شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن استعادة استقرار الدولة والمجتمع العراقي أمرا بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا، في ظل انحدار البلاد نحو مزيد من العنف الطائفي والاضطراب السياسي، علاوة على انتشار تنظيم الدولة والميليشيات الشيعية.
وطبقا للصحيفة، فقد قلل مصدر أمني موثوق، من جهود القضاء على تنيظم داعش، منوها إلى أنه “في الوقت الذي يتفاخر المجتمع الدولي بالقضاء على التنظيم، قام الجهاديون الأربعاء بضرب حي شيعي في بغداد، أسفر عن مقتل 63 شخصًا على الأقل، وإصابة 80 آخرين”.
ونقلت الصحيفة في تقرير إخباري عن المصدر أنه “بالرغم من فقدان تنظيم داعش نصف الأراضي التي سيطر عليها في العراق، وأكثر من 20 بالمئة من الأراضي في سوريا، إلا أن هجوم بغداد الأخير يعتبر بمثابة تذكير بأن التنظيم ما زال قادرا على ارتكاب الفظائع في جميع أنحاء العراق”.
في حين رجح المصدر أن “خلو العالم من تنظيم داعش لن يتحقق عن قريب، وذلك بسبب غياب المؤسسات في الدول الضعيفة أو الفاشلة”.
في ذلك، لفتت الصحيفة إلى الوضع العراقي في ظل وجود تنظيم داعش، مشددة على أن “إعادة تأهيل الشعب العراقي، ستكون أكثر كلفة وصعوبة من هزيمة تنظيم داعش، حيث إن التوترات الطائفية واختلال نظام الحكم والاستقطاب الإقليمي، ازدادت سوء منذ ظهور داعش بالمشهد، وهذه كلها عوامل عجلت بصعود التنظيم في المقام الأول”.
ورأت الصحيفة البريطانية أن “الهجوم التفجيري الذي جرى الأربعاء في بغداد من قبل تنظيم داعش، يهدف إلى إلغاء الضغط من أجل الإصلاح في البلاد ويعمل على إثارة عمليات الانتقام من السكان الشيعة”.
إلى جانب ذلك، رأت الصحيفة ان تنظيم داعش ليس وحده من يقف عقبة في مستقبل العراق وبقاءه، فقد حذرت الصحيفة من أن “انتشار الميليشيات الشيعية غير السمؤولة منذ العام 2003، بموافقة من قبل الولايات المتحدة، أدى إلى تفاقم مشاكل العراق”.
في هذا الصدد، نوهت الصحيفة إلى أن “الميليشيات الشيعية مسلحة بشكل كبير، وتتحدى الدولة، في حين ارتكبت فظائع طائفية كثيرة ضد السنة، إضافة إلى أنها تعمل على تشجيع الفرصة التي تسمح بازدهار داعش”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الممكن العمل على استقرار العراق كما حدث بين عامي 2008 و2011، ولكن هذا الأمر يتطلب أكثر من انتشار 100 ألف جندي أمريكي وبريطاني.
واختتمت الصحيفة نقريرها بالقول إن”انحدار العراق نحو مزيد من العنف الطائفي والاضطراب السياسي واستمرار وجود تنظيم داعش وصعود الميليشيات الشيعية، كل هذه العوامل تجعل استعادة الدولة والمجتمع العراقي أمرا بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا”. شوقي عبدالعزيز