي تشكل نحو ثلث مساحة العراق، تتعافى بعدما مرت بأزمات كبيرة منذ احتلالها من قبل داعش في العام 2014، حيث توقفت عندها عمليات التمويل الحكومية ودمرت الأجزاء الرئيسية من هذه المدن خلال الضربات الجوية والمعارك خلال حرب تحريرها".

وأضاف التقرير، أن "أكثر من 7 ملايين شخص يعيشون في هذه المحافظات، وعاد العديد منهم الى بلداتهم ومدنهم بعدما نزحوا خوفاً من داعش في العام 2014".

ونقل الموقع الأمريكي، في تقريره عن مراقبين أشاروا إلى أن "قيمة مشاريع إعادة الاعمار في المحافظات تبلغ ما بين 60 مليار دولار و100 مليار دولار".

 

 مشاريع نينوى

وأكد مساعد مدير بلدية الموصل، صفوان مهند، "الانتهاء من رفع 15 مليون طن من مخلفات الحرب من الموصل، وأن هناك المزيد مما يمكن القيام به"، لافتاً إلى "تعبيد 20% من شوارع المدينة، إضافة إلى أعمال جارية لترميم إضافي، وتوسع كبير في البنية التحتية".

وأخبر مهند، الموقع الأمريكي، أن "الجانب الأيسر من الموصل، قد جرى إعادة إعماره بالكامل، لكن أيمن المدينة ما زال بحاجة إلى الكثير من الاعمار بسبب الدمار الكامل هناك"، حيث كان يختبئ عناصر داعش.

وبحسب التقرير، فإن هناك "أكثر من 150 مشروعاً يجري تنفيذها في الوقت الحالي في محافظة نينوى، وهناك مشاريع إضافية مستقبلا مع إقرار الميزانيات.

ونوه مهند، إلى أن "مشاريع الاعمار منتشرة في محافظة نينوى، مشيرا الى ان "اجمالي عدد المشاريع تجاوز قيمتها 15 مليار دولار حتى الان"، مضيفا أن "العمل لم يكن سهلا بازالة الانقاض، والمشاريع تتحرك بسرعة".

تقدم الأنبار

ومن جهته، قال عضو مجلس محافظة الانبار احمد العلواني أن "المشاريع التي تتم حاليا في المحافظة تبلغ قيمتها أكثر من 25 مليار دولار"، مضيفاً أن "محافظة الانبار واسعة، وهناك الكثير من الاموال من اجل اعادة الاعمار".

وبين العلواني، أن "شيوخ العشائر وكبار السياسيين والتجار يعملون سوية الى جانب المحافظة من اجل تنفيذ هذه المهمة في حين تنشط الشركات بعمل ووتيرة سريعين.

وذكر المسؤول المحلي، بحسب التقرير الأمريكي، أن "الانجاز فائق، وجرى انفاق اموال طائلة ومئات الملايين من الدولارات يتم توزيعها على العائلات التي تضررت منازلها من اجل اعادة اعمارها مجددا"، مشيرا إلى أن "دولاً ساعدت في حملات اعادة الاعمار، ومن غير الممكن إنكار دورها، بالاضافة الى منظمات دولية".

وأوضح العلواني، أن "مخلفات الحرب رفعت باكملها، وجرى إعادة اعمار معظم الشوارع التي تعرضت تضررت بشدة بسبب القصف"، مضيفا أن "العديد من المشاريع الخاصة لاعادة الاعمار تجري حاليا".

واستدرك: "بسبب ضعف الخدمات التي توفرها الحكومة، تجري عمليات لبناء مجمعات سكنية ضخمة، وأن هناك خططاً لإقامة اكثر من 100 الف وحدة سكنية في مختلف مناطق الانبار، إضافة إلى إقامة مصانع كبيرة بما في ذلك مصنع للاسمنت".

صلاح الدين

أما في محافظة صلاح الدين، فإن المسؤول في المحافظة سعدون الجبوري، أشار إلى أن "هناك حملة اعمار ضخمة ومشاريع خاصة تمضي بسرعة كبيرة".

ونقل التقرير الأمريكي، عن الصحفي العراقي خالد الحمداني، الذي يعمل كمدير للعلاقات العامة في منتدى التجار والاقتصاديين في العراق، قوله إن "الأموال المخصصة لمشاريع البناء مصدرها من الميزانيات المخصصة لإعادة الإعمار، إلى جانب أن المساهمات التي يقوم بها تجار محليون، وذلك بالرغم من وجود فساد".

واشار الحمداني، بحسب الموقع، إلى أن "أهالي محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين هم بمعظمهم من التجار ورجال الاعمال وهم الذين يساهمون في إصلاح مدنهم ومناطقهم، والعمل جار وفق الخطة".

 

 الملف الأمني

ولفت إلى أن "الحكومة قررت اخيرا ان تسمح لاهالي هذه المناطق بان تكون لهم سيطرتهم على مناطقهم، وان يكونوا هم من يحميها"، موضحاً في هذا السياق أن "جانبا من هذا تحقق بسبب أن الحشد الشعبي أخرج من هذه المناطق، ويجري الآن تشكيل قوات الشرطة والجيش من أبناء هذه المحافظات".

وفي السياق، نقل الموقع الأمريكي، عن رافي سلمان، وهو أحد سكان الموصل، قوله "سعيد بالحريات الجديدة.. بات يمكننا الخروج، وهناك مناطق مفتوحة على مدار الساعة، والعديد من المتاجر التي تم فتحها، والاهالي يعودون الى منازلهم".

من جهته، يشعر أمجد رزاق، وهو من سكان الفلوجة، بالفخر ازاء حسن مشاريع البناء المقامة، قائلا "هذه المسألة اصبحت شديدة الوضوح، والمناطق المحررة تمر الان بحالة اقتصادية كبيرة للغاية".

أما مزهر خربيط، وهو مالك إحدى شركات المقاولات في الأنبار، قال "هناك مشاريع في جميع المجالات، وسنرى هذه المحافظات السنية افضل خلال السنوات الخمس المقبلة".