شفق نيوز- بغداد
في صباح يوم التصويت
الخاص، بدت شوارع العاصمة العراقية بغداد والمدن الأخرى هادئة خلال الساعات
الأولى.
بدأ المواطنون على
صفحات التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفاز يتابعون عمليات التصويت الخاص، حيث
ابدى بعضهم تحمساً ملحوظاً في الذهاب إلى
صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، حين شاهدوا اقبال القوات الأمنية على التصويت.
فيما يفضل آخرون
استغلال عطلة المدارس التي تم استخدامها كمراكز انتخابية، فمنحوا انفسهم واولادهم
إجازة للسفر إلى شمال العراق، حيث مازال الجو معتدلاً، بينما انشغل البعض بمتابعة
نسب التصويت الخاص وبيانات مفوضية الانتخابات بهذا الخصوص.
وتقول المواطنة عفاف
الساعدي 45 عاماً: "حين كان يتم تداول موضوع الانتخابات في الدائرة او عبر
مواقع التواصل الاجتماعي، كنا نرصد يأساً كبيراً من اقبال المواطنين على
التصويت".
وتوضح في حديثها لوكالة
شفق نيوز، أن "التصويت يعني اختيار المرشح الانسب لشغل مقعد في مجلس النواب
والذي يشتمل على مقومات اساسية ومنها النزاهة والكفاءة والحس الوطني الذي يبتعد عن
الطائفية والعرقية، وهذا يعتمد على ثقافة الناخب ووعيه"، مشيرة إلى أن
"الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات والاحاديث التي تدور في مواقع التواصل حول
عدم المشاركة بعملية الاقتراع، تبددت من خلال مشاهدة اقبال القوات الأمنية على
التصويت".
وتؤكد عفاف: "هذا
الاقبال يشجعني على الذهاب الى الانتخابات في يوم التصويت العام، من أجل انتخاب
الاصلح من المرشحين".
وبعيداً عن هذه الافكار
والحماسة، فضل المواطن صفاء الجاف 34 عاماً السفر مع عائلته من بغداد إلى شمال
العراق للتنزه والاستجمام.
ويقول الجاف، لوكالة
شفق نيوز، إن "صوته لن يغير شيئا في المعادلة السياسية، وان الوجوه نفسها
ستتكرر مع وصول وجوه جديدة قليلة إلى قبة البرلمان"، مبيناً أن "اعضاء
مجلس النواب ليس لهم مواقف خاصة بهم، انما هم يتبنون الكتل السياسية التي ترشحوا
عنها، بما يعني انه لا تغيير حقيقياً في الخريطة النيابية والسياسية".
ويضيف أن "السفر
لشمال العراق الآن مناسب وهي فرصة كون المدارس في عطلة تقريباً"، مبيناً أنه
ذهب بسيارته ولا يوجد أي قطع او حظر للتنقل بين المدن ابداً".
وبحسب بيانات المفوضية
العليا المستقلة للانتخابات، بلغت نسبة
المشاركة في التصويت الخاص لانتخابات مجلس النواب العراقي، 82.42%.
واشارت الى أن عدد
المحطات المخصصة للتصويت الخاص، بلغت 4501 محطة، فيما بلغ عدد الناخبين من منتسبي
القوات الأمنية، 1313980 ناخباً، موضحة أن عدد محطات الاقتراع الخاصة بالنازحين،
بلغ 97 محطة، وبلغ عدد الناخبين النازحين 26986 ناخباً، وان عدد المصوتين الكلي
بلغ 1104816 ناخباً.
وفي الوقت الذي كانت
تجري عملية التصويت الخاص في المراكز الانتخابية، كانت تختلط في المقاهي الشعبية
احاديث السياسة والرياضة، وانبرى البعض في التثقيف لاختيار وجوه جديدة.
ونبه المواطن علي
سعدون، 26 عاماً، إلى أن "الحديث يكثر عن هذه الانتخابات في المقاهي وضرورة
التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلنا للأربع سنوات القادمة".
ويضيف لوكالة شفق نيوز:
"وضعت في ذهني برنامجاً في يوم الانتخاب، يبدأ بتصويتي والعائلة اولاً، ثم
نتوجه إلى المتنزهات وتناول وجبة غداء في احد المطاعم البغدادية بهدف كسر الرتابة
وتسلية العائلة والاطفال".
وثمة مواطنون يعملون في
العاصمة بغداد، قرروا السفر إلى مدنهم ليتمكنوا من المشاركة في التصويت هناك، حيث
يقول المواطن العامل تحسين البهادلي 27 عاماً، لوكالة شفق نيوز: "قررت السفر
الى مدينتي البصرة للإدلاء بصوتي في الاقتراع العام بعد ان اخذت اذناً من إدارة
الشركة التي أعمل بها".
ويشير إلى أن
"المشاركة في الانتخاب قضية وطنية، وان يمتع الناخبون بالوعي في اختيار من
يمثلهم في البرلمان".
وفي ظل التباين بين
الحماسة والدعم الذي يبديه البعض في الانتخابات واهمية المشاركة فيها وعزوف البعض
واليأس منها، يتواصل الجدل في المقاهي ومواقع التواصل لحين انتهاء التصويت العام
الذي سيكشف بشكل قاطع نسب مشاركة المواطنين في الانتخابات
التشريعية للعام 2025.