شفق نيوز/ في مدينة السليمانية ضمن إقليم كوردستان، يفترش أكثر من عشرين بائعاً للمسبحات أطراف الجامع الكبير الذي يقع وسطها، وفي أيام الجمع والعطلات يتضاعف عدد الباعة مع زيادة الإقبال على هذه السوق من المحافظات المجاورة، وإلى جانب المفترشين هناك عدد كبير من المحال الخاصة بالمسبحة والمقتنيات التراثية.
وعن أنواعها المتداولة في هذه الأسواق وأسعارها، تحدث بائع قديم للسبح (70 سنة)، أن "هناك أنواعاً كثيرة منها الكهرب الأسود والأصفر والأحمر، والكهرب العادي، والكهرب العطشي، والمرجان، والفيروز، والعقيق، والنارجين، والباي زهر، واليسر، والعاج، والسندلوس".
وأوضح خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "كل واحدة من هذه الأنواع تستورد من دولة معينة وتكون لها طريقة خاصة في الصنع، بالإضافة إلى الفوائد التي تتميز بها والأسعار التي تباع بها".
وأضاف أن "الكهرب الألماني أو ما يسمى (ملك أحجار الكهرب) هو أفضل هذه الأنواع، لأنه يمتاز بأناقة ورائحة عطر الكافور، ويباع في أغلب الأحيان كما يباع الذهب بالمثقال أو بالدولار الأمريكي، ويتجاوز سعر الغرام الواحد منه عشرين دولارا، يأتي بعده الكهرب الروسي الذي يباع أيضا بالمثقال وسعر الغرام منه أربعة دولارات".
بائع آخر للمسبحات، (72 سنة) وهو يفترش الأرض لبيع المسبحة الكوردية يقول إن "بعض المسبحات الكوردية التي تصنع من نوع خاص من حبة "القزوان" في المراتب المتقدمة بالأسعار، وتتدنى بحسب نوعية المسبحة حتى تصل إلى ألف دينار عراقي، وهي (السبح الصينية) المصنوعة من مادة البلاستيك والمطلية بألوان مختلفة".
وفيما يخص أشكالها وأحجامها أكد صاحب (72 سنة) أن "المسبحة تختلف بحسب الشعوب والقبائل، وبحكم العلاقة بين الكورد والمسبحة تتوفر جميع اشكال السبح في أربيل منها (البيضاوي والكروي والبندقي والأسطواني) أو على شكل حبات الذرة أو اللوز، ومنها المضلع والناعم والخشن".
وعن عدد حباتها، تحدث بائع حرفي آخر لوكالة شفق نيوز، "هناك ما يتألف من مئة حبة وحبة الحسنى، والبعض الآخر مكون من 33 حبة، والكوردية تتكون من 220 خرزة، وبذلك تكون الأطول من غيرها، وهذا النوع هو المرغوب عند الأغلبية وخاصة المتقدمين بالعمر، وذكر أن هناك نوعا مصنوعا قبل مئة عام على أقل تقدير لكنه نادر للغاية".
وأضاف أن "عادة استعمال المسابح لم تقتصر على الرجال، بل تعدت إلى النساء أيضا لا سيما المتقدمات بالعمر، ثم انتقلت إلى الشابات فمنهن من تنتقي مسبحة صغيرة من أغلى الأنواع".
وثمة شرائح في المجتمع الكوردستاني لا تستطيع ترك المسبحة حتى في أوقات النوم دون أن يكتشف أحد سبباً معقولاً لتفسير هذا العشق، وهناك من يضحي ببعض متطلباته اليومية من أجل اقتناء مسبحة مميزة يعتبرونها دليل ثراء في بعض الأحيان".