شفق نيوز/ يعد شارع ابو نؤاس الذي تأسس عام 1934 من أعرق شوارع بغداد، وبالنظر لموقعه المتميز حيث اطلالته على نهر دجلة، ووجود الحدائق الواسعة فيه، أصبح مكاناً حيوياً يصطحب فيه الأهالي عائلاتهم للتنزه والاستجمام، فضلا عن كونه مركزا حيويا لجذب السياح، لكن كلما مر وقت عاد فيه الشارع إلى تألقه، تضربه مرة أخرى عصا الإهمال وتعيده إلى الوراء.
تعرض شارع أبو نؤاس لفترة طويلة من الإهمال بعد عام 2003، ولم يبدأ العمل بإعادة تأهيله لأول مرة إلا في عام 2011.
وكان أمين بغداد عمار موسى كاظم، قد أعلن في حزيران عام 2023 تنفيذ اللمسات الأخيرة لإنجاز أعمال تطوير المقطع الثاني من كورنيش ومتنزه أبو نؤاس، منوهاً إلى أن كورنيش ومتنزه أبو نؤاس يتضمن زراعة 10 دونمات من المسطحات الخضراء ومناطق ألعاب متنوعة ونافورة أرضية مع استمرار تنفيذ طريق خاص للمشي وآخر للدراجات الهوائية.
واعتبر أن إنجاز المقطع الثاني من الشارع يثمر عن تحقيق مسافة 1 كيلومتر من أعمال تطوير الكورنيش و17 دونماً من المسطحات الخضراء بغية تحويل الشارع إلى أحد أكبر المواقع الترفيهية والسياحية بمركز العاصمة بغداد.
وتابع كاظم أن هذا المقطع يتضمن عدداً من الفعاليات، منها بارك لوقوف السيارات يسع 100 سيارة ومجموعات صحية للرجال والنساء ومناطق ألعاب لكرة الريشة والكرة الطائرة و(حية ودرج) وجدار (أنا العراق) الذي يضم صور المشاهير والشخصيات ومنطقة الساعة في ميدان الاستراحة للمواطنين وفعاليات لذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال وكبار السن.
و عادت الحياة تدب من جديد في هذا الشارع بعد الانتهاء من الجزء الأول من إعادة تأهيله عام 2023 بحدائقه و متنزهاته وفعالياته التي رسمت أجواء طيبة وبهجة على العائلات التي بدأت بالتوافد على الشارع.
ويقول المواطن حسن كريم 47 عاماً، إنه "مع عودة الحياة لشارع أبي نؤاس بدأت العائلات في التنزه بهذا الشارع بشكل كبير".
ويشير في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "نسمات الهواء تضرب الاشجار وهو ما يجعل الهواء منعشا في الصيف وبذلك تتوفر أجواءً طيبة للعائلات التي تجلب معها الأطعمة لتناولها في أجواء جميلة".
ويشير إلى أن "الفعاليات التي تضمنها الشارع كسبت العديد من الرواد وخاصة من فئة الشباب الذين وجدوا في الألعاب المتوفرة متنفسا لهم وسط الاستمتاع بأجواء عذبة".
بدورها تقول المواطنة هدى صاحب، إنه "بعد طول ركود عادت الحياة الى شارع أبي نؤاس بعد إعادة تأهيله واستقطب معه العائلات لقضاء أوقات ممتعة".
وتضيف: "لم نكن نجرؤ في الوصول لهذا الشارع سابقاً بسبب الإهمال والسلوكيات غير الأخلاقية التي تصدر عن بعض رواد الشارع".
وتؤكد قائلة: "لقد تفاءلنا بتأهيل الشارع، ولكن ذلك لم يدم طويلاً إذ مع توقف العمل، عاد الخراب من جديد ليغزو الشارع الذي أصبح مكباً للنفايات ولأصحاب السلوك المنحرف، والنفايات عادت تغرق المتنزه".
ومنذ نحو عام تقريباً تمت صيانة تمثال "أبو نؤاس"، فيما تنتشر النفايات في الشارع وتحديداً من المنطقة المقابلة لوزارة الاتصالات وتمتد باتجاه منطقتي الكرادة والجادرية.
ويقول المتحدث باسم أمانة بغداد عدي الجنديل، إن "أمانة بغداد تولي اهتماماً كبيراً بإعمار شارع ابي نؤاس لأنه من الشوارع الرئيسة المهمة في العاصمة بغداد".
ويؤكد في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "أمانة بغداد وضعت خطة لإعادة تأهيل الشارع على مراحل، وقد تمت المباشرة بانجاز المرحلتين الأولى والثانية من مراحل التأهيل، ولكن العمل توقف بسبب عدم وجود تمويل مالي".
وينوه إلى أنه "سيتم استئناف العمل بإعادة تأهيل الشارع بعد حصول أمانة بغداد على التمويل المالي اللازم".
ويلفت الجنديل إلى أن "أمانة بغداد مهتمة بتأهيل شارع أبي نؤاس، كونه يمثل محط جذب للعائلات العراقية لقضاء أوقات ممتعة، فضلاً عن كونه يعد نقطة جذب مهمة للسياح العرب والأجانب".
ويشير في الوقت نفسه إلى "أهمية تعاون المواطنين مع الدوائر البلدية وعدم رمي النفايات في الشارع والحفاظ على نظافته حتى الانتهاء من إعادة تأهيله".
ويؤكد العديد من المواطنين على ضرورة الإسراع بتأهيل الشارع، وبهذا الصدد يقول الأكاديمي رزاق عوده فليح، إن "من المعيب أن يهمل شارع حيوي يقع وسط بهذا الشكل ويتوارى تمثال أبي نؤاس الذي كان يتوسط كورنيش الشارع".
ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز: "كان من الأجدر ألّا يتوقف العمل بهذا الشارع، وأن على الجهات المعنية الإسراع باعادة تأهيل الشارع لمدى أهميته في إظهار شكل بغداد الجميل".