شفق نيوز/ "لا صوت يعلو فوق صوت الحرب، وكأنها قرع الأجراس والناس نيام"، قصف في أوكرانيا يسمع صداه في كل الأرجاء: على الجانب الآخر من العالم حيث مقر بايدن وبيته الأبيض، وقارات العالم بمجملها.. ومجلس الامن يتخلخل نصابه بين دعوات لطرد السفير الروسي وإنهاء عضوية روسيا.. ليحتدم صراع الدبلوماسية والعسكر على أرض أوكرانيا وما حولها، وأوربا منشغلة ومعها العالم بأسره بما سيجري لاحقاً، ودعوات تحريك النووي لازالت قائمة، مع "غمزات وتلميحات واشارات" روسية تارة وإعلان رسمي تارة أخرى باستخدامه.
حرب نووية قادمة
حرب أوكرانيا جعلت وزراء الخارجية، المعنيون بالأمر، يظهرون على وسائل الاعلام بشكل مستمر، مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الروسي لسيرغي لافروف واخر لنظيره الأمريكي بلينكن، لقاء هنا ولقاء هناك، وما بينهما ظهور إعلامي لوزراء خارجية دول أوروبية وأخرى "مجاورة لأرض المعركة"، حسب قول وزير الخارجية البولندي.
لافروف الذي يصفه بوتين، في تصريحات سبقت الحرب بمدة طويلة، بأنه "اقرب لوزير الدفاع منه إلى الخارجية"، ويقول "انصحه دائما بالهدوء"، معللا هذا التصرف بأنه "حرص من لافروف على روسيا"
هذا الدور المركّب لوزير الخارجية الروسي وجد ضالته في الحرب الأوكرانية حيث أوضح لافروف عن مسالة الحرب النووية وإمكانية عزل روسيا عن المشهد العالمي قائلاً "الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمرة، ولا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية"، ولم ينس الوزير الروسي ان "يغمز" للرئيس الأمريكي بهذا الشأن بقوله "الرئيس الأمريكي جو بايدن ذو خبرة"، وهي إشارة واضحة ان بايدن يعلم بنتائج هكذا قرارات ونهاياتها المأساوية.
رسالة يؤيدها الاعلام الروسي ويرد على الدفع الأوروبي للأسلحة الى أوكرانيا بمقال عنوانه "لا داعي للاستغراب.. إنها الحرب العالمية الثالثة قد بدأت لتوها!"، ويجد فيه كاتبه أن "الغرب يغمر أوكرانيا بالسلاح لدرجة أنه قريباً ما سيصبح نصيب المواطنين الأوكرانيين منه 3 قاذفات قنابل يدوية و2 ستينغر لكل مواطن"
بين "فلاديمير" و"فلوديمير"
حرف واحد قد يغير مسار الحرب ويضع تصوراً عنها بين هجوم ودفاع، وفعل ورد فعل، الرئيس الروسي واسمه الأول "فلاديمير" وضع كل قواته في مواجهة لن يحيد عنها الا بإسقاط أوكرانيا حكومة وارضا، ويحيدها عن طموحاتها، متوجها اليها بأن "لا نووي على أراضيكم ولا سلطة للناتو هنا"، في رسالة ظاهرها حرب على أوكرانيا وباطنها "احذر أيها الناتو، أوكرانيا جزء من السوفيتي القديم".
وبين وضع فلاديمير جنوده في "سلة" أوكرانيا دفعة واحدة، يبرز أيضا "فولوديمير" وهو الاسم الأول للرئيس الأوكراني، داعياً "جميع من لديه الرغبة بالقدوم الى أوكرانيا والقتال ضد القوات الروسية الغازية"، دعوة لا تشترط سوى "التنسيق مع سفارات كييف في دول العالم للقدوم وبمساعدة اوربية لمن يشاء".
وبين فلاديمير وجيشه على أرض أوكرانيا، وفلوديمير ودعوة "يا سكان الأرض قاوموا روسيا"، تبرز مقارنات جديدة بين الرجلين فيضع أحد الصحفيين العاملين في وسيلة إعلامية أمريكية صورتين للرجلين أحدهما لبوتين وهو يجلس مع قادته على "طاولة مستطيلة وبينه وبينهم امتارا بعيدة"، وربما بالكاد يسمعهم حين يتحدثون، وبين جلوس الرئيس الاوكراني مع جنوده ليأكلوا سوية في أجواء الحرب، وهي رسالة يدفع بها الاعلام الأمريكي لتجسيد الاختلافات بين الرئيسين.
منصات التواصل تعاقب روسيا
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي إحدى الجبهات في الحرب الروسية على أوكرانيا، بعد أن قررت مع أهم مواقع الإنترنت الحد من وصول المستخدمين إلى المنافذ الإخبارية الروسية المرتبطة بالدولة.
فقد أكدت شركة (ألفا بيت) المالكة لمحرك البحث العملاق غوغل منعت "وسائل إعلام روسية تمولها الدولة من الظهور في محرك بحث الأخبار بسبب الحرب في أوكرانيا"، كما أعلنت شركة "أبل" تعليق بيع جميع منتجاتها في متجرها الرسمي على الإنترنت في روسيا.
بدورها قالت شركة (ميتا) -وهي الشركة الأم لفيسبوك- إنها ستقيد الوصول في الاتحاد الأوربي إلى قناة (آر تي) ووكالة (سبوتنيك).
وقبل ساعات من إعلان (ميتا)، قال موقع تويتر إنه سيضع تحذيرات على التغريدات التي تنشر روابط لوسائل إعلام روسية تابعة للدولة.
كما أعلن تطبيق تيك توك إنه قيّد الوصول إلى الوسائط المملوكة للدولة الروسية على منصته في الاتحاد الأوروبي، فيما حذفت شركة مايكروسوفت التطبيق الخاص بقناة (آر تي) من متجر التطبيقات الخاص بها.