شفق نيوز/ وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، يوم الاثنين، العلاقات القائمة بين الحكومة العراقية والفصائل المسلحة التي تخوض قتالا مع القوات الأمريكية بأنها "معقدة"، معتبرة أن وضع الفصائل "غامض" حيث تعمل كجزء من القوات المسلحة النظامية، وفي الوقت نفسه تنشط بشكل مستقل خارج سيطرة الدولة.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، أن هذا الوضع "المعقد" جعل حكومة محمد شياع السوداني في "موقف حساس" بشكل متزايد وهي تحاول ان تحقق التوازن بين علاقاتها مع الولايات المتحدة ومع الجماعات المسلحة.
وبعدما استعرض التقرير بشكل محدد تفاصيل حول كتائب حزب الله الذي اغتالت واشنطن أحد قيادييه الأسبوع الماضي وهو ابو باقر الساعدي، وتصنفه الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي برغم أنه شارك في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في العام 2014 والذي كانت تقاتله القوات الأمريكية ايضا، اشار الى ان الحكومة صنف الحشد الشعبي في العام 2016 على انها تشكيل عسكري مستقبل داخل القوات المسلحة.
لكن التقرير لفت إلى أن بعض المجموعات المسلحة التي تشكل قوات الحشد الشعبي هي أيضا جزء من "المقاومة الاسلامية في العراق"، التي شنت حوالي 170 هجوما ضد قواعد للقوات الامريكية في العراق وسوريا خلال الشهور الاربعة الماضية، وذلك كانتقام من واشنطن لدعمها اسرائيل في الحرب على غزة.
ونقل التقرير عن الباحث في معهد "تشاتهام هاوس" البريطاني ريناد منصور قوله إن قوات الحشد الشعبي هي في الواقع ذراع تابع للحكومة العراقية، موضحا "انهم يعتبرون انفسهم يحمون الدولة"، سواء من خلال محاربة داعش، او من خلال قمع المتظاهرين المناهضين للحكومة.
كما نقل التقرير عن الباحثة المختصة بالشؤون العراقية لهيب هيجل، في "مجموعة الأزمات الدولية"، قولها إن بعض الجماعات المسلحة داخل الحشد الشعبي، لها دور مزدوج، موضحة أن "لديهم وظيفة يومية، وهي عملهم ضمن (الحشد الشعبي)، ولهم دور آخر يتمثل بتنفيذ عمليات المقاومة ضد الوجود الأمريكي".
وبعدما ذكر التقرير بموقف المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي والمتحدث باسم الجيش العراقي يحيى رسول اللذين انتقد الغارة الأمريكية الأخيرة على بغداد، بالاضافة الى موقف الإطار التنسيقي الذي دعا السوداني الى تكثيف الجهود من أجل إنهاء وجود قوات التحالف التي يقودها الأمريكيون، لفت الى ان محادثات أميركية-عراقية انطلقت في الشهر الماضي بهدف تقليص مهمة التحالف، لكنها توقفت مؤقتا بعد الضربة التي قتلت 3 جنود أمريكيين في قاعدة في الاردن.
ونقل التقرير عن منصور قوله إنه بينما تتصاعد التوترات، "فانه لا يوجد اي طرف يريد واقعيا حدوث مواجهة شاملة، او الحرب المباشرة، في العراق"، مضيفا انه انه بدلا من ذلك، فإن المرجح أن تواصل الولايات المتحدة والعراق العمل نحو انسحاب قوات التحالف والتحرك نحو اقامة علاقات ثنائية بين الدولتين.
اما هيجل، فقد قالت ان من المرجح ان تضغط الفصائل المتحالفة مع ايران، على الحكومة العراقية، بهدف وضع جدول زمني سريع للإنهاء التدريجي للتحالف.
وبحسب هيجل، فإن "الولايات المتحدة لن تخرج تحت التهديد والمسدس مصوب الى رأسها"ن مضيفة ان المطلوب هو "وقف التصعيد من اجل إجراء تلك المحادثات والتوصل فعليا الى بعض النتائج".
ترجمة: شفق نيوز