شفق نيوز/ تساءل تقرير استرالي، اليوم الثلاثاء، عن سبب "عدم اهتمام" او عدم ادانة دول العالم النامي الحرب الروسية في أوكرانيا، فيما بينّ أن هناك اسباباً قد تجعل هذه البلدان تنأى بنفسها عن هذه الحرب منها الاعتماد على الاسلحة الروسية أو شعورهم بـ"حتمية القدر" في هذه الحرب.
وقال "معهد السياسة الاستراتيجية الإسرائيلي في تقرير نشر باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز متسائلا عن "الاسباب التي لم تجعل من الحرب في اوكرانيا، مدعاة لغضب عالمي واسع، خاصة بين دول الجنوب".
واستعاد التقرير حادثة جرت خلال منتدى ريسنيا الجيوسياسي الذي استضافته الهند مؤخرا، حيث أثارت تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال فيها الحرب الاوكرانية "شنت ضد" روسيا، ضحكات بين الجمهور، بالاضافة الى التصفيق واللامبالاة، فيما يعكس تباين الاختلافات في وجهات النظر حول الحرب بين الدول النامية وبين الغرب.
وجمع المنتدى الهندي اكثر من 26 وزيرا للخارجية و6 رؤساء دول حاليين وسابقين، بينهم العديد من ممثلي البلدان النامية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، او ما يطلق عليه "الجنوب العالمي" أو "عالم الأغلبية".
ولفت التقرير إلى أن "الهنود عبروا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن آراء تراوحت بين الحياد الى التشكيك بالغرب او محاولة تجنب الانحياز الى طرف بالنظر الى روابط الهند مع روسيا منذ فترة طويلة".
واشار الى ان "أحد الخبراء الاوروبيين تساءل عن السبب الذي يجعل الجنوب العالمي لا يهتم بدرجة كبيرة بالحرب".
واضاف التقرير ان "الروابط السابقة مع روسيا مهمة في كيفية فهم استجابة الدول لحرب أوكرانيا".
واعتبر التقرير ان "هذه النقطة هي الأكثر وضوحا فيما يتعلق للهند، وآخرين مثل فيتنام ولاوس، ومن بين أسبابها، مثلا الاعتماد على الاسلحة الروسية".
وتابع ان "هذه الدول الثلاث كانت من بين 32 دولة امتنعت عن التصويت على قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاسبوع الماضي، الى جانب الصين وجنوب أفريقيا ودول اخرى، يطالب بإنهاء انهاء الحرب ويدعو روسيا إلى الانسحاب من اراضي اوكرانيا.
واضاف التقرير ان "بعض الدول في الجنوب تعتبر أن هناك نفاقا غربيا منفردا بالإضافة الى ازدواجية في المعايير، مشيرا على سبيل المثال، إلى أن لافروف تلقى تأييدا من الجمهور عندما انتقد الغزو الأمريكي للعراق والانتهاكات الغربية الاخرى. ولفت إلى أن لافروف حاول ايضا تصوير تأثيرات الحرب في أوكرانيا على إمدادات الحبوب الى الدول النامية، على أنها خطأ يتحمل الغرب مسؤوليته".
وبرغم ذلك، اعتبر التقرير انه "من الضروري للنظام الدولي أن يمنع الدول من استخدام القوة ضد دول أخرى"، مبيناً انه "لو كانت كل الأمور التي تحدث عنها لافروف عن أوكرانيا صحيحة، إلا أنها لا يمكن أن تبرر الغزو".
وبيّن التقرير أن "حقيقة أن الدول الغربية خرقت القانون الدولي، كما في غزو العراق، لا تعني أنه يجب التخلي عن القانون".
إلى ذلك، قال التقرير انه "فيما يتعلق بالدول التي نأت بنفسها عن حرب أوكرانيا، فقد تكون هناك عوامل اخرى، حيث ان بعض الدول النامية قد تعتقد انه في حين ان غزو أوكرانيا هو أمر سيئ، إلا أنه ليس شيئا يمكنهم فعل الكثير إزاءه"، لافتا الى الاعتقاد ايضا بان هناك شعور بحتمية "القدر"، وأن هذه هي طبيعة العالم وان للجنوب قدرة محدودة، على تغييره.
وتناول التقرير فكرة ان "لدى دول الجنوب مشاكلها الكثيرة ايضا كمحاولة الوصول الى المساواة في الرعاية الصحية والتكيف مع المناخ، والبنية التحتية الرقمية غير الكافية، والارهاب، ونقص الاموال للتنمية، وانعدام الأمن الغذائي والوقود، وازمة الديون، ولهذا، أوضح التقرير انه "بالامكان تفسير أسباب إدانة دولة مثل البرازيل للغزو الروسي، ولكنها لم تقدم دعما كبيرا لأوكرانيا".
وذكر التقرير ان "وزير خارجية الهند س. جاي شانكار أوضح هذه المسألة بقوة في بداية المنتدى عندما قال ان "على اوروبا ان تخرج من عقلية ان مشاكل أوروبا هي مشاكل العالم ولكن مشاكل العالم ليست مشاكل أوروبا".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن "الهند بإمكانها أن تلعب دورا للتقارب بين دول الشمال والجنوب"، مشيرا الى ان "الهند مهتمة لأن تكون صوتا لمن لا صوت لهم، وقد يرجح ذلك أنه يمكن الاستماع اليها في الجنوب العالمي.
كما خلص التقرير الى القول أن "النقطة المهمة التي يجب على قادة الغرب التركيز عليها هي أنه "في حال اراد الغرب ان تهتم الدول النامية بمخاوفه، فعليه ان يهتم بالقضايا التي تهم العالم النامي، إذ ان قضايا التنمية والدفاع مترابطان".
ترجمة : شفق نيوز