شفق نيوز/ يشكو سكان محافظة الأنبار غربي العراق، من الارتفاع الحاصل بأسعار الأدوية والعلاجات في الصيدليات، بالإضافة إلى إختلاف الأسعار بين صيدلية وأخرى، الأمر الذي دفعهم للمطالبة بتدخل اللجان الرقابية لتوحيد الأسعار وتخفيضها، بهدف تخفيف العبء عن كاهل المرضى وعوائلهم.
وصفة مشفرة
عدد من المراجعين على الصيدليات بالمدن الرئيسة في الأنبار، أشاروا إلى أن الكثير من الأطباء وبالاتفاق مع الصيدليات، يقومون بكتابة الوصفة الطبية بطريقة مشفرة لا يفهمها سوى الصيدلاني المتفق معه، الأمر الذي يجبر المراجعين على شراء الوصفة من الصيدلية التي يرسله إليها الطبيب، بأي سعر كان عليه.
وخارج أسوار مستشفى الفلوجة التعليمي شرقي الأنبار، حيث المجمعات الطبية والصيدليات، التقت وكالة شفق نيوز بعدد من المواطنين المراجعين هناك، للاستماع لمعاناتهم ومطالبهم.
المواطن عمار محمد (31 سنة)، وصف أطباء الأنبار بـ"سماسرة الأرواح"، إذ أن همهم الوحيد هو كسب المال ولا يبالون للوضع الصحي للمراجع ومقدرته على شراء العلاج من عدمها.
وقال محمد، "يجب على الأطباء أن يكونوا ملائكة الرحمة قولاً وفعلاً، وليس سماسرة أرواح، يقذفوا بالمريض خارج عيادتهم إن لم يكن يحمل المال الكافي".
مراجع آخر قاطع عمار، بالقول "لم يعد يمكنني الذهاب إلى الطبيب الا بعد استلام راتبي التقاعدي، لاحمله وأذهب للعلاج، فكشفية الطبيب 25 ألف دينار، وعندما ادخل إليه يقوم بفحصي مقابل 25 ألف أخرى، وأذهب للصيدلية واخرج منها بعلبتيَ دواء او ثلاثة بـ100 ألف او أكثر، أين الجهات الرقابية والحكومة المحلية من هؤلاء التجار ؟ أم أنهم مستفيدون منهم بالاتفاق أيضاً ؟".
وفي قضاء الرمادي مركز محافظة الأنبار، يقول المواطن زيد جاسم (28 سنة)، إنه "يذهب إلى الطبيب ويخرج بوصفة علاج لا يفهمها سوى الصيدلاني الذي أرسله إليه الطبيب الذي كان عنده، وأجبر على دفع ثمن العلاج بضعف سعره في مكان آخر".
ويعمل جاسم، بحسب حديثه لوكالة شفق نيوز، في البناء بأجر يومي قدره 15 ألف دينار فقط، ولا يدري هل يدفع تكاليف علاج ابنه الذي لديه فتحة في القلب أم يدفع تكاليف إيجار المنزل الذي يسكنه مع عائلته البالغ عدد أفرادها أربعة أشخاص، وطعامهم وشرابهم وخط الكهرباء المولد الأهلي واشتراك الانترنت لدراسة أطفاله في زمن التعليم الإلكتروني ؟".
إنهيار الدينار
من جهته، أوضح نقيب الصيادلة في الأنبار، عبد الرزاق حميد، أن "من كبرى أسباب ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات بالأنبار، هو ارتفاع أسعار صرف الدولار حوالي 20%، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية والإنشائية والأدوية وغيرها، سواء كانت المستوردة او الصنع المحلي، كون المنتج المحلي يتم استيراد كافة المواد الداخلة بصناعته".
وأضاف حميد، في حديثه لشفق نيوز، قائلاً "أما أسعار أدوية الشركات الرصينة فهي مرتفعة في كافة دول العالم"، مشيراً إلى أن "عدم استقرار الوضع السياسي يؤدي الى زيادة أسعار المواد من قبل المستورد، بسبب وجود احتمالية انهيار الأسواق، وهذا المبدأ يعرفه خبراء الإقتصاد".
وبين أن "الفساد المالي والإداري في الوزارات والدوائر ذات العلاقه والابتزاز المستمر يؤدي الى تحميل الادوية أجور اضافية"، مستدركاً بالقول "زيادة أسعار إيجار العقار بالنسبة للمذاخر والصيدليات بشكل جنوني، يعد سبباً رئيساً لارتفاع أسعار الأدوية أيضا".
وعي المواطن
وحول الاتفاقيات بين الصيادلة والأطباء، قال حميد، إن "بالامكان الحد من هذه الاتفاقيات، وذلك يعتمد بصورة رئيسية على وعي المواطن، من خلال استشارة الصيادلة الثقات والابتعاد عن صرف الوصفة من الصيدلية القريبة من عيادة الطبيب، واختيار المختبر الذي يثق به".
وأكد أن "نقابة الصيادلة جادة في محاربة ظاهرة الاتفاقيات غير أخلاقية، من خلال التنسيق مع نقابة الأطباء وقسم التفتيش والأجهزة الأمنية المختصة".
كارثة لبنان
وحذر نقيب الصيادلة في الأنبار من ظاهرة ارتفاع أسعار الأدوية التي رافقت هبوط سعر العملة العراقية وارتفاع صرف الدولار، واصفاً أيها "تنذر بكارثة صحية".
وخلص إلى القول "بعد انهيار العملة المحلية في لبنان مقابل الدولار، أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الأدوية بشكل جنوني، بل وتم غلق أغلب الصيدليات لنفاذ الأدوية فيهاء مما ينذر بكارثة صحية ومضاعفات خطيرة لأغلب المرضى وخصوصاً اصحاب الأمراض المزمنة، لذا على الجهات الصحية الحذر واتخاذ اللازم".