شفق نيوز/ رد هيمن على اتصال مجهول بخوف وتردد متسائلا: من أنت؟ فأجاب المتصل: صحفي يرغب بتوثيق قصة نجاتكما انت وشقيقك من بطش داعش، وفور ذلك انهى هيمن الاتصال بالقول: "لا أعرف شيئا.. مع السلامة".
وبعد دقائق معدودة عاد هيمن ليتصل بالصحفي "مراسل وكالة شفق نيوز" عبر مترجم عربي لعدم اتقان هيمن للغة العربية وسط أسئلة وجهها المراسل للشخص المترجم حيال قصة اختطاف هيمن وشقيقه من قبل داعش وكيف أخلي سبيلهما وإعادة عجلتهم بعد حوالي سنتين من الاستيلاء عليها.
هيمن رفض الادلاء باي تصريح حيال الامر بسبب مخاوف اختطافه من جديد من قبل تنظيم داعش الذي يتواجد عناصر على مقربة من قريتهم في بلدة كفري التابعة لوحدة كرميان الكوردستانية.
هيمن جلال عيسى (35 سنة) و قانع جلال عيسى (33 سنة) اختُطِفا من قبل مسلحي داعش مساء يوم 1 شباط 2020 وبرفقتهم نساء وأطفال في منطقة تقع بين قضاءي كفري و طوز خورماتو، بينما كانوا في طريقهم الى قريتهم من بلدة كفري، وكانا يستقلان مركبة حمل من نوع تويوتا والتي استولى عليها المسلحون فيما تركوا الأطفال والنساء في الشارع.
وبعد مرور 15 يوماً على اختطافهما، أخلى مسلحو داعش سبيلهما حسب اتفاق توصلوا إليه مع ذوي المختطفين مقابل 70 ألف دولار، لكنهم لم يعيدوا المركبة التي استولوا عليها.
وبحسب معلومات تحصلت عليها وكالة شفق نيوز؛ من مصادر رسمية ومقربون من هيمن فأن عناصر داعش قامت بتعذيب هيمن وشقيقه قانع وطالبتهم فيما بعد بفدية مالية قدرها 100 ألف دولار وبعد مفاوضات مع ذويهم تقلصت الفدية الى 70 الف دولار.
إخلاء سبيل هيمن وشقيقه قانع لم ينهِ مآسيهم المعيشية والأمنية إذ لا زالوا مدينين مبلغ 10 آلاف دولار عن شراء العجلة "تويوتا" إلى جانب 30 ألف دولار مديونية أخرى لمبلغ الفدية المقترض من اشخاص اخرين ما يجبرهم يوميا على الذهاب الى مقر عملهم في مزرعتهم في نفس الطريق الذي اختطفوا فيه سابقا سعيا لجمع الأموال وتسديد الديون وتأمين الاحتياجات المعيشية.
وعشية انطلاق أكبر عمليات للبيشمركة في حدود كرميان مع ديالى وصلاح الدين على خلفية هجمات داعش ضد ربايا ونقاط البيشمركة عثرت القوات الكوردية في التاسع من كانون أول 2021 على مركبة قانع وشقيقه في احد اوكار داعش في اطراف كفري الحدودية مع صلاح الدين بعد نحو عامين من الاستيلاء عليها من قبل عناصر التنظيم.
البيشمركة ووفقا لوثائق داخل المركبة اتصلت بهيمن وأعادت له مركبته بعد التحقق من ملكيته للعجلة التي تعرضت لتغييرات واضرار خلال استخدامها من قبل عناصر داعش.
وبحسب مصادر رسمية في كرميان فأن هيمن وقانع فقدا والدهما وأربعة من أشقائهما خلال عمليات الأنفال سيئة الصيت التي شنها النظام السابق عام 1988 في أكبر حملة إبادة لا انسانية ارتكبها نظام صدام بحق الكورد.