شفق نيوز/ ما أن انطلقت الحرب الروسية في أوكرانيا، حتى بدأت تأثيراتها تطال جميع أنحاء الكوكب ومنها منطقة الشرق الأوسط وتبيان موقف دوله من العملية الروسية، ومن بينها سوريا التي انقسمت بين الموقف الرسمي، والفصائل المؤيدة، وبين المناوئة، في "صراع" قد يستنسخ التجربة الأفغانية على أرض القارة العجوز.
الرئيس السوري يمتدح عملية بوتين
كان الموقف السوري واضحاً بشأن تأييده العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إذ "امتدح" الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي في، 25 شباط 2022، روسيا وقائدها مبينا أن "الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا عملية تصحيحٌ للتاريخ وإعادةٌ للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي"، مبينا أنّ روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية".
وأضاف الأسد أن بلاده "تقف مع روسيا الاتحادية انطلاقاً من قناعتها بصوابية موقفها، ولأنّ مواجهة توسع الناتو هو حقٌ لروسيا لأنه أصبح خطراً شاملاً على العالم وتحول إلى أداةٍ لتحقيق السياسات غير المسؤولة للدول الغربية لضرب الاستقرار في العالم"، مبينا أن "العدو الذي يجابهه الجيشان السوري والروسي واحد، ففي سورية هو تطرفٌ وفي أوكرانيا هو نازية".
هذا الموقف السوري جاء متماهياً تماماً مع الرؤية الروسية ومصطلحاتها بشأن الحرب في أوكرانيا ومنها استخدام مصطلح "النازيين"، في إشارة للنخبة الحاكمة في كييف.
"أصدقاء الريس" أكثر من مجرد صورة
وفي ظل الدعم السوري للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، يبرز موقف آخر لفصائل عراقية مسلحة رفع بعضها صوراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط العاصمة بغداد، بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، وقالت انها "تدعم روسيا"، وعنونتها بـ"أصدقاء الريس".
"صورة" وان كانت قد رفعت بعد ليلة واحدة من وضعها، إلا أنها تحمل أكثر من دلالة، وتحديدا على الساحة السورية، فبعض هذه الفصائل العراقية المسلحة تقاتل الى جانب القوات السورية، وبالطبع الروسية، في مهام تعدها "مقاومة وقتال للإرهابيين" داخل سوريا.
فصائل مناوئة تنتقل الى أوكرانيا
بين الموقف الرسمي السوري وموقف بعض الفصائل العراقية المسلحة المساندة لموقف روسيا، تبرز مواقف مناوئة تماماً لعملية الرئيس الروسي بوتين في أوكرانيا مستغلة دعوة أطلقها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي للقتال إلى جانب بلاده ضد الروس، مبينا ان (16) ألف مقاتل دخلوا أوكرانيا لمواجهة روسيا.
هذه الدعوة أخذت صداها بين القوى المناوئة للحكومة السورية والروسية في سوريا، وانتقل مقاتلون منها الى أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية، خصوصا أن بعضها قد "حوصر" في مناطق معينة والتزم "مرغماً" باتفاقات لإيقاف الحرب في المناطق التي يتواجدون بها، فوجدوا في دعوة زيلينسكي تحقيق أكثر من هدف، أولها قتال القوات الروسية وفي مناطق قريبة من مركز القرار الروسي، وثانياً التخلص من مناطق "خفض التوتر" السورية، وثالثاً الانتقال بشكل او بآخر الى اوروبا وربما تنفيذ عمليات داخل العمق الروسي.
وما يدعم "هذا الانتقال" المناوئ لروسيا، ما اعلنه الرئيس بوتين في مرتين منفصلتين آخرهما، يوم 4 آذار 2022، في اتصال هاتفي مع المستشار الألماني (أولاف شولتس) ان بلاده رصدت ما وصفه بـ"المرتزقة" من (4) مناطق في العالم من بينها سوريا.. ما يعني ساحة حرب قد يكون فيها الشرق الأوسط ممولاً للرجال وقتال أشبه بأفغانستان جديدة ولكن على أرض أوروبية.